خليط من كل شيء
السلام عليكم، لم أستطع منع الابتسامة من الظهور على شفتي عندما وجدت خانة تصنيف الاستشارة، لأنني أعتقد أنها تندرج تحت عدة تصنيفات وليس لها تصنيف واحد، عذرا لم أعرفكم بنفسي، أنا فتاة طالبة جامعية، أدرس الطب، أصنف نفسي كفتاة عادية تراها في جميع الأماكن فللأسف لا أعتقد أن هناك ما يميزني غير ذكائي الدراسي وجمالي! (ليس غروراً).
حسنا من أين أبدأ، نفس عميق، نعم من الطفولة كالعادة، وهو ما اعتدت قراءته، قرأت الكثير في علم النفس وتحليل الشخصيات والكثير جدا من كتب التنمية البشرية حتى التشبع أو هذا ما أعتقده!
أين كنا...... نعم في الطفولة، تعرضت للتحرش في عمر الست سنوات من قبل قريب لنا وكان هذا مرتين، وهو كان مراهقاً في السابعة عشر من عمره وطبعا لم أفهم حقيقة ما حدث إلا بعد أن كبرت ولم يعد باستطاعتي إخبار أحد لظني أن الوقت فات، لن أستطيع التعبير لك عن مقدار ألمي وصدمتي في تلك الفترة التي اكتشفت فيها الحقيقة وأعتقد أن عمري حينها كان الحادية عشرة أو أكثر بقليل، ومدى غضبي كلما رأيته فهو قريب لنا أراه كثيراً بحكم القرابة!!
وبعد فترة أدركت أن التفكير في الموضوع يلتهم روحي فقررت وضع حد له بأن أنساه ولم أستطع فقررت تناسيه، وهكذا استمريت في تناسي الأمر، ومن جانب آخر كنت طالبة متفوقة في دراستي لم أرضى إلا بالترتيب الأول وهو ما كان منذ الصف الأول الابتدائي وحتى تخرجي من الثانوية كنت الأولى، وعلاقتي بإخوتي وأخواتي متينة جداً وأمي أعدها صديقتي الحبيبة فهي الأم والأخت والصديقة التي تنصح وتحب وتتعمدني بالعطف، وأبي شخصيته غريبة بعض الشيء فهو قليل الكلام وقليل الابتسام ولكنه يحبنا وفعل ولا زال يفعل المستحيل لإرضائنا.
في أيام المدرسة الابتدائية والإعدادية كنت قليلة الصداقات، منطوية، خجولة، الحزن يغلف عالمي!! ولا أحب التعامل مع زملائي وزميلاتي إلا للضرورة القصوى لأني لم أستطع الاندماج معهم، دائما ما أعتبرهم أغبياء وسطحيين ولا يفهمون معنى الحياة، فالحياة ليست لعبا ولهوا،.... هذا مكان يدور في عقلي، لم أحبب كلام الفتيات عن اللباس والموضة ولا كلام الأولاد الدائم عن الكرة، فهو كلام سخيف لم أجد نفسي فيه، وكانت قائمة أصدقائي تبدأ بأمي إخوتي.... قصصي ورواياتي وسماعاتي التي أسمع بها سواء أكان ذلك لسماع القرآن أو الأغاني.
والآن بعد أن كبرت اكتشفت أني كبرت قبل وقتي وأنني حرمت من طفولتي، جاءت مرحلة المراهقة وقررت دخول المجال العلمي لثلاثة أسباب:
الأول: أن معدلي مرتفع وسيخولني الدخول لأي كلية أختارها وفي حالتي كنت أفكر بالطب كثيرا.
الثاني: هو اعتقادي أن دراسة التركيب المعقد لجسم الإنسان سيزيد من إيماني وسبب كنت أفكر فيها أيام طفولتي هو اعتقادي أن دراستي ستساعدني في فهم الحقيقة حول ما يدعى بغشاء البكارة، ولكنه صدقاً لم يكن السبب الرئيسي!
