السلام عليكم ورحمة الله؛
أختي، اسمحي لي أن أرد على مشاركتك بواقع تجربة شخصية، أنا الآن متزوجة في فترة الخطبة حصلت بعض التجاوزات بيني وبين خطيبي حتى من دون عقد قران (سامحني الله) واستمرت بعد عقد القران، وان كنت لم اسمح له بتجاوز القبلات واللمسات الخفيفة... أختي، لا تلومي أختك على ما تقوم به، فأنا كنت قبل خطبتني مثلك أستنكر وأرفض وأنتقد، ولكن بعد الخطبة تغيرت الأمور.
إن الفتاة تمر كما الشاب بمشاعر يتم ترجمتها بهذا الشكل، وهذا ليس خطأ خاصة بعد عقد القران... كما أني أظن أنه من الأفضل التعود على بعض الملامسات بعد عقد القران، حتى تستوعب الفتاة هذه المشاعر ولا تنصدم بها بشكل مفاجئ ليلة الزفاف.
ولكن طبعًا بالنهاية الأمر يعود للفتاة، ومدى معرفتها بالشاب ومدى صدقه، فان كان صادقًا محبًا وعقد القران برأيي لا بأس ولا أمانعه ولا أمنعه، المهم ألا يحصل الكثير من التجاوزات والانفراد بين الخطيبين في بيت واحد لوحدهما لأن هذا سيطور من التجاوزات البسيطة إلى الدخول المرفوض عرفًا... ولا أظن الشاب المحب يلوم زوجته على تجاوزات عقد القران، لأنه يكون محتاجًا لهذه اللمسات أضعاف حاجة الفتاه لها...
أختي... لا تلومي أختك على ما تقوم به، فهو ليس حرامًا وهذا سيساعدها على تقبل الأمور ليلة الزفاف، وأظن أنه بعد خطبتك ستشعرين تمامًا بما أقوله لك، أتمنى لك ولأختك السعادة والتوفيق.
19/10/2010
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله؛
جزاك الله خيرًا يا حنين على نصيحتك الواقعية والرقيقة، وأرجو أن توضح الأمر لسالمين...
ولي تعقيب صغير على قضية الانفراد بالزوجة قبل الدخول في بيت واحد، وهو أن الفقهاء عدا الشافعية، -أي الحنفية والمالكية والحنابلة- ذهبوا إلى أن الخلوة الصحيحة بالزوجة بعد العقد، أي التي لا يمنع من الوطء فيها مانع، تأخذ أحكام الدخول، فلو خلا الزوجان ببعضهما خلوة صحيحة بعد العقد، وإن لم يحصل دخول فعلي، فإن الزوجة تستحق كامل المهر، كما أنه يجب عليها العدة فيما لو طلقها الزوج بعد تلك الخلوة. طبعًا هذا الحكم إجمالًا وله تفصيل -يختلف بين المذاهب- لا يتسع له المقام.
لكن إذا كان الأمر كذلك، فإنه ينبغي الاحتياط في الخلوة لا لأجل العرف فقط أو خوف الدخول، وإنما من أجل الأحكام التي يمكن أن تترتب على تلك الخلوة دون أن يتنبه لها الزوجان، ومن رحمة الله تعالى أن جعل في المسألة خلافًا، لكن يبقى الخروج من الخلاف مستحب. والله تعالى أعلم.