ابني أحب فتاة مسيحية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أنا أم لطفل يبلغ من العمر 13 سنة عوده والده على تحمل المسؤولية وهذا ما عزز ثقته بنفسه زيادة والمشكلة أنه أصبح يخفي على والده الكثير من الأمور بحجة أنه أصبح كبيرا ومستقلا. وقد سافر مع أخوته الأصغر سنا برفقة عمتهم إلى لبنان لقضاء فترة العيد هناك. للأسف علمت أنه أحب فتاة مسيحية هناك والأدهى من ذلك أنها جعلته يشرب المسكر دون علمه به وبادلته القبلات والأحضان.
باختصار ابني أدرك الآن أن هناك موضوعا اسمه الجنس والرغبة والشهوة. وكل مرة يتصل بنا يقول سأعيش في لبنان يعني الشاهد من كلامي أن هذه الفتاه سيطرت على عقل ابني وجعلته يدرك الشهوة والجنس مبكرا.
السؤال: كيف سأطوي هذه الصفحة من حياة ولدي دون أن تؤثر على تحصيله الدراسي أو أفكاره فأنا خائفة من أن تسيطر الشهوة عليه وتجعله يحب فتاة أخرى وأن يمارس معها ما تعلم. أو على الأقل يصبح عنده وسواس الجنس والحب فتصبح نظرته للفتيات أعمق. مع العلم أنه يدرس في مدرسة أمريكية مختلطة. ويمضي بقية النهار في نادي رياضي ووالدهم عوّده على القراءة اليومية،
وبصراحة صرت أخاف أنه يفتح مواقع نت سيئة ليستطلع أكثر أو يقرأ القصص التي تثيره من جديد.
ولكم الشكر
22/11/2010
رد المستشار
أعادتني رسالتك لأوجاع تؤلمني أجدها كل يوم في تربيتنا وفهمنا وأولوياتنا، و... و.... و الخ، فنحن لا نعرف كيف نربي؟، ولا كيف نفهم ديننا ولا كيف نحافظ عليه وسط اختلاطنا بالحابل والنابل، ولا كيف نتعهد صغارنا ليكونوا رجالاً ونساءً بحق، أي طريقة تفكير هذه التي تعطي لطفل لم يتجاوز مرحلة المراهقة بعد ليكون رجلاً معتمداً على نفسه بهذا السفه؟، ولأي مدى نفعل ذلك؟، ومع أي شخصية يكون عليها الابن ليتوافق مع هذا "offer"؟!!، فالطفل عصفور جامح يريد أن يطير ويلهو، لم يعرف بعد ما هي الثوابت وما هي المبادئ، وما هو الصح والخطأ ولا الحلال ولا الحرام، فنخط في صفحته البيضاء بالحب والصداقة والاحترام ما يرسخ أساسيات شخصيته بتوجيه ناضج وتأديب مبصر، أيقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه لاعبه لسبع وصادقه لسبع ثم اترك له الحبل على الغارب وتختصرون أنتم الطريق فتتركون له الحبل على الغارب منذ نعومة أظافره وتقولون لكي يكون رجلاَ!!!، أيعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نتعهده باستمرار في أمر كالصلاة فنحدثه عنها منذ سبع سنوات ونظل نتعهده باستمرار بحب وبقدوة وبدأب حتى يبلغ العاشرة فنبدأ بعقابه عليها لو تهاون كمثل تربوي لنا وتتركونه يجمح ثم تبكون؟!،