أين كنا نعم في المراهقة، ككل فتاة بدأ قلبي ينبض، ونظرا لتربيتي وأخلاقي كان هناك جدار أقمته حتى لا أقع في المحظور واكتفيت بإعجاب / حب من طرف واحد، تزداد ضربات قلبي لرؤياه وأتغير وأشعر بنفسي تُشرق! في الثانوي تعرفت بأول صديقة حقيقة لي، كانت ولا زالت نعم الأخت وتعلقت بها كثيراً وهي بمثابة أخت لي، إلا أن شخصيتي الخجولة والمنطوية ظلت كما هي، قليلة الكلام، غالبا ما أرد في الحديث بابتسامة أو عبارات قصيرة مقتضبة ولا أنسى الحزن الدائم الملائم لي، وهذا الحزن جعلني أتخذ قرارا بمسامحة المتحرش، نعم سامحته، لا أدري ما هي الأسباب التي دفعته ولا أدري لم اختارني أنا من بين الفتيات ولكنني قررت عقد الصلح معه ومع نفسي..!
أنهيت الثانوية وجاءت اللحظة الحاسمة، قرار مصيري، فكرت في الطب ولكن أهلي لم يشجعوني عليه وكان أخي كثير الإلحاح عليّ أن ادخل لأي معهد حتى لا أرهق نفسي فتجربته مع الجامعات كانت فاشلة فهو لم يستطع النجاح في الجامعة، وهكذا فكرت كثيرا وقررت دخول تخصص جامعي أسهل من الطب ودراسته اقصر، وبالفعل التحقت بتلك الكلية درست لأسبوعين ولكن قلبي ظل معلقاً بالطب، فانتقلت للطب ولا استطيع وصف سعادتي أول أيام دراستي، وكانت سنتي التحضيرية الأولى كانت سنة عصيبة فعالم المدرسة يختلف تماما عن الجامعة وكنت شديدة القلق والخوف من الفشل فدرست ونجحت بتقدير وصرت أصنفها من أجمل السنوات..... وهنا بدأت مشكلتي في السنة الأولى، فقد كانت الكلية التي درسنا فيها التحضيرية مختلفة أما كلية الطب البشري فقد كانت مزدحمة لدرجة أننا لا نجد أماكن لنجلس فيها وقت المحاضرات ولا معامل ندرس فيها أتصدق أننا درسنا علم التشريح دون أن نرى جثة واحدة أو نشرح شيئاً، أما الكيمياء فلم نقم بتحضير تجربة واحدة، وعندها عرفت أن الطب ليس كما تخيلته، وطريقة دراستنا لن تكوّن أطباء بل أشباه أطباء!! (قد يكون هذا عذرا اختلقته لأخفف عن نفسي فهدا ما أعتقده صراحة).
ومنها بدأت التخلف عن المحاضرات ولا أحضر إلا عند انخفاض الازدحام أهملت دراستي صرت شديدة الحزن والقلق أفكر في الدراسة ولكن عند ما أبدأ وأفتح كتبي أجد نفسي أشعر بالنعاس أو عدم الرغبة في الدراسة صداع دائم وألم وحرقة في المعدة، خائفة من الفشل قلقة من نظرة أهلي وخيبة أملهم فيّ.
أدمنت الانترنت وكان إدماني ليس للشات ولا أي شي آخر مما يدمنه الناس الآخرون، بل كنت دائمة الدخول لأحد المنتديات العامة والاجتماعية أكتب خواطرَ ومواضيعَ ردودا وأعلق وأضحك وأبتسم، كان متنفساً بالنسبة لي وعندما أقول كفى سأبدأ الدراسة أجد نفسي أفكر في ذاك الموضوع أو ذك الرد، وبعدها صار نومي مختلطا أنام نهارا وأقوم ليلا، مزاجية، وكان قلق أهلي بادياً فأمي وأبي كانا دائما ما ينصحانني بالدراسة فكنت أدخل لغرفتي وأتظاهر بالدراسة حتى لا يحزنا، وأقضي وقتي في البكاء على حالي وأعقد العزم على بدء الدراسة بجدية، وأيضا صديقتي لاحظت تغيري وحاولت أن تدرسني، أتصدق أن صديقتي مستواها الدراسي كان أقل مني بكثير وصارت هي من يدرسني بعد أن كنت أنا من يشرح لها..... يا للسخرية.
