التدخين: أعراض الانسحاب
الخوف والقلق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة وبعد؛
الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي أنا صاحب الاستشارة التدخين: أعراض الانسحاب وأشكرك على حسن إرشادك وعلى مجهودك وأنا قد تركت التدخين بلا رجعة والحمد لله فأنت قد وصفت الأعراض وطرق الوقاية بكل براعة تحسد عليها (ما شاء الله).
ولكن لدي مشكلة أخرى قد حولت حياتي إلى جحيم وهي: الخوف والقلق من كل شيء، الإحساس بألم في البطن وضيق في التنفس وعدم الإحساس بالأمان ومن السهل أن يسيطر عليّ أي شخص وأخجل من الناس ولا أثق في أحد وكثرة التأكد من الأشياء مثل (غلق الباب وتكرار الرجوع للتأكد من غلقه) هل هذا بسبب عدم التركيز أم ماذا؟
وأيضا أعاني من سطحية التفكير وعدم القدرة على تحمل المسئولية والهروب منها وأخاف من المواجهة وأن يستغلني الآخرون، وأنا سوف أسافر قريبا إلى دولة خليجية للبحث عن عمل فأخاف من القلق وحالات الهلع فقد أصبت بالهلع أكثر من مرة وأود أن تجيبوني على أسئلتي وهي:
1- ما هو تشخيص الحالة بالضبط خوف أو قلق أو رهاب.................؟
2- ما العلاج؟ وهل العلاج بالأدوية مجدي؟
3- هل أسافر أم أؤجل السفر حتى أتعالج؟
أود الإجابة بالتفصيل بعد إذنك
وشكرا جزيلا
25/11/2010
رد المستشار
الأخ الفاضل "محمد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، بداية أحييك وأهنئك على الخلاص من فخ التدخين الخبيث، وأشكر لك عرفانك بالجميل وإطراءك النبيل.
أتساءل بعد ذلك عن معنى قولك: (لدي مشكلة أخرى قد حولت حياتي إلى جحيم...) هل هذه المشكلة حادثة أم قديمة بمعنى هل هي سابقة على إقلاعك عن التدخين أم هي جديدة في حياتك فحولتها إلى جحيم؟ الإجابة على هذا السؤال مهمة للتشخيص وللمناجزة والعلاج.
الأخ الفاضل "محمد" الأعراض التي ذكرتها لنا (الخوف والقلق من كل شيء، الإحساس بألم في البطن وضيق في التنفس وعدم الإحساس بالأمان ومن السهل أن يسيطر عليّ أي شخص وأخجل من الناس ولا أثق في أحد وكثرة التأكد من الأشياء) هي مزيج من أعراض القلق المتعمم والأعراض الجسدية للقلق والاكتئاب وبعض سمات الشخصية المضطربة.... لكننا لا نستطيع الوصول إلى تشخيص نهائي أو أكيد من خلال ما ذكرته هنا، وإنما لابد من الفحص الإكلينيكي لدى طبيب نفساني للوصول إلى تشخيص أكثر قربا من الحقيقة، وهذا هو ردنا على سؤالك الأول.
وأما ردنا على سؤالك الثاني وهو المتعلق بالعلاج فإن نوعية وطبيعة ومحتوى العلاج تعتمد على متغيرات كثيرة منها التشخيص الأكيد وطبيعة شخصيتك وقدراتك المادية والنفسية وغير ذلك مما يحدده أيضًا طبيبك المعالج، وعلى كل حال فإن العلاج بالأدوية مجدٍ ولكن على أساس أنك -إن لم تكن الحالة التي وصفتها عابرة وحدثت بمثابة رد فعل للتأقلم مع مشكلة ما لم تذكرها- ستستمر على تلك الأدوية لكي تبقى على نفس مستوى التحسن الذي أوصلتك إليه الأدوية، فواقع الممارسة العملية في الطب النفسي يقول أن ما يتحسن بالعقار وحده لا يبقى بعد إيقاف العقاقير إلا فيما ندر!
أما سؤالك الأخير: هل أسافر أم أؤجل السفر حتى أتعالج؟ فهو أصعب الأسئلة في رأيي ولكنني لا أستطيع الرد عليك بغير أجل السفر حتى تكمل علاجك إلا أن يرى معالجك النفساني غير ذلك فعندها سيكون هو أدرى.
سعدت بمتابعتك وأتمنى أن تستكمل المتابعة لكن بعد أن تبدأ العلاج مع طبيب نفساني يحسن العلاج المعرفي السلوكي... وأهلا بك دائما على مجانين.