وسواس الطهارة: نقطة في الإحليل؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ لدي سؤال ولا أعلم إن كنت تحب الجواب عليه... إني مصاب بالوسوسة في الطهارة والوضوء والصلاة، وحالتي بين تحسن وتراجع، واليوم نويت عدم الالتفات إلى أي وسواس إلا إذا استطعت الحلف على تأكيد الشك للتخلص من الوسواس.
وقت الوضوء أحسست بحركة البول في الإحليل -أجلكم الله- وهي حركة أعرف أن كمية البول المتحرك غير كافية على الأغلب للخروج من الإحليل وأثبتّ ذلك بالتفتيش والتأكد من عدم خروج شيء، وتوضأت وضوءًا واحدًا فقط والحمد لله، وصليت الفرض وما كان علي من قضاء الفرض ولم اعد أي صلاة والحمد لله، مع العلم من كثرة الوساوس في الصلاة ولكني كنت أصبر وبعد الصلاة فتشت فلم أجد أي بول وعند النتر خرجت نقطة كانت في الإحليل وهنا جاءتني وسوسة، وهي: أني الأصل في وضوئي باطل، لكوني كنت أعلم بوجود نقطة في الإحليل ولم أتطهر منها، مع أن سبب عدم التطهر منها لأني إن كنت دخلت الحمام -على الأغلب- أستغرق فترة طويلة من الغسل والتنظيف....
أرجو مساعدتي
جزاكم الله خير الجزاء...
8/12/2010
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛ طبعًا يا "مسلم" يسعدنا الإجابة على سؤالك وأسئلة سائر القراء....
أولًا: أحييك على خطوتك في إهمال الوساوس، واستمر على هذا فسيكون فيه الخير الكثير لك.
وثانيًا: أقول لك: إن الإنسان شرعًا غير ملزم بالتفتيش والتأكد فيما لو شك، فإذا أحسست بحركة ما وشككت هل خرج شيء أو لا؟ فأنت غير ملزم أن تذهب وتفتش وتتأكد من عدم خروج شيء، ثم إذا أهملت التفتيش، ووجدت بعد مدة من الزمن شيئًا، فأنت غير ملزم بإعادة الصلاة لأنه من المحتمل أن يكون هذا الشيء حصل بعد انتهائك من الصلاة، والأصل أنك دخلت الصلاة وخرجت منها وأنت متوضأ....
قد تقول لي: ألست آثمًا إذ لم أتأكد وتعمدت إخفاء الحقيقة عن نفسي؟ أقول لك: إن في الشرع ما يدل على جواز ذلك قطعًا للوسوسة، ألا ترى كيف أنه يسن نضح الفرج والإزار بعد قضاء الحاجة، وذلك من أجل أن يقول الإنسان في نفسه إذا أحس بللًا: ربما كان هذا من الماء الذي نضحته!
مع أنك لو فكرت قليلًا لعلمت أنه من الوارد جدًا أن يكون خرج شيء فعلًا، ولكن من نضح لم يعلم به بسبب بلل الثوب والفرج! وفي هذه الحال لا يؤاخذه الله تعالى إلا بما يعلم، وصلاته صحيحة، ووضوؤه باقٍ!! وهذا الفعل -كما ترى- فيه تعمد لإخفاء الحقيقة عن النفس.
إذن يمكنك أن تترك التفتيش، وأن تتعمد إخفاء الحقيقة عن نفسك، ولا تحاسب إلا على ما علمته بيقين....، نعم إن أحسست إحساسًا تيقنت معه خروج شيء بحيث تستطيع أن تحلف على ذلك، فحينها عليك أن تذهب وتعيد وضوءك....
وثالثًا: آتي إلى إجابة سؤالك: أخي الكريم، احفظ هذه أنت وكل موسوس وغير موسوس: "النجاسة ما دامت في مكانها ولم تخرج إلى الخارج فلا حكم لها"
فلا حكم لتلك القطرة في الإحليل ولا في المثانة، ولا حكم لما يوجد في المعدة أو الأمعاء، ولا للدم الموجود في العروق، وكله تصح الصلاة معه....، وكثيرًا ما يدخل الشيطان إلى الموسوسين من هذا الباب الذي دخل إليك منه....
بل أقول لك أكثر من هذا: ذكر الفقهاء أنه بإمكانك منع البول من الخروج بحشو مخرج البول وسده بشيء، كقطعة منديل ورقي صغيرة، وهذا قد يكون مفيدًا في حال الاستعجال، كأن يكون المرء على سفر، أو في عمله....، وحيث لم يخرج البول فلا حكم له، والوضوء والصلاة صحيحان.
رابعًا: بما أنك الآن نويت أن تهمل الوساوس، فاستعد لهجوم أنواع جديدة منها في البداية، لأن الوسواس يريد أن يقنعك أن صلاتك باطلة بأي وسيلة كانت، وبأي فكرة تخطر على بالك، فامض في صلاتك ولا تلتفت إلى أية فكرة مهما كانت جديدة ومنطقية في ظنك، فالوسواس الذي أغلقت عليه الباب يحاول القفز من النافذة، وإن أغلقت عليه النافذة سيحاول القفز من المدخنة!! لهذا سد عليه كل المنافذ وحينها سييأس منك ويتركك.
اترك الأفكار تمر في ذهنك كسائر الأفكار غير المنطقية التي تمر فلا تأبه بها، واثبت على عدم الاستجابة، عافاك الله وشفاك.