ساعدوني الله يخليكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
بدأت مشكلتي منذ الطفولة عندما عانيت من وسواس في إصدار صوت بلع الريق عند الأكل فكنت لا أتناول الطعام مع أحد فكنت أجلس طول الوقت وحيدا فهذا أثر على مستواي في المدرسة وعلاقاتي بأصدقائي وعلاقاتي بأهلي فكان أبي يضربني لعدم تناول الأكل مع العائلة.
فتوالت الأيام فسافرت إلى مصر لإكمال التعليم الجامعي فشعرت أني أتحسن وبدأت حياة جديدة إلى أن بدأت المشاكل مع إخوتي وكانت تحدث المشاكل اليومية باستمرار والشجار فتركت جامعتي ولم أعد أذهب إليها، وتعرفت على فتاة كانت سيئة وخدعتني، ومن وقتها وحياتي كلها تغيرت للسواد وكانت تتحجج دائما بأنها تعاني من أمراض لم يستطع الطب علاجها فلما انتهت العلاقة وأنا أعاني من العصبية المفرطة، إلى أن أتى يوم كنت أمارس فيه رياضة المشي وفجأة شعرت بدوخة وانتفاخ وخوف غير طبيعي وكانت تتكرر معي يوميا وخوف من الموت وأن الله غضبان عليّ ويفعل بي ما يحدث لهذه الفتاة وشعرت أني لا أعيش في الواقع وأريد الانتحار والتخلص من حياتي، وأصبحت أفكر بالعنف والتفكير السيئ في الناس وأن جميعهم سيئون.
فقمت بالتحاليل والحمد لله النتائج سليمة وقال الطبيب أنها مشاكل نفسية فكتب لي دواء اسيتالوبرام 10 وبوسبار 15 فتناولت الاثنين معا وبعد ثلاثة أيام جاءتني نوبة لم تصبني مثلها من قبل تمثلت في الدوخة وثقل في الرأس وأشعر بكهرباء في جسمي ورأسي وبالذات في يدي اليسرى وصدري فتوقفت فورا عن الأدوية بعد أن أمضيت يومين في غاية الصعوبة والخوف وبعدها قررت أن أتوقف عن الأدوية وأرضى بحالي ولكن أتتني نوبات قلق أخرى تمثلت في سرعة ضربات القلب والخوف من الموت والعصبية خاصة عند رؤية الفتيات فتناولت وقتها صفاموود فورت شعرت بالتحسن.
ولكن مع الاستمرار عليه فجأة شعرت أني لا أعيش في الواقع وأني لا أفهم الحياة وأني في لعبة لا أفهمها وآلام في الصدر ورعشة في حاجبي فأرجو منكم تفسير ما يحدث معي وعدم استجابة الأدوية معي وحدوث ما سبق ذكره عند تناولها مع العلم أن هذه الحالة بدأت منذ حوالي خمسة أشهر.
26/11/2010
رد المستشار
حضرة الأخ "عبد الحميد" المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
إن العوارض التي ذكرت تنتمي إلى عائلة العوارض "النفس-جسدية" أو بالفرنسية "nevrose de somatisation" أي أنك تشعر بعوارض جسدية نتيجة الوضع النفسي الذي تمر به. وعندما نجري فحوصات للمرضى أمثالك دائماً تكون النتائج مع الصور الشعاعية سلبية. أي أننا لا نجد أي تشخيص لأي مرض عضوي.
إذاً، لا يجب أن تخاف من وجود مشاكل جسدية يمكن حلها. ولكن النفس هي المريضة، وعلينا معالجتها.
ما لا يختلف عليه أحد هو أنك مصاب بحالة من الكآبة النفسية والتوتر العصبي، وقد أحسن الطبيب الذي وصف لك الأدوية سالفة الذكر. ولكنه ربما لم يشرح لك بأنك قد لا تستفيد من هذه العقاقير، حيث أن الاستجابة ليست حتمية عند كل المرضى، بل هي استجابة إحصائية. أي أنه من الممكن لـ 80% من المرضى الاستجابة لهذا الدواء. وهناك دائماً 20% ممن لا يستجيبوا للعلاج، وعلينا عندئذٍ تغيير الدواء وإعطاء دواء آخر مشابه، ربما يكون أكثر ملاءمة لتركيبة جسدك.
أخبرتنا بعض الشيء عن حياتك، وعن وجود بعض البذور التوترية منذ ربيع سنك. ومن ثم الشجار مع الأخوة باستمرار. ما يعني بأنه عليك أولاً بعلاج الأمور النفسية، ومن ثم المضي قدماً في الحياة، حيث ينتظرك العمل، والزوجة، والأولاد، والجيران، وبيت العم... وكلهم يتطلبون منك التفهم، وحسن المعاشرة...
