أنت على مفترق طرق!! م1
على مفترق طرق م2
السلام عليكم، لم اذكر بعض التفاصيل في رسالتي الأخيرة (تكملة لاستشارتين) "الثقة بالنفس تكتسب ولا تورث" و"على مفترق طرق". هناك أمور أعتقد أنها لها تأثير كبير على حياتي ولم أذكرها- عندما كنت في سن 13 إلى 15 حدث معي أنه كنت ألاعب أخي الصغير فكان يركب على ظهري وكنت ألاعبه "لعبة الحصان" ومرة من المرات كنت نائما على بطني وجاء أخي لألاعبه وركب على ظهري فأتت على مخيلتي نساء جميلات فشعرت بإثارة معينة تصل إلى درجة خروج سائل من فرجي وبعدها اعتدت على ذلك وصرت ألاعب أخي دائما حيث أجلسه أسفل ظهري وأنا نائم على بطني (طبعا عندما أكون مرتديا ملابس) وهكذا كنت أشعر بالإثارة.
لم أكن حينها أعي بالضبط ما أفعله ولكن فطرتي السليمة كانت تؤنبني لذلك عندما كبرت وبلغت سن ال 15 أدركت أن ما كنت أفعله هو فيه شيء من الشذوذ (مع أني كنت أتخيل حينها نفسي مع النساء وأن أخي كان فقط يجلس على ظهري) فأقلعت عن ذلك الأمر فورا، لكن إلى الآن ألوم نفسي وأريد أن أطهرها ولا أدري كيف فأنا أشعر أني منافق لأنني في تلك الفترة كنت ملتزما بالإسلام يعني بشدة.
من جهة أخرى كنت لا أنظر إلى أي بنت ولا أتكلم مع البنات في صفي (المدارس عندنا مختلطة) وكنت أعامل البنات كأنهن شياطين مما ولد لدي طاقة مكبوتة أوصلتني إلى ما وصلت إليه. هذا ولد لدي من جهة تحقير وإهانة نفسي لأني فعلت فعلا مشينا بأخي ولا أدري كيف أعوضه عن إساءتي إليه وأخشى أن أكون سببا في انحرافه لا قدر الله.
تصوري عن نفسي متضعضع فأنا لا أقدر نفسي حق التقدير. للأسف إلى الآن أنا حائر في علاقاتي مع جنس حواء لأني أعتبر أني إذا كلمت إحداهن فهذه معصية وأريد في أن توضحوا لي هذه النقطة هل ما أفعله صحيح؟ أن أبتعد عن كل ما يسمى بنات فأنا أتعرض للنقد من زملائي في الجامعة أني منغلق و...... . المشكلة الرئيسية هي أني لا أعرف ماذا أريد أن أكون يعني كل مرة أحاول أن أكتب لي أهدافا في حياتي لا أدري فأنا أريد كل شيء أكون فيه مثاليا وهذا يرهقني كثيرا وأنا أدركت بالنهاية أن هذا من سابع المستحيلات لأنه يستحيل أن يكون إنسان كاملا، مع ذلك أسعى دائما أن أكون الأول في كل شيء . لا أدري ما هدفي في هذه الحياة فأنا أكره أن تكون حياتي من دون أهداف وفي نفس الوقت أريد أن أكون كل شيء ولا أحدد نقاطا ملموسة.
وأيضا في علاقتي مع الناس أنا أريد أن أكون الأفضل ودائما عندي فضول لفعل أمور تميزني عن الآخرين، من جهة أخرى عندما أكلم الناس أشعر بالارتباك لأني أريد أن أظهر من دون عيوب، أريد من فضلكم أن ترشدوني في هذا الجانب كيف أكون اجتماعيا من دون أن أذوب قي شخصية الآخرين؟؟.
أملك والحمد لله طاقات جبارة فإذا وضعت هدفا أمامي أحصل عليه مثلا وضعت هدف أن أحفظ القرآن فحفظته عن ظهر قلب وكل امتحان في الدراسة أضع العلامة التي أريدها فأحصل عليها أو على الأقل قريبا منها، وأنا حاليا أدرس في إحدى الجامعات المرموقة والمعروفة بمستوى تعليمها.
لقد اجتزت مفترق الطرق قبل 3 سنوات (الذي تكلم عنه الدكتور مصطفى) وأنا أتطلع إلى اجتيازه الآن أيضا آذ أنني حائر بين الطرق المفتوحة أمامي، أتطلع إلى نيل ثقتي بنفسي وبناء شخصية قوية. وضعت هدف أن أخدم إسلامي وأرفع من شأن أمتي لكن لا أدري الأدوات والطرق التي توصلني إلى المنشود.
عندما أكتب لكم أشعر بالارتياح أن هناك من يسمعني لذلك أرجو أن لا تبخلوا علي بنصائحكم البناءة.
ثم أرسل مرة أخرى يقول: تكملة ل "متى سنظفر بالمنشود"؛
السلام عليكم بداية أشكركم على ردكم الرائع والمفيد. لي بعض الأسئلة: ينقصني هدف في الحياة فكيف أضع هدفي وأسعى إليه؟ ما هي الأشياء التي تحدد قوة الشخصية لدى الإنسان وما هي المواقف التي من خلالها تعرف الشخصية؟ هل يمكنني بعد أن كنت انعزاليا أن أصبح منفتحا اجتماعيا؟
هذه بعض الأسئلة التي تحيرني وأسأل الله أن ترشدوني
أشكركم من أعماق قلبي.
