السلام عليكم؛
المشكلة مشكلة أختي الأكبر مني لكني أريد أن أساعدها فشكرا لتعاونكم:
تعرفت أختي على شاب عن طريق النت وهي في سن 28 وعلى حسب ما تقول أن علاقتهم سطحية ومواضيع عامة لكنها تعلقت به كثيرا واتفقت معه أن ما يقومون به غير صحيح حيث أننا من عائلة ملتزمة جدا والحمد لله وقرروا أن يتقدم لخطبتها عن طريق أخته....
أخبرت أختي أمي بالموضوع وكأنه أمر عادي وأن أخته تريد أن تكلمها لكن بالطبع رفضت أمي هذه العلاقة تماما واتهمت أختي بأنها خانت الثقة التي منحوها إياها... طبعا أمي أصيبت بصدمة العمر لأنها ما كانت تتوقع شيا كهذا.... وانكسرت العلاقة بين أمي وأختي وما زالت أختي مصرة على الجلوس على النت فترات طويلة وأمي تركت لها كامل الحرية لأن أختي أقسمت بأنها ما عادت تتكلم معه، لكن أمي ما زالت بحالة نفسية قابعة بعد مرور أربعة أشهر على الموضوع وأختي انعزلت عنا تماما وتجنبت الأكل وأصبحت أراها كأنه فتاة مراهقة!!
R03;لكن السؤال إلى متى ستبقى أختي هكذا وأنا أراها بدأت تدخل في مراحل متطورة من الاكتئاب وهل ما قامت به أمي صحيح؟؟؟
22/11/2010
رد المستشار
حضرة الأخت "شيما" حفظك الله،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لم ندافع أبداً عن العلاقات الغرامية عبر النت، ولكن حالة أختك مختلفة تماماً. لذلك يجب أن نبدأ بتفهم ما قد جرى، وأنه من الطبيعي أن تتعرف أختك المتعطشة للعاطفة على شاب لربما يكون متعطشاً أيضاً إلى الكلمة الطيبة، وإلى مَن يهتم به، ولو كان خيالاً عبر هذه الآلة الصمّاء.
فلا مانع من الاستماع لما يدور في خواطر أختك، كما ولا مانع حتى من استقبال ذلك الشاب في منزلكم لأن النت أضحى في هذا العصر باباً من أبواب المنزل! فنحن سمحنا لأولادنا أن يخرجوا منه إلى محيط العالم الخارجي. لذلك لقد اتخذ شرعية وكل مَن يطرق الباب ويأتي منه علينا أن نستقبله بكرامة، وأن نعامله بما تقتضيه الضيافة العربية والشهامة التقليدية.
أما بشأن كون أمك لم تكن على علم بما يجري؛ فقد يكون عندها الحق أن تأخذ موقفاً من أختك إذا كانت قد عوّدت أختك على الصراحة المتبادلة، وعلى أن لا تخفي عنها الأسرار. أما إذا كانت أختك قد اعتادت أن تعيش مع مشاعرها، ومشاكلها...، دون أن يكون عندها متنفساً أو صدىً رحباً تفرغ عنده الهموم؛ فلا يجوز لنا أن نغضب إذا أخفت عنا بعض المعلومات إلى حين وجدت أن الطريق الإلزامي لنضوج العلاقة مع الشاب يمر بالبوح بالسر، خاصة للوالدة، ومن ثم الاستقبال الرسمي للشاب في حجرة الصالون.
ما يلزم الآن هو أن تعترف الماما بأن الزمن تغير، وبأن الضوء لا يأتي فقط من الشمس، بل أيضاً من حبالٍ نحاسية ودوائر زجاجية في سقف البيت. كما وأن فتحات المنزل لم تعد مقتصرة على الأبواب والنوافذ، بل صارت تشمل أيضاً الهاتف، والستلايت، والإنترنيت... فكل هذه الأمور أمست من صلب الحياة، ولا نستطيع نكرانها.
نعم، إذا سمحنا للشاب أن يطل علينا فيجب أن يكون ذلك مع الحذر الشديد، من خيبة الأمل لأن إمكانيتها أكبر بكثير من إمكانية التحضير لإقامة الأفراح والليالي الملاح...
أما بالنسبة لأختك؛ فيجب عليكِ أن تتفهمي وضعها، وأن تقرّبي وجهات النظر بينها وبين والدتكِ الكريمة، وأن تشدّي على يدها. وأن لا تتركيها تغرق في بحر الكآبة والعزلة، بل حضّريها نفسياً لأن تتقبل أي فشل عاطفي على النت لأنه في غالب الأحيان يخبّئ ما لا تراه العيون، والعين عادة أصدق في التحليل من الأذن.
R03;وفّقكِ الله لهذه المهمة التوفيقية بين الأم والأخت، والقصة العاطفية. كما وننتظر منكِ أن تردفينا بمستجدات أخباركم، علّنا نستطيع أن نواكبكِ في حل هذه المشكلة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته