باختصار.. مشكلتي بالحب, ما الحل..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أما بعد؛ فمشكلتي باختصار مجرد عقدة قديمة لا تنتهي فصولها منذ سنوات تلت, ها أنا بال25 من عمري ولم أحظَ بعلاقة حب, لا أريد أن أضع ضعف الشخصية كسبب لأفقد أثبت مؤخرا أني لست ضعيف شخصية بل قادر على الأخذ والعطاء, فمشكلتي بالحب هو أن أفهم ما هو الحب وكيفيته؟ حاولت ولم اقدر, دخلت بعلاقة صداقة مع فتاة بال20 مدة أربعة أشهر وبعدها بحت لها بحبي ورفضتني ورغم رفضها بقينا أصدقاء, وانتهت علاقتنا بعد إصرارها أن تعرف إن كنت وما زلت أحبها أم لا فأجبتها لأ, ولكن زاد إصرارها أكثر فقررت أن أنهي صداقتي بها, ووجدت أن الحب ليس من نصيبي رغم أن الفتاة كانت تحترمني وتحب صحبتي.
من جهة أخرى خضت صحبة مع فتاة بال17 من عمرها ورغم صغرها عني وهي على مشارف ال18 وبعد علاقة طويلة بيننا عن طريق الشات. بحت لها عن حبي لها ونفس الشيء رفضت, ووعدتني أن نبقى أصدقاء ولكن بقينا وأصبحت علاقتنا ثانوية.
القصة الأغرب أن هناك بنتا قريبة لي بال15 سنة جميلة ورائعة, اعترفت أنها تحبني, وأنا طبيعيا رفضت ذلك وفهمتها خطأها بظنها بي وبعد ذلك كرهتني, ولكن كلما أتذكرها أحيانا أفكر بها بل أعشقها بخيالي, باختصار ما هي قصتي ومشكلتي بالحب؟ هل أعاني نقص ما؟ هل مشكلتي ووضعي خطير؟ هل أحاول أن أسد نقصي بالحب بالتفكير بالحب المستحيل أو المحرم مع بنات أصغر مني_أنا لا أفكر بهذا إطلاقا بشكل جدي, ولا بأي نظرة جنسية ما إليهم_؟ كيف أعالج مشكلتي؟
((أعذروني بإرسال مشكلتي عن طريق صفحة المشاركة, لكن تفهمكم لنا وتطويركم الموقع ونتمنى لكم التوفيق, وأتمنى تفهمكم لي والرجاء المساعدة والرد بأقرب وقت ممكن))
والسلام عليكم ورحمةً من الله وبركاته.
11/10/2010
رد المستشار
الحب...... سر من أسرار الله سبحانه وضعه في قلوب البشر، وجعل له مذاقاَ خاصاَ يجعل لون الحياة أجمل، ويجعل طعم الحياة ألذ، يدفع صاحبه للعمل والإنجاز بهدوء يتدفق يوما بعد يوم حتى تتصور أنه عاصفة تجعلك طاقة تمشي على الأرض، الحب.... يجعلنا أقوياء، أصفياء الذهن، نستقبل التحديات بصدر رحب، ويجعلنا نعطي للآخرين فننعم بلذة أنواع أخرى من الحب!، فتجدنا نحب الأشياء، والبشر، والدراسة، والأهل...... الخ، فيكون نعمة على من ذاقه وتمكن من الزواج بمن أحب، ويكون نقمة على من ذاقه ولم يتمكن من الزواج بمن أحب، ويكون مأساة لمن لم يعرفه ولم يتمكن من تذوقه، ولن أخرج عما أردت الحديث عنه فأذكرك بالحب الأكبر لله سبحانه وتعالى، ولا بحب العطاء، والخير، والجمال، فكل أنواع الحب تتلاقى وتتناغم ويؤدي بعضها للبعض، ولو توقف أي منهم يصعب القيام بالأنواع الأخرى؛
وأعود فأقول لك: أن الحب بكل جماله وكل ما يحمله من خير لمن ذاقه يحتاج لكثير من الأمور التي ترعاه فينمو ويستقر، ويحتاج كذلك أن نتعرف على أمور ترتبط به ارتباطاَ وثيقاَ لنعرف أنه حباَ حقيقيا، وأمور أخرى لا ترتبط به وتلصق به زيفاَ حتى كاد الحب أن ينطق بالظلم الذي يقع عليه!، وسأحدثك عن ذلك في شكل نقاط:
* الحب ليس له سبب!، فنحن لا نحب فلان؛ لأنه كذا وكذا، فحين نحب بسبب فاعلم أنه ليس حباَ، ولكنه إعجاب، أو رغبة في الاقتداء بهذا الشخص وقد وأقول "قد" يتحول لحب ولكن حين نجد شعوراَ آخراَ يصاحب هذا الإعجاب كأن تتعامل مع عيوب هذا الشخص وكأنها صفات تهواها!، أو تجد نفسك تراها مميزات!، أو حين ترى مميزاته كأنها معجزات!.
* الفرق بين الحب والعلاقة كالفرق بين الأبيض والأسود، فالحب شعور لا إرادي نحو شخص ما تجهل سبب اختيارك له هو تحديدا دون غيره ولا نملك أمامه أي شيء، لكن العلاقة تكون "إرادية" لذا فنحن مسؤولون عما يحدث فيها، فلو أننا لا نملك المشاعر فنحن نملك طبيعة وشكل وعمق العلاقة حتى نصل بها للزواج وإلا نكون على خطر عظيم.
* حين نحب شخص نحبه "كما هو" ونرضى به كما هو، فلا نتصور أننا نحتاج أن ننزع شيء أو نغير شيء أو نفصّله على مقاسنا، فلو فعلنا فنحن لا نحبه، فالحب الحقيقي "شروة".
* الحب في بدايته يحدث دون إرادة، ولكي يحيا يحتاج منا لجهد وبذل لنحافظ عليه؛ فيحتاج للتقبل بصدق، للاهتمام، للاحترام، للصبر، للذوق، للمروءة،..الخ ولكن لا تتصور مثلاَ الاحترام أي أقوله له حضرتك؛ ولكن احترم أبجديات شخصيته، احترم اهتماماته، احترم خصوصيته، وهكذا في كل ما ذكرته.
* حين نحب لا ننتظر من الحبيب المقابل كما نريد تماماَ، فيكفينا رضاه عنا، يكفينا شعوره بالأمان معنا، يكفينا أنه استأمننا على نفسه بعوراتها ومشاعره وقلبه وجسده.
* الحب لا يتنفس مع المشاعر السلبية كانقطاع الرجاء والخوف وضياع الأمان؛ فأنت تتمنى مسامحته رغم جرحه لك، وتنتظر لحظة اعترافه بضعفه لتقويه.... الخ.
أتصور أنك تراني والقراء وقد حلقت في السماء منذ بدأت الرد عليك، وأني أتحدث بلغة انقرضت منذ قرن على الأقل، ولكن هذا غير حقيقي، فمن ذاق عرف، ومن لم يشعر بتلك المشاعر من قبل فهو "تصور" فقط أنه أحب زيفاَ أو جهلاَ، فكلما زادت قسوة الحياة العملية وعلا صوت الساقية التي ندور فيها ليمر اليوم وراء الآخر لنقوم بواجباتنا كلما ظمئنا أكثر للحب في حياتنا؛ لأنه احتياج فطري؛ فنحن نحتاج أن نشعر أننا نحب وهناك آخر يحبنا، وأنظر معي لمعظم مشكلاتنا وستجد أنها تدور حول الحب مهما كانت تأخذ شكلاَ نفسياَ، أو اجتماعياَ، فإما يعاني البشر من أنهم لم يجدوا من يحبهم كما أرادوا واحتاجوا، فافتقدوا وحرموا منه وقت الاحتياج إليه، فكانوا ضحايا نفسانيين لهذا الحرمان، أو أنهم يهربون من حب بشر لم يتمكنوا من مبادلتهم حبهم بحب، أو أنهم أحبوا أنفسهم حباَ زائداَ فتوقفت لديهم مستقبلات العطاء، أو أحبوا آخرين حباَ أوقف لديهم مستقبلات الأخذ، ولكلٍِِ مسمى نفسي من العيار الثقيل، ولكل مسمى لمشكلة اجتماعية من العيار الثقيل ولكن يظل يدور الكل حول الحب!؛
تُرى هل استطعت أن تعرف مشكلتك في الحب؟، فالحب أخي الكريم ليس طفلاَ تائهاَ نبحث عنه، وكلما تعمدنا البحث عنه كلما زاد وقوعنا في الوهم وقصص الحب المزيفة، لذا لن يكون هناك حباَ حقيقياَ بين شخصين تعارفا على النت من خلال كي بورد، وكاميرا وصورة!، فكيف ستحسه؟، كيف ستتقبل عيوبه لو لم تراها أو لو تراها كعيوب من وجهة نظره هو على أقل تقدير؟، كيف تستبدل نظرتك في عيني محبوبك فتعرف ما يحتاجه بأن تتحدث معه عبر الإنترنت؟،
كيف ستلخص بني آدم له كل تلك الحواس التي خلقها الله فينا لمجرد كلام وصوت؟، كيف ستجده مع طفلة مراهقة لا تعرف عن الحب غير حرفيه وأغاني تامر حسني، وعبد الحليم؟، كيف ستجده باتفاق مسبق بأن تتحول العلاقة لصداقة إن لم تتمكنا من إيجاد المشاعر بينكما؟، كيف؟، فلتجعل هدفك الأول أن تتعرف على ذاتك وتفهمها، ثم تتعلم كيف يمكنك أن تختار شريك حياة مناسبة لك، وتترك فكرة البحث عن الحب، فمفاجأة الحب الغريبة أنه ليس بالضرورة أن يكون مثل حب روميو وجولييت، أو تتصور أنه كالصاعقة التي تنزل للسعداء فقط في كوكب الأرض؛ فقد يكفي بداية الشعور بالقبول النفسي والارتياح وبأن هذا الشخص يتناغم مع حلمك الخاص، وبعد أن يمر القبول المبدئي أو بمواقف ومشاهدة حقيقية تؤكد المناسبة ستجد المشاعر تنطلق أو تقف، ولكن تذكر حينها كل ما قلناه دون تهاون، فالحب ليس مشاعر غير مسؤولة تلهو في الفضاء، فهي مشاعر ومسؤولية نتحملها من أجل المحبوب ومن أجل العلاقة وستحتاج منا لجهد.