أريد حلا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
عمري 27 عاما وأعمل ممرضة, أعاني منذ فترة تقريبا شهران من عدة أشياء أهمها كثرة العد لأي شيء أمامي من بلاط سيارات أعمدة الكهرباء..., وكذلك الشك في صحة وضوئي وصلاتي..., كما أنني أسمع أصواتا تأمرني بفعل شيء أو شتم أحد أو إيذاء نفسي وإن قاومتها طوال اليوم لا أكون طبيعية ويرجع الصوت ليلومني لأنني لم أفعل ما أمرني به.
علما بأن هذه الأصوات قد تكون أحيانا داخلية وأحيانا أشعر بها في رأسي أو في أذني ويكون لها صدى صوت..., كما انني أعاني من الخوف من الرجال في مكان عملي بالذات فلا أحاول أن أتحدث مع أي زميل لي بالعمل, مع العلم أنني أتناول علاج الرسبردال 4 Rispiredone mg , وتجريتول 800 Carbamazepine mg وكنت أتناول السمبالتا 20mg , ولكن طبيبي غيره لي إلى بروزاك لأنه أخبرني أنني أعاني من الوسواس القهري.
علما بأنني أعاني من الأصوات التي أسمعها كثيرا.
أرجو تقديم الحل المناسب لي، وشكرا لتعاونكم معي، وتقبلوا فائق احترامي وتقديري.
15/10/2010
رد المستشار
الأخت الفاضلة؛
رسالتك تحمل في طياتها أعراض الوسواس القهري (كثرة العد لأي شيء أمامي من بلاط سيارات أعمدة الكهرباء..., وكذلك الشك في صحة وضوئي وصلاتي) وعرض ذهاني واحد (أنني أسمع أصواتا تأمرني بفعل شيء أو شتم أحد أو إيذاء نفسي وإن قاومتها طوال اليوم لا أكون طبيعية ويرجع الصوت ليلومني لأنني لم أفعل ما أمرني به, علما بأن هذه الأصوات قد تكون أحيانا داخلية وأحيانا أشعر بها في رأسي أو في أذني ويكون لها صدى صوت)، كما ورد في الرسالة بأن الوسواس القهري منذ شهرين, ولكن لم تذكر الرسالة منذ متى عرض الذهان (الصوت).
لم تذكر الرسالة شيئا عن طفولتك وشخصيتك، هل تعانين من سماع الأصوات فقط؟ أي لا توجد أعراض ذهانية أخرى مثل الضلالات (الشكوك أو التوهمات أو معتقدات خاطئة) أو خلل في الوجدان أو المعرفة.
الحقيقة أن المشكلة التي تعانين منها جعلتني حائرا ومتأملا لطبيعة لأنك لم تذكرِي شيئا عن الأعراض الذهانية, أو أنك لا تشتكين في واقع الأمر من أعراض الفصام الأخرى على الاطلاق. فالأعراض التي تشتكين منها (أعراض الوسواس القهري + عرض ذهاني واحد) = أعراض اضطرابين أحدهما عصابي والآخر ذهاني. أي أن الأعراض تمثل خليطًا من أعراض اضطراب الوسواس القهري وهو العصاب، وعرض ذهاني واحد هو سماع الأصوات.
والصوت، هو هلاوس سمعية Auditory Hallucinations , أي أن هناك تشوشا لإدراك الواقع، والهلاوس السمعية قد تكون أفكارا مسموعة أي أن يسمع المرء أفكاره بصوت مسموع, أو أصواتا تتجادل وتتناقش مع المريض أو أصوات تعلق على تصرفات المريض.
ولكي أرسم تشخيصا لحالتك باعتبار أنك تعانين من أعراض الفصام الأخرى ومع أعرض الوسواس القهري, فالتشخيص التالي هو ذهان الوسواس القهري. ولكي أكون دقيقا في التشخيص على ضوء الافتراض أنك تعانين من الفصام وأن أعراض الوسواس القهري قد ظهرت في وقتٍ ما أثناء مسار الفصام. مع ملاحظة هامة أيضا هي أن أعراض الوسواس القهري ربما يكون توقيتها أي ظهورها في بداية مرض الفصام أي قبل تشخيص الفصام.