أرق، خوف، ألم، ضيق تنفس، بكاء، دوار، غثيان، شرود ذهن، وهن في جسدي كله، آلام في الظهر، قلق، وعدم انتظام في الصلاة، حتى صلاتي صارت واجبا ثقيلا إلى أن تركتها تماما بنهاية تلك السنة بعد أن كنت مداومة عليها منذ الصغر، ومع اقتراب الامتحانات النهائية قمت بإيقاف اشتراك الانترنت لاعتقادي بأن ذاك المنتدى سبب تأخري الدراسي، فأدمنت شيئا آخر (النوم) فقد أنام لستة عشر ساعة متواصلة أو متقطعة وأستيقظ ورأسي يؤلمني.
لم يعرف أهلي ما يفعلون ولم أدر ما أفعل؟! لم أستطع التركيز في الدراسة، أجلس لساعات أحدق في الكتب دون جدوى، فأعدت الانترنت بعد أن أدركت أنه ليس السبب ودخلت الامتحانات بعضها درست لساعتين فقط وبعضها دخلتها دون دراسة!! وكانت النتيجة كما هو متوقع الرسوب..... نعم رسبت بعد أن كنت الأولى!.. رسبت في مادة واحدة فقط، غيري يفرح بهذا أما أنا فلا!! وهنا بدأت بأنني على وشك الانهيار، فدراستي كانت الشيء الوحيد السليم في حياتي، الشيء الوحيد الذي أتقنه!! ودخلت الدور الثاني وأيضاً لم أدرس له جيداً درست ليوم واحد فقط!!
ولكنني نجحت وانتقلت للسنة التي تليهاً عاقدة العزم على التغيير، ولكن هيهات!! تغلبت على مشكلة الإدمان فصرت قليلة التردد على المنتدى، وحاولت التخلص من مشكلة النوم، ظل الأرق ولكنني لم أعد أنام تلك الساعات الطوال، وأيضا مرت السنة ونجحت بتقديرات ضئيلة، وأشعر دائمة بأنني لا أستحق الانتقال للسنة الثالثة لأنني لم أستوعب ما درسته سابقاً فأنا صراحة أعتقد أن سبب نجاحي رحمة من ربي العالمين ودعوات أمي، والحمد لله على ذلك، ومع أنها نعمة إلا أنني لا أشعر أنني تمكنت من المنهج ويجب أن أعيد السنتين السابقتين حتى أستوعب المنهج!!
الآن؛ أنا في السنة الثالثة تغير الحال نوعا ما، صرت أحاول المواظبة على صلاتي، أواظب على حضور المحاضرات ولا أواجه مشاكل في النوم، وأستيقظ باكرة يقظة، وأفهم المحاضرات جيدا ولا أسرح عند شرح المحاضر كما في السنتين السابقتين، وصرنا ندخل المعامل، صحيح أنها معامل متواضعة إلا أنها جيدة، ولكن مشكلة الدراسة ظلت كما هي، لا أستطيع الدراسة عند عودتي للمنزل وكأن التركيز يكون في الجامعة فقط، لا أستطيع أن أدرس لماذا لماذا لماذا بأعلى صوتي؟؟
أريد أن أرجع كما كنت، أريد أن أكون فتاة طبيعية؟؟
03/12/2010
رد المستشار
السائلة العزيزة؛
تخيلت فتاة في مثل سنك (مطلع العشرينات) تجلس لتحكي لنا طرف من حياتها، وتخجل من ذكر بعض المعلومات عنها: من أي بلد؟! وكذلك بقية المعلومات التي نطلبها لنحاول رسم صورة أقرب لحقيقة من يسأل!!
تثقين بنا، ونشكرك، ونرجو أن نكون أهلا للثقة.
وفعلا أنا لا أعرف ماذا تقصدين بقولك: فتاة طبيعية؟! ما هي الطبيعية هذه؟!