أما كيف؟ فهنا لبّ القصيد!
- يجب عليك أن تبدأ أولاً بتحسين العلاقة مع نفسك، فتحب نفسك، وتعمل جاهداً على جلب الكثير من الأصدقاء والمحبّين إلى جوارك ودائرتك الاجتماعية.
- عليك بتحسين العلاقة مع الله سبحانه، وأن تطلب منه بصدق العفو والرحمة. فهو سبحانه كريم ولا يرد سائلاً.
- كما ويجب أن لا تخون عهدك مع الله من الآن فصاعداً قدر الإمكان، وإذا ما زلّت قدمك فلتعد وبسرعة إليه وتطلب العفو، فباب جوده يستقبل كل طارق.
- يجب أن تثبت لنفسك وللجميع من حولك بأنك رجل مسئول وجدير بالاحترام وبالأمانة. وذلك عبر نجاحاتك في مجال العمل والاتكال على النفس في الحياة.
- لا تنسى الرياضة، فهي ضرورية، بالإضافة إلى النزهات والاختلاط مع الآخرين بطيبة قلب وكرم وتحمّل.
- أخيراً، لا نستطيع أن نكتب لك وبرسالة واحدة كل قاموس الحياة التي وهبنا إياها الله، والتي يُمنع علينا منعاً باتاً قطعها بالانتحار، بل علينا الشكر الدائم على هذه الهبة العظيمة والتي لا يجب أن تنتهي إلا في فسيح الجنان.
- لا تندم كثيراً على صديقتك التي كانت تخونك، والتي كانت مصابة بأصعب الأمراض فقد نجّاك منها الله، وعليك الشكر على ذلك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* ويضيف أ.د وائل أبو هندي الابن الفاضل " Abd El hameed " أهلا وسهلا بك على مجانين ليست لدي إضافة على ما تفضل به مجيبك د. قاسم كسروان إلا أن كونه يعيش في صيدا في لبنان جعله يحسب "الصفامود فورت" عقار علاج اكتئاب مثله مثل الإيستالوبرام وهذا هو أهم ما أردت أن أشير إليه فالصفامود هو الاسم التجاري لعقار يستخلص من عشبة ألمانية تفيد في علاج القلق والاكتئاب اسمها عشبة سان جونز St John's wort herb وتحتوي مركبي الهايبرسين Hypericin والهيبرفورين Hyperforin الموجودين في خلاصة العشب المسماة بالهايبريكم Hypericum وهذا العقار حقيقة يفيد بعضا من مرضى خلطة الاكتئاب والقلق الخفيفة والمتوسطة الشدة؛
كما يمكن أن يفيد في علاج الأعراض السيكوسوماتية التي أشار لها مجيبك ولكن على المدى البعيد وبمصاحبة العلاج المعرفي السلوكي، وأنت في الواقع لم تصبر، المهم أن الهيبريكام ليس عقارا قويا مثل الإيستالوبرام Escitalopram فهو أحد أقوى عقاقير الم.ا.س.ا لكنك لم تصبر عليه خوفا من آثار جانبية أزعجتك،......... المهم أخي قاسم أن صاحب المشكلة لم يستخدم عقاقير حقيقية لعلاج الاكتئاب لأنه لم يتحمل بعض آثارها الجانبية المبدئية، وإنما تناول بعض الأعشاب في صورة أقراص يسمونها في مصر صفامود Safamood .
ليس لدي يا " Abd El hameed " ما أضيف على ما نصحك به مجيبك لكني فقط أشير إلى أن الأسلوب النكدي الذي كتبت به سطورك الأولى: (إلى أن بدأت المشاكل مع إخوتي وكانت تحدث المشاكل اليومية باستمرار والشجار فتركت جامعتي ولم أعد أذهب إليها، وتعرفت على فتاة كانت سيئة وخدعتني،..............) (مشاكل منزلية× ترك الجامعة × قصة حب فاشلة في أقل من سطرين) هذا الأسلوب الجنائزي الذي فيه تقفز دائما إلى نتائج كارثية! هو أسلوب يستحق التأمل خاصة عند مقارنة هذا الأسلوب الفلاشي المتسارع في الوصف بأسلوبك في وصف الأعراض الجسدية فهذا أمر يستحق الانتباه...... بصراحة أعراضك لا تخرج عن أعراض خلطة القلق والاكتئاب المعرفية والجسدية واقرأ عنها هنا:
نفسي عصابي: خلطة قلق واكتئاب Anxiety Depression
وفي الأخير تقول مجانين نفذ ما نصحك به مجيبك ثم تابعنا بالتطورات الطيبة.