فأنت رغم تمتعك بالاستبصار (البصيرة) أي أنك على معرفة بأنَّ لديك من المشاعر أو الأفكار أو التصرفات ما يجعلك في حاجةٍ إلى المساعدة. إلا أنك تعانين من تشوه في عملية الإدراك.
وإلادراك هو أحد مكونات الفكر. وعندما يشوه أو يضطرب إدراك المرء, تنشأ المدركات الحسية المختلفة ولكنها لا تنشأ عن موضوعات واقعية في العالم الخارجي بل تظهر كخيالات وصور ذهنية أو اختلافات ذهنية تسيطر على المرء يحسبها المرء وقائع فيستجيب لها كما لو كانت وقائع بالفعل. وبعبارة أخرى فإن تشوه أو اضطراب الإدراك (المدركات الحسية) هو الهلاوس. وهنا تحديدا تضطرب صورة الذات ويتغير إدراك الواقع. فالهلاوس عبارة عن استجابات (سمعية, بصرية, لمسية, شيمة, حسية) واضحة دون وجود مصدر أو منبه أو مؤثر خارجي.
والهلاوس إما سمعية كأن يسمع المرء أصواتا وهواتف تهيب به أو توبخه أو تسخر منه أو تأمره بفعل كذا وكذا أو تعلق عليه, أو هلاوس بصرية Visual Hallucinations كأن يرى الشخص أشباحا تهدده, أو هلاوس لمسية Tactile Hallucinations كأن يعتقد أن أشخاصا تلمسه أو حشرات تلمسه أو هلاوس شمية Olfactory Hallucinations كأن يشم روائح تثير الارتياب في نفسه.
والهلاوس وحدها لا تكفي بأن أقول أنك تعانين من الفصام. بالرغم من أن الهلاوس إحدى مكونات التشخيص, إلا أنها وحدها لا تكفي لكي نشخص الحالة على أنها فصام. بعض دراسات أشارت إلى تحول بعض المرضى من الوسواس القهري إلى الفصام. إلا أن الواقع الطبي لم يلاحظ تحولا من الوسواس القهري إلى الفصام وإن كان هناك من تحول فهو نادر الحدوث. حيث تعتبرُ العلاقة بينَ اضطراب الوسواس القهري واضطراب الفصام منْ أكثرِ النقاط التي تثير الجدل في الطب النفسي.
وهنا السؤال القديم الجديد, هل أعراضُ الوسواس القهري تكون جزءًا من أعراض الفصام؟ أم أن الأمر هو مجردُ تصاحبٍ مرضي بمعنى وجود الاضطرابين معًـا في نفس الوقت؟ أو أن أحدهما يؤدي إلى الآخر؟
إن نسبة الإصابة بالوسواس القهري حوالي 2.5%، وأما في الدراسات الحديثة فتصل نسبةُ وجود أعراض الوسواس القهري في مرضى اضطراب الفصام إلى 15%. وترتفع في الذكور بنسبة 25% في سن الطفولة (قبل سن 15 سنة) ثم يتساوى الذكور والإناث بعد ذلك. فيبدأ المرض بين سن العقد الثالث والخامس ويستمر من شهور إلى سنوات قبل الذهاب إلى الطبيب النفسي.
العلاج السلوكي: وهو الأول في العلاج للوسواس القهري وخاصة في حالات المخاوف والطقوس القهرية إما بالتحصين البطيء أو التعرض المباشر ثم الامتناع.
يحتاج مريض الوسواس القهري إلى علاج نفسي، وتفسير طبيعة الأعراض وتشجيعه وطمأنته بأن حالته بعيدة عن الجنون والتقليل من خوفه على ملكاته العقلية. مع محاولة الكشف عن العوامل الدفينة التي أدت إلى هذه الأعراض.
ملاحظة: لم أستطع من خلال الرسالة أن أعرف أي الأعراض بدأت قبل الأخرى, (ولو أنني أتوقع بأن الأصوات أقدم من الوسواس) أو هيَ متناغمة أو متزامنة مع بعضها البعض؟
أرجو أن تشرح أعراضك بدقةٍ؟
مع خالص الاحترام
ويتبع >>>>>>>>>>>>>>>>>> : وساوس وهلاوس سمعية م