لا أفهم نفسي
السلام عليكم ورحمة الله؛
أنا فتاة عندي 22 سنة متخرجة حديثًا وأعمل منذ 3 أشهر تقريبًا والحمد لله. من وقت طويل جدًا أشعر بعدم السعادة. حياتي حلوة جدًا والحمد لله. أنا مهندسة وهذا كان حلم حياتي. أحسد نفسي كثيرًا على أهلي، وعندي كل شيء أحتاجه، لكن أشعر دومًا بالضيق ولا أعرف لماذا.
منذ سنة ونصف تقريبًا خُطبت لشاب كنت أراه وقتها جيد وليس في الدنيا مثله. وبالتدريج بدأت أكتشف فيه عيوب كثيرة - أنا أعلم أنَّ كل الناس فيهم عيوب... أنا نفسي فيَّ عيوب كثيرة- لكن لم أعد أستطيع الاحتمال أكثر من ذلك، فانفصلنا.
المشكلة أني كنت وقت الخطبة أشعر أني أملك العالم كله، وبعد الانفصال أشعر أني ضعيفة جدًا، ولا أثق بنفسي إطلاقًا! الحمد لله الآن مستقرة جدًا لكن عندما أتذكر أي شيء حدث أيام الخطبة أبكي بشدة، وأتعب جدًا. أنا مشوشة... أفكر كثيرًا... كل ما حدث دل على عدم إمكانية الاستمرار في هذه الخطبة -أهلي كانوا معترضين- أقل ما كان يحدث بيننا أنه كان يسعى بكل الطرق ليشعرني أنه أفضل مني، وكلما كنت أفرح بشيء أنجزه في دراستي كان يقول: "عادي جدًا إيه المشكلة في ما فعلتيه". وكلما كانت نتيجتي تظهر نتشاجر...
والآن كلما أتذكر مثل ذلك الكلام أبكي وأتعب جدًا. أنا أعلم أن كل شيء بقدر من الله. وأحزن من نفسي جدًا لأني أشعر بعدم الرضى. وإذا جاءني خاطب واقترب الموضوع أشعر بالخوف من إعادة التجربة... يوجد شيء لا أعلم سببه! فعندما أكون في موقف ولا أستطيع الرد... يأتي وقت أتخيل أني في نفس الموقف وأحاول قول ما يناسب.
وشيء أخير: أنا أحب جدًا أن ألعب بالبثور في جسمي، وبعد ذلك أشعر بضيق شديد لخوفي أن تُحدث أثر ولكن لا أتوقف! ماذا أفعل كي أشعر بالسعادة؟ وأنسى كل ما حدث وأبدأ حياة جديدة؟
أنا آسفة لأن أفكاري غير مرتبة
ولكن أرجو الرد.
24/12/2010
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أرجو ألا تكوني قد مللت انتظار الرد فالتأخر يكون أحيانا ضمن الأقدار ليس إلا. بنيتي العزيزة عدم شعورك بالسعادة رغم اقتناعك بقيمة ما لديك من مكتسبات في الحياة هو عرض اكتئابي شهير لم تذكري الكثير عنه ويصعب علي تحديد درجته والعلاج المناسب ولكني أشجعك على القراءة في الموقع عن الاكتئاب وإن وجدت تشابها بين معاناتك وما هو موجود تأكدي أن الاكتئاب لن يرحل من تلقاء نفسه بعد أن وجد له عشا دافئا وتحتاجين لصرفه عنك مساعدة متخصصة فلا تتأخري في طلبها.
بالنسبة لعبثك بالبثور فهو وسيلة لتفريغ توترك الذي قد يكون مصدر اكتئابك ثم يدخلان دائرة منسجمة يسلمك أحدهما للأخر، تعبثين من التوتر ثم تكتئبين فتتوترين وهكذا، قد يكون من المفيد أن تغيري فكرتك عن الآثار التي قد تتركها البثور بأنها مهما كانت كثيرة لن يصعب التعامل معها مع سهولة تقشير البشرة وانتشار أنواع الكريمات المختلفة المبيضة والمغطية وقد يدهشك أن توقف قلقك من آثار البثور سيوقف رغبتك بالعبث بها.
تنهين سطورك بسؤال أفنت البشرية نفسها بحثا عن إجابته ولم تفلح بعد غير في تحديد بعض المؤشرات العامة، فالسعادة مفهوم متغير من فئة لأخرى ومن زمن لآخر فابدئي بتحديد معنى السعادة بالنسبة لك هل هي في المال أو الزواج أو العلم أو الأولاد أو الأصدقاء أو في الدين هذا ما يحضرني الآن، ولكن بالتأكيد هناك الكثير من أسباب السعادة المتغيرة كما ذكرت ولكن مفتاح السعادة الثابت على مر العصور هو الرضا فمهما حققنا من انجازات أو مكتسبات إن لم يكن لدينا رضا وتقدير لها فلن نسعد وستكون الدنيا بالنسبة لنا كالماء المالح لا يروي.
اجعلي بدايتك الجديدة بالتأكد من عدم معاناتك من الاكتئاب ومن طلبك للمساعدة المتخصصة إن تأكدت من وجوده، ثم احرصي على مراجعة فلسفتك في الحياة ومفاهيمك العامة ومن ضمنها معنى السعادة وأسبابها، وتأكدي على أن يكون من بين دعائم فلسفتك قرار بعدم الندم على أي شيء فات، فالندم سوس ينخر النفوس ويبعد عنها السعادة وكل قرار بعد دراسته في وقته يكون صائبا ولا يجوز الحكم عليه في وقت آخر بمعطيات أخرى، وحددي كذلك أعداء السعادة والإنجاز في الحياة وهما الخوف والجهل فالجهل يقود إلى قرارات خاطئة والخوف يمنع الحركة الضرورية للإنجاز.
بالبلدي لا تندمي أبدا على قرار الانفصال عن شخص لمست فيه عدم تقديرك ورغبته الدائمة في التفوق فأنت كبشر لديك مثله نفس الحاجة للتقدير وإن كان يتوقع منك تقديره واحترام انجازاته يفرض عليه هذا أن يبادلك المعاملة في أي مجال ترين أنه مهم بالنسبة لك، ولا تجعلي لهذا الخاطب ولا لهذه التجربة أثرا كبيرا عليك يمنعك المضي في حياتك وخسارة فرص السعادة فهو لا يستحق هذه السلطة عليك ولا على حياتك بل ادرسي كل عرض بدقة وأعطيه وقته وفرصته من التفكير المنطقي واتخذي قراراتك بلا خوف فما أصابنا ما كان ليخطئنا وما أخطئنا ما كان ليصيبنا وقول سيد الخلق عليه الصلاة والسلام مظلة لكل مستفيء من قيظ الخوف والندم وهموم المستقبل.
واقرئي على مجانين:
اضطرابات وجدانية: اكتئاب Major Depression
أسباب الاكتئاب مشاركة 2
موجة اكتئابية 1 مشاركة
موجة اكتئابية 3 مشاركة
الاكتئاب عاد من جديد