أريد السلام لروحي
الاستشارة الأعراض: لا أستطيع إنجاز أي شيء حتى النهاية ولا أستطيع الاستمرار والاستقرار في أي شيء لأني أشعر دائما بالملل بالعجز بالتعب من تحمل المسؤولية وبلا معنى وبالرغم من أن لدي كل الإمكانيات والأدوات والقدرات التي تجعل مني شخصا سعيدا وناجحا ولكني لست سعيدة ولا ناجحة مع أني ذكية وموهوبة وجميلة وذات حس أخلاقي عالي يعتقد الجميع أني إنسانة مسئولة وطموحة من النظرة الأولى لكني أعتقد بأن سعيِّ الدائم للتميز والنجاح مشروط بقبول الآخرين لي
فأنا أشعر دائما بأني لا أستحق الحب والاهتمام والإعجاب إلا بشروط وإذا كنت رائعة ومثالية أفقد ثقتي بذاتي تماما وأشعر بالدونية عند أي نقد وثقتي بذاتي أستمدها فقط من الآخرين اشعر بعدم الاتزان في نفسي والضياع وعدم الإحساس بالأمان أو الاستقرار أشعر بالخواء والوحدة وبلا معنى لحياتي
حياتي: لدي زوج رائع ناجح في كل شيء يحبني بلا شروط ولكني لا أستطيع أن أحب نفسي معه إلا إذا كنت ناجحة مثله وأنا أم لطفلة في عامها الأول جميلة وذكية ورائعة لكني متعبة وأشعر بثقل المسؤولية باتجاهها وبالذات من الناحية النفسية، وفي الأخير أنا ابنة لعائلة مفككة كل ما تفعله النقد بقصد الإيذاء أغلب الوقت!
مشكلتي: الأعراض التي ذكرتها وأنا حقا لا أجد أي معنى حقيقي لحياتي سوى البحث عن معنى حقيقي لحياتي!! فأنا لا أحرز أي تقدم في حياتي بصورة عامة كل ما أفعله أني أقرأ كثيرا في كتب علم النفس وفي الديانات والفلسفة لأعرف لماذا أنا معاقة نفسيا لهذه الدرجة ولماذا أنا مشلولة وعاجزة عن أن أمسك بزمام أموري وأتغير ببساطة؟!!
أكرر وأعيد ما أفعله كأني في حلقة مفرغة ولا أصل لنهاية أي شيء أبدا، أنا لا أنجز أي تقدم أي تغير على الصعيد النفسي وأنا لا أحتاج لمزيد من الفهم أنا أحتاج لحل لأني أضعت الكثير من العمر في محاولة الفهم والكثير من الفرص في محاولة التغيير!
قرأت كتاب ذاكرة الجسد تشفيك للكاتبة ميريام بروس فأرجوكم أرشدوني أكثر كيف أصل للجرح الأولي الذي يعيقني من أن أتحرر وكيف أشفى منه؟
وهل يمكن أن أصل لطبيب مختص يستطيع أن يفعل هذا؟ أنا حقا أريد أن أشفى وأن أصل للسلام مع نفسي فأرجوكم أعطوني أفضل ما عندكم وكل ما تستطيعون أن تساعدوني به
أتمنى أن تصلكم رسالتي من القلب للقلب
مريم
03/12/2010
رد المستشار
أهلاً ومرحباً بك يا "مريم" معنا وأهلاً ومرحباً باستشارتك..
قفزت إلى ذهني فكرة ما إن بدأت بقراءة استشارتك: أين هدفك الكبير يا مريم. أين التخطيط في حياتك وأين الإنجازات..
أنت جميلة مثقفة وصبية في عمر العطاء ولديك زوج محب يحبك بلا شروط وبدون أي إضافات لديك ما تطمح إليه معظم فتيات العالم الإسلامي. لكنك لم تذكري شيئاً عن دافع يدفعك للاستيقاظ صباحاً بدل الاستلقاء في كسل. لم تذكري شيئاً عن أمر يؤرقك من أجل إنجازه. فلنعد إلى الوراء قليلاً. أنت ملتزمة دينياً وبالتالي فهدفك الكبير هو نيل الجنة. قد تكونين أكثر طموحاً ويكون هدفك الفردوس الأعلى أو مرافقة النبي..
