ممارسة العادة بسبب الوسواس
مشكلتي أن لدي وسواس يجبرني على ممارسة العادة السرية (الاستمناء) وكما هو معروف أن العادة السرية ليست إلا قضاء حاجة ريثما تتم العملية بشكل طبيعي بواسطة الزواج أما أنا فأمارس العادة نتيجة الوسواس وليس لمجرد أن أفرغ شهوتي، وهذه المشكلة تؤرقني جدًا وتتعبني كثيرًا وتأخذ من وقتي الكثير، وأفكر بها أكثر مما أفكر في دراستي، وأشعر بأني فاقد الإرادة مع علمي أن ممارسة العادة أمر عادي وشائع في أغلب المجتمعات فما الحل؟
24/12/2010
- ثم أرسل في نفس اليوم مرة أخرى يقول:
لا أستطيع المكوث طويلًا وأنا أدرس
أنا لا أستطيع أن أدرس دراسة متواصلة في الوقت الذي يجب عليَّ فيه أن أدرس لساعات طوال دون ملل لكنني ما إن أنهي درسًا أو درسين من أي مادة أحس بأنني أنجزت إنجازًا كبيرًا ولا أستطيع أن أدرس أكثر مما درست. وإن أجبرت نفسي على الدراسة أشعر بالملل والضيق حتى لو توقفت عن الدراسة لفترة قصيرة ثم عدت لأتجنب الملل لكن أعاود الإحساس بالملل وهذا ما يعيقني عن الدراسة التي يجب عليَّ أن أنجزها! وهذا يحول بيني وبين أهدافي فماذا عليَّ أن أفعل لإنهاء المشكلة من جذورها؟ وشكرًا.
24/12/2010
- ثم أرسل في نفس اليوم مرة ثالثة يقول:
بعد الاكتئاب.... فقدت الإحساس
بداية المشكلة هي أنني كنت مصابا باكتئاب رئيسي ودام هذا الاكتئاب أربع سنوات فتدهورت حالتي النفسية، وأصبح لدي تفكير جدي بالانتحار وبعد مرور أربع سنوات من الاكتئاب فقدت الإحساس بنسبة %85 تقريبًا بكل الأمور، فليس هناك من فعل أفعله أحس به، وفقدت الاستمتاع والإحساس! فمثلًا كنت أحب مشاهدة مباريات كرة القدم وأستمتع عندما أشاهدها أما الآن فأجلس أمام التلفاز طيلة فترة المباراة ولا أحس بأي شيء. وكنت أحب سماع الأغاني أما الآن لو سمعت ألف أغنية كأني لم أسمع شيئًا، وعندما أضحك لا يكون الضحك حقيقيًا وإنما لمداراة موقف اجتماعي ما، أضحك ولكن لا أحس بالضحك أبدًا وقس على هذا كل شيء... ليس هناك ما يحرك مشاعري أبدًا مهما يكن تأثيره قويًا.
تنـــــــويــه: أنا الآن في طور العلاج من الاكتئاب وأتعالج بجرعات SERTRALINE ) mg 100 ) يوميًا والاسم التجاري للدواء هو (*Zoloft ) أتناول حبتين كل يوم... لقد تعبت كثيرًا
أرجوكم ما الحل؟؟
24/12/2010
رد المستشار
عزيزي......
سن المريض من العوامل المؤثرة على الصورة الإكلينيكية للاكتئاب، ففي الأطفال مثلا يظهر الاكتئاب بصورة اضطرابات نمائية Developmental Disorders مثل عدم القدرة على التحكم بالتبول بعد أن كان قادرا على ذلك أو التأتأة في الكلام بعد أن كان كلامه طبيعيا, أو تبدأ اضطرابات سلوكية مثل الكذب أو السرقة أو عدم الذهاب للمدرسة. وقد تظهر أعراض جسدية للصغار والكبار مثل الصداع واضطراب الهضم أو ألم البطن المستمر, فتبدأ المعاناة من أمراض الجهاز الهضمي أو الحركي أو غيرها، وفي كبار السن في حين أن الاكتئاب في المسنين يتمظهر بفقد القدرة على الحركة أو العمل.