هل تعتبرين حياتك قبل ما استجد فيها، حياة طبيعية؟! وهل وصفك لنفسك بأنك عادية شيء إيجابي؟!
أغلب مشكلات جيلك، بل أغلب مشكلات حياتنا إنما تأتي في سياق نوعية الحياة التي نعيشها!!
حياة محدودة جدا، مثل حياتك، ومثل حياة الملايين منا، إنها الحياة التي نسميها عادية، وهي ليست كذلك، لأن هذه الحياة العادية جدا هي أقرب للموت والموات، حيث لا علاقات، ولا أنشطة، ولا اهتمامات تذكر!!
دراسة، وقرآن، وأغاني، وصداقات محدودة، وعلاقات "عادية" بالوالدين، ودمتم!!
إنه "فرط العادية" كما يسميه أستاذنا الدكتور الرخاوي، وذلك لأن الحياة العادية تتضمن بالضرورة تناوبا ونبضا بين أمزجة متعددة، وأنشطة متعددة، وأدوار متعددة تنقلب بينها فتأخذنا إلى سلسلة من حلقات حركية الوعي والتفكير والإبداع، وبدون هذا النبض، وتلك الحركية يكون الخمود والخمول، والتفاعلات النفسية الداخلية المؤهلة للاعتلال النفسي سواءا علمنا، أي أدركناها، أو غابت عنا علاماتها!!
أكرر ما قلته مرارا في كتابات سابقة، وأفردت له حلقات كاملة في برنامجي الإذاعي "فش غلك" من أن نمط الحياة الذي تعيشه الأغلبية الساحقة منا يؤهلها بامتياز للمرض النفسي، أو الاعتلال المزاجي والسلوكي، وإذا قال قائل: ولكنني أرى الناس من حولي تمام التمام، وزي الفل، أقول له: لعلك تراهم في وضعية الصحة، التي يمكن أن تستمر لفترات، ولكنها لا تدوم، أو لعلك لا تدقق، وربما لا تدرك ما يقع لهم أو منهم من اضطراب بحكم نقص المعرفة في المجال النفسي، وهو غائب عن ثقافتنا، وعن تكويننا المعرفي بدرجة كبيرة!!
أكتب لك الآن في قطار عائد من حيث تقع الجامعة التي أعمل بها إلى القاهرة حيث أسكن، ويتناهى إلى سمعي صوت جهاز الهاتف النقال لأحدهم يذيع أغنية عاطفية من الأغاني التي تسمعينها، وكذلك الملايين منا: كلمات ساذجة، وعالم خرافي حالم بالسعادة، أو بائس بشكل بلاستيكي أو مصطنع!!
يقيم البشر "الطبيعيون" علاقاتهم بالحياة عبر أنشطة وعلاقات، ولقاءات، واهتمامات، ومعارف، وهوايات، ونحن حياتنا معقمة من كل هذا أو تكاد، وعلاقتنا بنبضها وتيارها الدافق نكتفي فيه بالدوائر الضيقة التي ندور فيها، والأنابيب الإليكترونية الممتدة بيننا في العالم الافتراضي، ومواقع الإنترنت، ثم تجلسين مثل ما تجلس الملايين أمام هذه الشاشة أو تلك تكتبين تعليقا على منتدى أو خواطر، أو تعليقات، وتعتبرين هذه أنشطة أو مشاركات أو نبض حياة؟!.............. سحقا لتلك الحياة التي نحبسها عادية، وهي لا حياة ولا عادية؟!
إنها الموت بالحياة، إنها فرط العادية!!
حياة بلهاء نموت فيها كل يوم محاطين بالسذج والبلهاء، أو الأغبياء والسطحيين، ولا أدري أو لم أتبين الفارق بينك وبينهم؟! إذا كانوا يتحدثون عن الموضة، والسيارات، وكرة القدم.. فما هي اهتماماتك أنت؟! وما هي أنشطتك؟ ومكونات حياتك؟! بأي معيار تعتبرين نفسك مختلفة؟! وبماذا؟!