وبما أنك ملتزمة دينياً فأنت مؤمنة بالهدف من وجودك في الحياة وهو تحقيق خلافة الله في الأرض وتحقيق هذه الخلافة يتم بصور عديدة: بعد العبادات الأساسية، من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومساعدة الناس وإعمار الأرض، ونشر الأخلاق الفاضلة، والصبر على البلوى والشكر على النعمة..... وسلسلة طويلة جداً من أعمال البر والخير منها ما نمارسه بالعادة ومنها ما نحتاج إلى من يذكرنا للقيام به. ما يجمع كل هذه الأعمال ويوحد الغاية منها: أن تكون العتبة للوصول إلى الهدف الكبير وهو الفردوس الأعلى..
إذن: أولاً لا بد من وجود دافع وشغف حقيقي للقيام بعمل معين يدفعك هذا الشغف إلى الشعور بلذة الإنجاز والفرق كبير يا عزيزتي بين العمل الذي نؤديه بشغف والعمل الذي نؤديه لأنه جزء من مهامنا الاعتيادية...
ثانياً: ذكرت يا صديقتي بجملة واحدة ملخص للاضطرابات التي تعانين منها ابنة لعائلة مفككة كل ما تفعله النقد بقصد الإيذاء أغلب الوقت! وانظري إلى العلاقة الوطيدة بينها وبين السعي الدائم للتميز والنجاح مشروط بقبول الآخرين لي وما تمرين به هو نتيجة هذا الانتقاد ولذلك فإياك أن تلجئي إليه مع ابنتك.
ثالثاً: ما ذكرته لك قد يساعدك ولكنه لا يغني عن أنك بحاجة لاستشارة طبيب نفسي ثقة. وأرجو أن يكون بإمكان د. وائل مساعدتك في إرشادك إلى أحدهم في الإمارات.
أخيراً: أتمنى لك بصدق كل الخير وهدوء البال حتى تتمكني من الاستمتاع بالنعم الكثيرة التي تملكينها..
أرجو أن يجعل الله في كلماتنا عوناً لك وتابعينا بأخبارك..
ويضيف د. وائل أبو هندي الأخت الفاضلة مريم أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك أ. دانة قنديل غير أن أشير إلى وقوعك في فخ الكمالية المرضية Clinical Perfectionism والتي تختلف عن الإتقان أو إحسان العمل كما سنرى ويتسم الأشخاص الكماليُّون بما يلي:
- جَعْل أيّ خطأ بسيط سيئا مثل عيب كامل مما يؤدي إلى بطء الأداء وكثيرا ما يؤدي إلى التكرار.
- الكمالية تختلف عن إتقان العمل أو إحسانه وتشمل في صورتها المرضية 3 سمات معرفية سلوكية هي:
- وضع معايير عالية جدا للأداء والكفاح المستمر لتحقيقها.
- تقييم النفس دائما على أساس القدرة على تحقيق المعايير.
- عدم القدرة على التخلي عن المعايير رغم آثارها السلبية.
والمشكلة الحقيقية إذن هي أنك لن ترضي عن ذاتك إلا بعد تصحيح مفاهيم عديدة من خلال برنامج علاج سلوكي معرفي مع متخصص ويؤسفني ألا معلومات لدي عن من يقومون بهذا النوع تحديدا من أنواع العلاج النفسي، لكنك بالسؤال تستطيعين..
واقرئي على مجانين:
نزوع إلى الكمالية وتفكير وسواسي
مين كمال؟؟ حد يعرفه؟
وأهلاً وسهلاً بك دائماً على مجانين فتابعينا بأخبارك....
التعليق: أنا شعرت أنك بتتكلمي عني
أنا منهار وأحاول أتمسك بالقليل من الحياة لو سمحت إدارة الموقع ترشح لي طبيب أو أخصائي
وشكرآ لحضراتكم
بالمناسبة أنا من سكان القاهرة
وشكرآ لحضراتكم