26/11/2010
رد المستشار
الابن "محمد"
بعد أربع سنوات!!، حقيقة أنا فرح جدا بأنك في عامك الثالث من دراستك الجامعية وناجح ومتقوق في دراستك بجامعة مرموقة، ومازلت حافظا للقرآن الكريم، فأنت لم تعد على مفترق طرق؛ كما قلت لك ذلك من قبل، أنت الآن شخص فاعل ومؤثر وقد قاربت على الوصول إلى قمة شجرة المجد لتكون ثمار النجاح في متناول يدك، فالصبر الصبر، والإصرار الإصرار على المحافظة على النجاح، وعلى القمة التي أنت على وشك الوصول إليها، دع عنك الأفكار الجنسية التي كانت في مراهقتك ولا تلم نفسك على أحداث جنسية قد مرت بمخيلتك، وإن كنت لا أظن شخصيا على الإطلاق أنها أثرت على أخيك الأصغر، فهو لا يدري عما كان يدور في مخيلتك وما يحدث في أعضائك التناسلية حين كنت تحمله على ظهرك!!؛ فانس هذا الأمر وتناساه.
أما عن العلاقة مع الجنس الآخر فأذن لي أن أذكرك بزميلة صفك منذ عدة سنوات وما كتبته أنت عنها، وبكفك أنت:
"الأمر الرابع أني أحب فتاة في صفي وبيننا تقارب كبير وهي تعاملني كأخ لها وأنا كذلك تربطنا علاقة صداقة قوية وأرجو أن لا يساء فهمي فأنا لم أفعل شيئا يغضب الله بل العكس تماما فأنا دوما أهديها كتب وأشرطة دينية وأدعو الله لها دوما بالهداية وخصوصا أنها غير محجبة وأنا كذلك لم أصارحها بحبي. ما أعجبني بها هو قوة شخصيتها وجرأتها وأفكارها واجتماعية لأقصى الحدود وأنا أحاول أن أكتسب منها هذه الأمور أولا لنفسي ثانيا حتى يكون توافق وأنا هنا أنظر إليها نظرة موضوعية فأنا أعلم سلبياتها وايجابيتها وأضعها على كفة الميزان أعتقد أن علاقتي بها ناضجة فهي لا تعتمد على أحلام بريئة بل على واقع ومنطق وهذا ما أفتخر به أمام نفسي".
وكان رد المستشارة سها مزيد عليك يومئذ هو التالي:
"أخي عندما تتمتع بالثقة بالنفس فانك سوف تجد لنفسك قيمه ذاتيه وروحيه تتحدى بها أي مشكلة نفسية كانت أو اجتماعية وتنجح في علاقاتك وتصبح أكثر نجاحا، وبالنسبة لعلاقاتك العاطفية فهي مشاعر نبيلة ولعلك سببا في هدايتها إلى طاعة الله ولكن المهم أن تكون تلك العلاقة فيما يرضى الله وأن لا تعلق نفسك بما لا تستطيع، والله الموفق".
والرد في نظري من الأستاذة سها ممتاز ويكفيك، وقصتك مع تلك الفتاة يشير إلى أنك قد تجد من الجنس الآخر من تتفهمك وتحبك، وليس البعد عن بنات حواء هو الحل، وليست العلاقات المتعددة مع بعضهن أيضا هو الحل، وأظن أنك ستحل هذه المشكلة بسهولة بعد انتهائك من دراستك ، وخطبتك لفتاة تحبها وتحبك وتحترمها وتحترمك، أما الآن فانتبه لدراستك ومستقبلك لتصل إلى قمة النجاح التي تصبو إليها، وعلى الله التوفيق.
السيد "محمد" كن نفسك، ولا تحاول أن تظهر أمام الآخرين دون عيوب، واجتهد في معرفة الصواب وعمله، ولا يهمك بعد ذلك رأي الناس فيما عملته من خير وصواب، وليس معنى كلامي أن تُظهِر عيوبك للناس، ولكن إن استطعت أن تسخر من عيوبك أمام الناس، وأن ذلك لا يضايقك بالفعل فلن يعيرك أحدا بها، بل ستكون تلك العيوب من نقاط قوتك وليست من نقاط ضعفك، التي تؤدي إلى ارتباكك أمام الناس، ومن منا يا محمد بلا عيوب؟؟!.
ضع لنفسك خطة تحاول تنفيذها على مدى الخمس سنوات القادمة من حيث المستوى الدراسي، وإن كنت ترغب في عمل دراسات عليا أم لا؟، وكذلك اختيار خطيبة لك وفي أي مرحلة بعد الانتهاء من دراستك واستقرارك في عمل ما ستبدأ في مشروع الخطبة ثم الزواج، لا تشتت نفسك أبدا بأمور خارج نطاق خطتك، والخطة بها الأهم ثم المهم ثم الهدف رقم ثلاثة ثم الهدف رقم أربعة.. والهدف خمسة.... وهكذا. وقد تقوم بعمل بعض التعديلات الطفيفة أو إدخال بدائل في تلك الخطة وفقا لظروف الحياة المتغيرة من حولك.
وأظن أن ما ذكرته لك يكفيك إن عملت به، وتذكر أن عليك أن تسعى وليس عيك إدراك النجاح، وأن الإنسان مهما بلغ من كفاءات ومهارات فلن يكون الأول والأفضل في كل شيء، أو في كل نواحي الحياة، فاكتفي بالتفوق في بعض جوانب الحياة التي تهمك، واقنع بعطاء الله لك واشكره سبحانه وتعالى عليه، وتابعنا بأخبارك.
ويتبع>>>>>>>>>>>>>: على مفترق طرق م3