ومن بعده صلوات الله عليه وسلامه آلاف الكتب وآلاف الدراسات التي كعف عليها علماء التربية يتحدثون عن نظريات تربوية أخذت من أعمارهم سنوات العمر ليعلمونا كيف نربي وكيف نتعهد طفلاَ ويكون جزاء جهدهم سلة المهملات منا لجهلنا أو غبائنا؟!، ورغم أني دوماَ لا أعاتب بهذا الوضوح ولا أُبَكٍّت أحداَ على أخطاء ماضية إلا أنك بسطورك أثرت حديثاَ ذا شجون فاعذريني، وأعود لك فأقول: أنك لا زلت تحملين كارتا ناجحا معه وهو أنه يحكي لك ما يدور معه بالتفصيل، فعليك منذ اللحظة أن توطدي بينكما الصداقة من هذا النوع الجديد الذي تتحدثين فيه بهدوء وحب دون مواعظ ولا محاضرات ولا غضب، فهو يعرف عن نفسه أنه رجل، فلتحدثيه في أوقات مناسبة عمن هو الرجل؟؛
وأن الرجل مسئول على مستوى المبادئ والأخلاق، وليس على مستوى التصرفات أو المال فقط، فالرجل لديه مروءة تمنعه من أن يكون شخصا يعبد شهوة أو يتنازل عن نظرة احترامه لنفسه حتى لو ضعف مرة أو مرات، وتحدثي معه عن الحب وحقيقته وأن هناك فرقا بين الحب والجنس، وأن الجنس وسيلة من وسائل التعبير عن الحب لشريك حياة يرتبط به العمر كله، وليس شريك ساعات أو ليالي، وأن الله أعطى الرجل في جسده سائل الحياة لا ليهدره أو ليعبث به في الملذات، ولكن ليحافظ عليه لأنه غالٍ، ويعني حياة بشر يخرجون من صلبه ويكون مسئولا عنهم، وحدثيه عن قصص الفشل والنجاح في الرجولة والحب والجنس، واسمعيه بهدوء وردي على كل تساؤلاته دون تردد أو هروب، فابنك لامس وقبّل وعرف الشهوة، تابعي معه معاني الحياة والرجل كما أوضحت لك ولا تكوني الشخص المتلصص أو الناقد، كوني الأذن الصاغية، كوني الموجه الحكيم دون مواعظ كثيرة أو مباشرة، وناقشيه في قراراته وتبعاتها دون رفضها،
وأؤكد لك لو تمكنت مما قلته لك ستجدين اختلافاً ملحوظاً بعد فترة قد تطول نسبياَ، فليس المهم أن نتعجل التغيير،بقدر ما نحقق بصدق، ولا تتصوري أن ذلك سيكون سهلاَ أو سريعاَ، ولكنه سيحتاج لجهد ووعي ووقت، وعليك أن تستعيني بأبيه ليظهر في الشاشة ويعينك على ما قلناه ويكون له قدوة في معاني الرجولة وخصالها، ولتريه بعينيه أمثلة لرجال في حياتكم يحترمهم، ويجب أن تزداد المتابعة والتعهد أكثر من ذلك برفق ومن بعيد، ويجب ألا يتعرض لأي مثيرات قدر الإمكان، ولا يترك في النادي ليلا ونهارا دون متابعة، فليلتحق بألعاب رياضية مفيدة تأخذ منه وقت وجهد وتعلمه الصبر، ولتعلمانه معنى الحب والاختلاط وضوابطه، ومعنى أن يكون له وازع داخلي ينبع من نفسه بالقدوة والحوار الواعي، ولتشغليه باستمرار في حياتكم وعلاقاتكم، ولو لديك ابنة حدثيه عما قد يؤذيه لو لمسها آخر أو جاءت تقول لك شيئاَ مما قاله هو لك وكيف سيكون الوضع؟،
ولتزيدي من البرنامج الإيماني له بتؤدة وتدرج ونضوج محسوب، ولتكوني أنت وأبوه قدوة في ذلك، فتعرضيه لفكرة العمل التطوعي والصدقات وحب رضا الله وبعض العبادات التي قد يحبها، وأسأل الله أن يحفظه من كل سوء وأن يمكنك من بذل هذا الجهد بوعي، وتابعينا بالتطورات.
واقرأ أيضًا:
أخطاء الآباء يدفع ثمنها الأبناء
ويتبع>>>>>: أخطاء آباء يدفع ثمنها الأبناء م