المذاكرة، وسماع القرآن، والأغاني؟!!
وقراءات في علم النفس، والتنمية البشرية لم تفلح في أن تجعلك تفهمين نفسك، أو عالمك الداخلي، أو تطورين من طبيعتك المحدودة أو المنطوية؟!
هل يصلك من كلامي هذا أنني ألومك، أو أهاجمك، أو أتهمك بالتقصير؟!
حسنا... أدري أن هذه حياتنا أو أغلبنا، ولذلك أنتهز الفرصة بمناسبة رسالتك لأكرر القول بأنها لا حياة ولا عادية، إنها شيء بشع نتواطأ على الاستسلام له، وعدم السعي الجاد لتغييره ثم يشتكي من وقع في مطب من أعراض اكتئابية أو أعراض عدم تكيف مع المحيط، أو توقف عن الحركية والنبض بينما هذا متوقع جدا في مناخ الطريقة التي يعيش بها، ويعيش بها أغلبنا، وهي ما أنتقده هنا، وليس شخصك الكريم، وأنا هنا أيضا أحاول أن أرشدك إلى أن هذا هو المدخل الأساسي لما عجزت أنت عن تحديد تصنيف له في بياناتك، وهو مدخل غاب عن ذكائك الدراسي، لأنه يتعلق بأنواع أخرى من الذكاء تحتاج إلى معارف تنقصك، وأنشطة لا تمارسينها، كما أغلبيتنا.
هل تراني أفلحت هذه المرة في توضيح حقيقة يبدو أنها غائبة، أو متواطأ على تغييبها، وهي أننا محرومون من الحياة الطبيعية، وأننا لسنا طبيعيين بالتالي!!
وأن ما حصل لك هو مجرد انفجار لهذا الوضع، أو وهن يحصل بشكل فردي فنعتقد أنه اضطراب حصل لحالة طبيعية نتوهم وجودها، بينما هذا الانفجار هو أقرب إلى الاعتراض على وضع غير صحي، وغير طبيعي، والفارق كبير، أليس ذلك؟!!
عالم الجامعة المختلف عن المدرسة، قلق الانتقال والتغيير في طبيعة الدراسة والعلاقات، الزحام وصدمة أو خيبة توقعاتك فيما يخص حقيقة وواقع تعليم الطب مقارنة بما كانت عليه أحلامك، والأعراض الجسمانية المصاحبة لذلك من أرق أو فرط نوم، وأوجاع أخرى... كل هذه كانت ضغوطا على هشاشة تكوينك العادي، وآثارا لهذه الضغوط دافعت عن نفسك مباشرة بمحاولة الهروب إلى العالم المسحور حيث أنت مشاركة ومتفاعلة ومتحققة أكثر من الواقع الفعلي في الجامعة، وكلها ردود أفعال غير مدهشة، بل واردة جدا، ومتوقعة، وأية فتاة عادية غالبا ستفعل ما فعلت.
تحتاجين إلى استشارة طبيب أو طبيبة متخصصة لفحص اعتلالك المزاجي بأعراضه وآثاره، وقد تحتاجين إلى عقاقير مضادة للاكتئاب، ولكن سيظل مستقبلك مرهونا بجهودك التي تبذلينها لتكوني إنسانة طبيعية، وتدركي أن العادية ليست سوى حالة ماضية أصابها الوهن، وأوصلتك إلى حيث أنت حين تعرضت لضغوط التغيير، وعلى ذلك فإن أمامك نفس المهمة التي تواجه الملايين منا، ألا وهي استعادة نبض وحركية وعي ونشاط العقل والروح والجسد، ووصل علاقات حقيقية مع الناس من حولك في الدوائر القريبة والأبعد، إنها الحياة الطبيعية، والسلامة النفسية، إنه المشروع الأهم الذي أدعو إليه ليلا ونهارا عبر كل كلمة أكتبها، وعبر الفيسبوك، ونشاطي اليومي عليه مع أصدقاء الأثير نحاول استعادة نبض الحياة الطبيعية وسط مناخ الموت بالحياة الذي يحيطنا جميعا.