أكثر من خلل الهوية... وسواس بداخل يقتلني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد؛ بعد الشكر والتحية لكم، وردكم لي سابقا عن مشكلتي، الآن أواجه مشكلة أكبر بل تكبر وتكبر يوما بعد يوم، بل هي بالنسبة لي أكثر أهمية من موضوع خلل الهوية الجنسية الذي أعاني منه ويقيني إما أني حقا أنثى بجسد ذكر أو أني مثلي حقا، لا يهمني ذلك الآن.
بصراحة، أعاني من وسواس قاتل جدا بحيث أني وبداخلي هناك شيء يحفزني لشتم الناس بداخلي عند رؤيتهم لمن أكرههم، بل أحيانا يسيطر علي لساعات، بل اكتشفت طريقة أضع يدي على فمي خوفا وظنا أني سأتكلم، أليس غريبا! وأكثر خوف وتأثير عندما أدخل لدكان أو محل أحيانا أخاف من شيئين:
1- أخاف دخول محل فيه ناس كثر وأنتظر خروجهم.... ونادرا أقاوم خوفي وأدخل.
2- يصيبني ذلك الوسواس عند دخول المحل ولا أستطيع السيطرة على نفسي.
3- مثلا عندما يسألني أحد ماذا شربت؟ أقول: شاي، بعد ذلك أفكر وأقول أنا شو حكيت؟ شو جاوبت؟
وأصبح يقلقني ذلك الموضوع كثيرا وأفضل الموت على عدم عيشي هكذا في حياتي، وأود الحديث عن شيء آخر أعاني منه كوسواس وهو أحيانا أفكر وأستغفر الله على ذلك: أفكر بالله وكيف خلق الإنسان والدنيا... وأشياء والعياذ بالله تسيطر علي لا أود قولها، الحمد الله أني ملتزم رغم كل شيء وأصبح الجنس قريبا لحياتي ل 0% وأتمنى أن أبقى هكذا، إن حالتي المثلية أو اضطراب الشخصية جعلني أكره الجنس ويوميا أعاني من هذا أحاول التقليل من اضطراب الشخصية أو الخلل الذي أعاني منه ولكن كما ذكرت الوسواس سيطر على نفسي وحياتي وأعتقد أنه دمرها، ولا سبيل لدي حاليا لحل سوى انتظار مشورتكم التي بإذن الله قد تفيدني، ولكن أن أصل أن أكون بهذه الحالة بعيدا عن الناس منزوي ومنطوي، بل فكرت عندما أتزوج أن لا أعمل عرس خوفا من أواجه الناس والحديث معهم، هذا الأمر كارثي جدا، بل لو تزوجت أو تعرفت على فتاة، وأحست أني أعاني من هذا الوسواس وذاك الاضطراب الجنسي أو الخلل، ماذا ستقول: أأعيش مع مجنون أو مريض نفسي!!!!
أحيانا أفكر بموضوع الابتلاء كثيرا وأقول: الحمد الله على كل شيء، عسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرٌ لكم، كل شيء مقدر لك يا ماهر بالحياة، ومن الله كل شيء مقبول بالسراء والضراء، الشكر والصبر هما بابان عظيمان، وما بعد الصبر إلا الفرج، أشعر بأن الوسواس الذي أعاني منه ابتلاء وأيضا موضوع رغبتي الجنسية المثلية والأنثوية بجسدي هي ابتلاء....
لا أدري كل شيء معقد لا فائدة إطلاقا، أود أن أعيش كغيري سعيدا لا كمتوهم ولا كمريض ولا كمجنون ولا كمثلي ولا مضطرب الجسد برغبته.....
بالنهاية أتمنى منكم أن تساعدوني بإيجاد حل وتوضيح ما أعاني منه حاليا لعلي بإذن الله تعالى أطيب وأتعافى ولعلي من بعد مساعدتكم لي وشكر الله، لكم الشكر والمحبة بل باقة ورد لا تكفي أن تفيكم حقكم.
اعلموا أنكم كإخوة لنا بالقلب دائما والحمد الله أننا عرفناكم وأنتم أهل ثقة، وأنا حريص دائما بمراسلتكم،
عسى أن تساعدوني وشكرا لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
24/12/2010
رد المستشار
أشكرك لاستعمال الموقع متمنياً لك الشفاء العاجل.
في بداية الأمر لا شك بأنك تعاني من اضطراب القلق الاجتماعي كما هو واضح في سرد الأعراض 1 إلى 3.
اضطرابات القلق تتميز بشمولها لأعراض أخرى من نفس الصنف وأحدها هو الوسواس القهري. الوسواس في أكثر الحالات يتميز بأفكار من الصنفين:
1- أفكار عنف عدوانية
2- أفكار جنسية تحوم حول الشكوك بالهوية الجنسية والتوجه الجنسي
الكثير من المصابين بالقلق الاجتماعي وأمراض القلق الأخرى يعانون من شكوك متعددة يحاولون مقاومتها، منها الشك في العقيدة، التوجه الجنسي، فلسفة الوجود، ومعنى الحياة وغيرها. وفي بادئ الأمر مقاومة الفرد فكرياً تكون واضحة وقلما يصرح بها. بالطبع الوسواس القهري وكافة أمراض القلق تتماثل للشفاء تلقائياً في أكثر الحالات ولكن قد لا يحدث ذلك:
1- عند الذكور.
2- طول المعاناة.
3- بداية الحالة في عمر مبكر.
بعدها تضعف المقاومة وتصبح الكآبة عنصراً رئيسياً في الحالة.
لا أظن أنك تعاني من اضطراب الهوية الجنسية حيث ترى سلوك المصابين بهذه العلة يختلف تماماً. رغم ذلك يمكن مراجعة الأمر بعد علاج اضطراب القلق الاجتماعي والوسواس القهري.
أنصح:
1- علاج بعقاقير ضد الاكتئاب تحت إشراف طبيب. لا باس بعلاج السيرترالين مبتدأ ب 50 مغم يومياً مع زيادة الجرعة تدريجياً إلى درجة التحمل وتحت إشراف طبي.
2- عليك بعلاج نفسي يساعدك على تجاوز القلق وربما تحتاج إلى 6 جلسات وربما 12.
بعد ذلك تبدأ بمراجعة نمط حياتك والشفاء من حالتك سهل في هذا العمر. دون العلاج يمكن أن تتطور الحالة إلى اضطراب مزمن في 60 % من الأفراد.