هل أتزوجه فأعيش تعيسة؟
بين الرفض والقبول
سلام عليكم منذ فترة خطبني أحد الشباب لكن الخطبة لم تكتمل وهذا ما ترك في نفسيتي ألما كبيرا فدعوت الله أن يعوضني وبعد أيام قليلة خطبني رجلٌ آخر عمره 42 سنة وعندما جاء لخطبتي صدمت بشكله فقد كان نحيفا جدا وأسمر وأصلع!
لم أتقبل شكله أبدا لكن كل العائلة وافقت عليه لأنه طيب فأعطيت نفسي فرصة لأتحدث إليه في الهاتف فربما أستلطفه لكن دون جدوى كل يوم يزداد كرهي له وكرهي لنفسي. صليت الاستخارة لكن الخطبة بقيت مستمرة مع العلم أني على مستوى كبير من الجمال ومميزة حاولت وحاولت مواجهته لكن احترامه لي الكبير وحبه جعلوني جبانة لأواجهه بالحقيقة.
المهم أنا الآن خائفة ومحتارة هل أرفضه فيعاقبني الله أو يوكل عليّ الله أم أقبل به فأعيش تعيسة وأظلمه....
دلوني أرجوكم وجزاكم الله الجنة والسلام عليكم.
7/10/2010
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
يبدو أن هناك عناصر خارجية لحيرتك لا تدركينها، قرار الارتباط لم يكن قرارك، ولعل هذا ما يمنعك من الاندماج مع شخص خطبك حين يبقى منك جزءا رافضا له لشعورك بأنه مفروض عليك تحت ضغط الأهل، وقد يكون موقفك شكل من العناد كي لا تعترفي بأنك كنت مخطئة في رفضك بعدما تبين لك حسن خلقه.
كما ترين في حالتك وفي كل الحياة لا يوجد فرح خالص، ولا يستطيع أحد أن يلزمك بقرار سوى نفسك فاحسمي أمرك ووازني بين رفضك لشكله واهتمامه الآسر وخلقه الطيب ورتبي أولوياتك وانظري هل تأثير الشكل لديك في حياتك عامة أهم من الشخصية والجوهر، خذي مزيدا من الوقت لاتخاذ القرار وفكري في حقيقة نفورك منه، فالشكل سرعان ما نعتاده مهما كان ويبقى الجانب الذي لا نستغني عنه في الحياة وهو الاحترام والاهتمام، صارحي نفسك بأسباب نفورك منه لتتخلصي من حيرتك ولكن تجنبي مقارنته بالخطيب السابق.
رفضك له لا يعني كفرا بنعمة الله ولا سببا يستنزل عليك غضبه فالرسول عليه الصلاة والسلام أمر الخاطب أن ينظر للمخطوبة لأهمية الشكل في تحقيق القبول النفسي, والعباس عم الرسول عليه والسلام أمر الرجال بمراعاة هيئاتهم لأن النساء تنظر منهم ما ينظرون منهن.
كلمة أخيرة ننادي دائما بألا يتجاهل الناس دور العقل في اختيار شركاء حياتهم ولكن لا ينبغي أن يكون هذا على حساب المشاعر فالعاطفة عماد أساسي في تكوين العلاقة بل والحفاظ عليها في المستقبل مع تقبل تغير صورة هذه المشاعر، ففي البداية تكون انبهار وتتجه تدريجيا نحو المودة.
أرفض الاختيار القائم على العواطف ولا أنصح كذلك باختيار يقوم على العقل وحده ما عدا الحالات التي تكون الرغبة فيها للزواج والاستقرار عالية أو نخشى على الفتاة من الانحراف أو السقوط في بئر الاكتئاب ولا يبدو أنك واحدة منها.