كما هو واضح من الرسالة بأنك تعاني من الاكتئاب منذ أربع سنوات, فتدهورت حالتك النفسية. فأنت تعاني من تغيير واضح وملموس في الوجدان والأفكار, وفقدان التمتع بمباهج الحياة التي تراها أمامك حتى وصل الأمر أن أصبحت غير قادر على الابتسام.
بمعنى بسيط فإنك تحمل في طيات نفسك مشاعر دفينة بالحزن وانكسار النفس رغم صغر سنك. ويحول الاكتئاب بشكل كبير بين قيامك بعملك كاستذكار الدروس والقراءة أو دورك في الحياة أو في علاقاتك بالآخرين وهذا ما يجعلك تشعر فقدان الحيوية والنشاط وفقدان الاهتمام وعدم الاستمتاع بالهوايات أو الأنشطة حتى تمكن الملل والضيق. ويجب أن تلاحظ أن عدم قدرتك على الإحساس بذاتك والعالم من حولك وفقدان القيمة لذاتك ومكانتك وكذلك أن أصبح لديك تفكير جدي بالانتحار كل هذه علامات تشير إلى شدة اكتئاب جسيمة.
مرض الوسواس القهري قد يتزامن أو يظهر يسبب الاكتئاب. وما ذكرته عن العادة السرية وأن لديك وسواسا يجبرك على ممارسة العادة السرية (الاستمناء) وأن ممارستك لها نتيجة لوسواس وليس لمجرد أن تفرغ شهوتك. لا أعتقد أنك تعاني من الوسواس القهري. وإنما هناك استجابة لرغبة ملحةٍ لممارسة العادة وعادةً ما يتلوها شعورٌ بالندم. أو قد تكون ممارستها قهرا عندما تكون استجابةً لشعورٍ بالضيق ويتخلصُ منه (الضيق) بممارستها وكأن الاستمناء هنا يماثلُ الفعل القهري في اضطراب الوسواس القهري, ودليل ذلك أنه لا يكونُ مصحوبًا بلذةٍ معينة وليس إشباعا لشهوة وإنما التخلص من الضيق والملل. وهذا هو الحال لديك.
كلنا نعاني من الضغوط الحياتية وبدرجات متفاوتة وهذا أمر طبيعي. ومن ثم فإن معالجة الضغوط هو كيف يتم التعايش الإيجابي معها. قليل من إرشادات قد تساعدك:
٠ حاولْ مواجهة وعلاج الضغوط ولا تعمل على إهمالها حتى يسهل حلها. حل صراعات العمل أو الأسرة.
٠ أشرك الأسرة في مشاكلك.
٠ التواصل مع الأهل والأصدقاء وان توسع من اهتمامك لتنال خبرة حياتية من تجاربهم. وهنا تفتح مجالاً للحوار وتبادل وجهات النظر.
٠ لا بد من رسم هدف لحياتك وان يكون هدفا يتناغم مع مستوى طموحك وان يكون الأمل في هو تحقيق الهدف.
٠ اخلق الحوار مع ذاتك ولا تفسر الأمور أو الأحداث بصورة سلبية أو مبالغ فيها.
٠ استرخِ يومياًُ وهذا يساعدك على التغلب على التوتر.
٠ حاول المشي يوميا ولمدة ساعة بعيدا عن الزحمة والضجيج.
٠ اكتئب أي خواطر تدور في راسك حيث أن الكتابة ستساعدك على التخلص من إحساس الاكتئاب والتفكير المستمر
٠ اقرأ عن الاكتئاب وأعراضه وكيف تتخلص منه.
٠ حاول ألا تكون بمفردك إن سيطرت أفكار انتحارية اتصل بالأهل من حولك وكن معهم دائماً.
كرر زيارتك إلى الطبيب وحاول أن تكون كتابا مفتوحا.... سوف يساعدك ويعينك على التخلص من الاكتئاب.
لك كل الاحترام
واقرأ أيضًا:
الاستمناء القهري اضطراب متعلق بالخطل الجنسي
الاستمناء القهري متعلق بالخطل الجنسي مشاركة
العادة السرية بين الطب والدين(2)
الوسواس والاكتئاب إلى متى؟؟
الوسواس القهري والاكتئاب مشاركة1
الوسواس القهري والاكتئاب