السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
دكتور لقد كنت أعيش حياة سعيدة مع زوجتي وولدي وذات يوم وأنا على وشك النوم بدأت أفكر في الموت وكأنه سينقض علي تحسست قلبي وفجأة بدأت نبضات قلبي تتسارع وشعرت بدوار وأسرعت للاستعجالات وفي طريقي للمستشفى أحسست بضيق شديد في صدري وشعور بالموت فعلا وأوصيت صديقي وأخبرته أن هذا هو آخر يوم في حياتي ثم دخلت المستشفى عملوا لي تخطيط قلب فوجدوا القلب سليم، وقضيت تلك الليلة في المستشفى تقيأت مرتين ثم أحسست بالراحة واحتار الطبيب في حالتي وبعدها صرت أشعر بوخز في قلبي ولم في صدري أحيانا أحس أن هذا الألم في عضلات صدري وأحيانا أحس به في مفاصل صدري وأحيانا يأتني الألم على شكل كرة في وسط صدري عند باب المعدة.
ذهبت بعدها إلى طبيب القلب وأخرى لي تخطيطا ثانيا وقال أن القلب سليم وقال لي أنها أعراض هلع ثم طلب مني إجراء تحاليل للدم والغدة الدرقية والحمد لله كل التحاليل سليمة ثم أعطاني دواء للقلق استعملته أياما فلم أتحسن ثم ذهبت إلى طبيب آخر وقال لي أني عندي قولون عصبي ثم ذهبت إلى طبيب الباطنية وأجرى لي أشعه للصدر فوجده سليما ثم ذهبت إلى طبيب المفاصل وقال لي أني سليم ثم ذهبت إلى طبيب قلب آخر وأجرى لي فحوصات القلب ووجده سليما ونصحني بالرياضة وقال لي أن الوخز الذي تشعر به في القلب وخز وهمي علما أني أتناساه أحيانا ومع ذلك أشعر به فيقلقني وأصبح أفكر فيه مرة أخرى.
ثم تطورت حالتي وأصبحت أفكر في الموت في كل حين خاصة في وقت الصلاة وأقول أني سأموت قبل إتمام الصلاة وصرت أربط كل وجع أحس به بأنه بداية لسكرات الموت وأربط بعض المواقف من أصدقائي بالموت كأن يودعني أحد فأقول هذا آخر وداع علما أني محافظ على صلاتي وأقرأ الأوراد الشرعية النبوية وأرقي نفسي بالقرآن.
أرجوكم أرشدوني فأنا في حيرة من أمري
R03;وجزاكم الله كل خير.
16/12/2010
رد المستشار
الأخ الفاضل "أبا عبد الرحمن"، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنت تصف إحساسا شديدا بالخوف وتسارعا في دقات القلب والإحساس بالموت، وعاودك هذا الشعور بين فترة وأخرى وجعلك تعتقد أن كل وداع يعني الموت بالنسبة لك وكذلك مراودة الفكرة لك أثناء الصلاة وغيرها، وتركك في عذاب دائم وألم يتفاقم مع كل تغير في جسدك الناتج عن أعراض القلق الذي أتاك والذي سماه الطبيب بالهلع وكان مصيبا بتشخيصه والآن أدى ذلك إلى ما يسمى برهاب الموت.
نوبات الهلع هي نوبات قلق وخوف شديد تأتي الفرد ويحس بأن الموت وشيك وتكون نوبات مريعة، ويمكن ذلك أن يؤدي إلى الخوف من النوبة القادمة والتي تؤدي بدورها إلى رهاب، وقد حدث معك رهاب الموت وارتبطت مع فكرة الموت وعززها ذلك الشعور البغيض ويبدو أنك أيضا ارتبطت مع الشعور بالذنب الذي بررته بأنك رجل مصل ومسلم وترقي نفسك بالأوراد الشرعية والتي لا تستجيب لها مما يفاقم الشعور بالذنب ويزيدك من قلقك ومن ثم الخوف من الموت ومواجهة المصير.
الهلع هو ناتج عن تغيرات كيمياوية إضافة إلى تغيرات نفسية لا علاقة لها بالإيمان والصلاة، تحدث عند تقريبا 1% من الناس.
الرقية الشرعية يمكن أن تؤدي إلى اطمئنان ولكن من طبيعة النوبة أنها تعود بين فترة وأخرى، والخوف من عودتها يؤدي إلى رهاب، وهذا هو الذي حدث لك.
لذلك للتخلص منها أي شيء هو فهم الحالة وأنها غير خطيرة وأنها لا تؤدي إلى مرض خطير وأنها نوبة عابرة، وأيضا عليك بالاسترخاء والرياضة كما نصحك أحد الأطباء والتيقن أن الموت هو المصير المحتوم ولكن يأتي بغتة دون سابق إنذار، وإن كانت الأعراض التي تعاني منها هي من القلق والهلع وليست ناتجة عن سبب عضوي، كما أن هناك بعض العلاجات يمكن أن تستخدم لمعالجة ذلك.... مع التمنيات لك بالصحة والعافية.
واقرأ على مجانين:
دوامة الهلع أين حقوق المريض العربي
من نوبات الهلع إلى اكتئاب الموت
من نوبات الهلع إلى اكتئاب الموت متابعة
من نوبات الهلع إلى رهاب الساحة مشاركة
نوبات الهلع: برنامج علاجي