اختلال الإنية في طيف الوسواس القهري م
السلام عليكم
اسمح لي يا دكتور وائل أولا أن أحيي حضرتك على هذا الصرح الرائع والنبيل؛
ثانيا: أود أن أشارك في موضوع اختلال الإنية في نطاق الوسواس القهري، والذي أرجعت فيه كافة المشاكل النفسية التي تعاني منها الفتاة إلى تكوين شخصية لها خصوصية معينة لاستقبال هذه الأمراض المتتالية، والعلاج الدوائي ما هو إلا مثبط مؤقت لا يلبث أن يتضاءل مفعوله لتظهر في المريض أعراض نفسية أخرى.
وأود أن أسأل حضرتك، أوليس هذا الاستعداد بسبب خلل جيني في الفرد وهذا الخلل بالطبع دائم؟؟
وهل هناك مرضى آخرون يخرجون عن هذه القاعدة الجينية وتكون اضطراباتهم راجعه لعوامل بيئية؟
وهل أن علاج حالاتهم يعطي الشفاء التام؟؟
وشكرا دكتور وائل
8/10/2010
رد المستشار
الابن الفاضل "أحمد عبد الحميد" أهلا وسهلا بك على مجانين..... شكرا جزيلا على إطرائك ومشاركتك، وعذرا لتأخري في التعليق على إفادتك هذه فقد تميزت الفترة الأخيرة التي كنا نعمل فيها على تطوير الموقع بكثير من التأخير في الوفاء بما ألزمنا به أنفسنا تجاه الناس وعسى من تأخرنا عليه يقبل عذرنا ويدعو الله لنا ببركة في الوقت والجهد.
للوراثة دور لا شك فيه في إرساء الاستعداد للإصابة بشتى الاضطرابات النفسية ومن ذلك عوامل معينة في المزاج وفي طريقة التفكير وطريقة الاستجابة للمؤثرات البيئية إلا أن كون هذه العوامل معتمدة على الوراثة لا يعني أن ذلك الاعتماد كلي ولا أن هذا هو كل شيء..... ينطبق هذا الكلام على كل الاضطرابات النفسية التي نزعم أن استعدادا لها يتم توريثه جينيا......
وليس هذا كل شيء ولا المسألة بهذه البساطة، فالاستعداد هذا نفسه يتشكل في صورة عوامل شتى منها اختلافات في المزاج والتفكير وطريقة الاستجابة وهذا الاستعداد بالتالي منذ وجوده يتفاعل مع العوامل والملابسات البيئية المختلفة، ولتزداد الصورة تعقيدا فإن كل واحد من هذه العوامل يورث أيضًا كاستعداد ينطبق عليه ما ينطبق على الاستعداد العام للإصابة باضطراب نفسي معين أو مجموعات اضطرابات كاضطرابات القلق أو غيرها فمثلا عامل مثل الحساسية المفرطة لمشاعر القلق أو الخوف والذي يتمثل في أول ظهوره بالطفل الخواف أو مفرط الحساسية أو مفرط الالتصاق بأمه أو مقدم الرعاية له أيا كان عامل العصابية هذا إن صحت تسميته بالعصابية يتكون من عوامل صغرى عدة منها:
1- مزاج مفرط الحساسية للقلق يؤدي إلى رد فعل الإجفال على المستوى الشعوري المعرفي وتصاحبه
2- الاستجابة الفكرية المتمثلة في الانشغال المفرط بالأمر والنزوع للتفكير بطريقة وسواسية
3- جهاز عصبي عضلي ذي حساسية عالية لكل مثيرات الخوف أو القلق بما يجعل الإجفال الحركي أسرع حدوثا.
وكل واحد من هذه العوامل الصغرى معرض للاختلاف بناء على سيمفونية من التفاعلات المختلفة........... باختصار لا نستطيع أن نقول أكثر من أن وراثة الاستعداد لاضطراب نفسي تكون أكثر احتمالا للحدوث في أطفال المرضى به.... لكن وراثة الاستعداد لا تعني حتمية الإصابة بهذا الاضطراب.
وأما صاحبة هذه المشكلة فهي كما تبين من إفادتها كان لها حظ من الوراثة في بعض الصفات التي جعلت استجابتها التجنبية جاهزة كما ذكرت لها ويضاف إلى ذلك تأثرها السلوكي بوالدها الذي كان يعاني من نوبات الهلع كما ذكرت.... أي أن تفاعلا حصل بين الوراثة والبيئة فعززت العوامل البيئية عوامل وراثية.... ومعنى ذلك أن العكس ممكن أيضًا بمعنى أن تؤدي عوامل بيئية معينة إلى التقليل من أثر الوراثة ومن ضمن تلك العوامل يكون العلاج النفساني خاصة العلاج السلوكي المعرفي، يعني باختصار هناك قابلية وإمكانية دائما للعلاج رغم وجود عوامل جينية تدفع في اتجاه الاضطراب.
أسعدتني مشاركتك يا "أحمد عبد الحميد" وأتمنى أن تكرر المشاركة في المواد المعروضة على مجانين وأعدك في المرات القادمة برد أسرع إن شاء الله..... وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.