لماذا يحصل هذا؟
أعتذر بداية لطول الرسالة فمشكلتي تحتاج للتوضيح.
منذ طفولتي ووالدي ليس معنا مع أنه على قيد الحياة، ووالدتي تعمل لأجل تربيتي وإخوتي... عشت طفولة صعبة، من بداية دخولي المدرسة وأنا أعاني من مرض... في الأول بدأت بسرقة بعض المال من البيت لأشتري لنفسي ما يشتريه الأطفال لكن كنت في الغالب أصرفه على أصدقائي! ثم بدأت أسرق من زميلاتي حتى كشفت وأخرجتني المعلمة وفتشتني وعاقبتني بشدة أمامهم –لكن لم أتأثر!- وفي اليوم الثاني جاءت بي المدرسة وأخذتني في حضنها... ومن هنا بدأت رحلة (وسواس الحب) تعلقت بها جدًا في خيالي فقط.
كنت دائمًا مصدر إزعاج لوالدتي وأخواتي، لكن مشاكلي كانت منحصرة بين أخذ أشياء ليست لي، أو عدم الذهاب للدرس، أو الهروب من المدرسة، لكن عندما دخلت المرحلة الإعدادية ساء الحال وتعلقت بمدرسة لدرجة الجنون رغم عدم حديثي معها ولا محبتي لطريقة شرحها ولا طبعها وهكذا كنت أتعلق بالمدرِّسات حتى ابنة عمي كانت ناظرة مدرسة تعلقت بها كثيرا وأصبحت أعيش معها في خيالي وأتمنى رؤيتها والكلام معها...
وبدأت تظهر فيَّ عيوب كثيرة غير السرقة! حيث بدأت أصاحب بنات غير جيدات ولا أذهب للمدرسة... ولما علمت والدتي رجعت، ثم بدأت أجرب أشياء كثيرة مثل السجائر مع جارتي... حتى أصبحت بلا صديقات لما عرفن عني من أخذ أشيائهم و... وهذا حالي حتى وصلت للثانوي فصاحبت أولاد، وتعلقت بمدرِّسة أيضًا وكنت أترك الدروس لأراها وأتتبعها بالخروج والدخول وأحدثها لكنها كانت تصدني وتقول لي: (أنت محسساني أننا واحد ووحدة بيحبو بعض!) لم يكن لدي ميول جنسية لكن قلبي يتنفض عندما أراها...
استمريت على هذا الحال ثلاث سنوات –أفرح إن كلمتني وأحزن إن صدتني- حتى دخلت الجامعة ومع ذلك كنت أترك الدوام لأراها وأحضر لها الهدايا حتى رسبت فيها وحولت لمعهد... وفي أول سنة من العمل أصبحت آخذ المال وأشتري لها هدايا. ثم قابلت في عملي دكتورة تعرفت عليها وتعلقت بها –بعد أن تركتْ مدرستي مكان عملها- بداية تقبلت مني ثم انزعجت. ورجعت إلى مدرِّستي بعد أن عادت لعملها.
تعبت ولجأت إلى دكتور نفسي لكن لم أستمر على العلاج. كنت أكلم الدكتورة دائمًا حتى أحبتني وأفعل كل ما يلفت نظرها، كانت تنظر لي على أني أعجوبة لكنها مستغربة من تصرفاتي ولم تقدر أن هذا مرض فأنا بالنسبة لها (مجرَّد عَيلة) وأتعامل معها بالحب والاحترام... ثم حصلت بيننا مواقف حتى اعتبرتني صديقتها وبدأت بزيارتها وزيارة والدتها... في هذا الوقت لجأت إلى طبيب نفسي فوصف لي علاج انفرانيل 75 وتيجريتول 200 حبيتان من كل نوع في اليوم طبعًا.
ابتدأ هذا يهدئ لكن بقيت في تفكيري ليلًا ونهارًا وكنت مستعدة لعمل أي شيء لأجلها... دمرت حياتي حتى بدأت أسير في طرق لا تصح! لكن لم أحب أحدًا من الجنس الآخر رغم خطبتي مرتين وعندما أحببت كان ذلك الشخص يكبرني بثلاث مرات من عمري، أشبعني من كل شيء إلا الحب! بدأت أدخن لحد الإدمان ولما علموا في البيت كانت الكارثة ثم تقبلوا ذلك... والدتي أم بسيطة ليست الأم التي أستطيع أن أُشركها في مشاكلي.
أشعر بأنني تائهة ومتعبة ولا أعرف إكمال علاجي وأعيش مثل أي بنت في مثل عمري!
أعتذر عن الإطالة لكن عندما دخلت إلى موقعكم لم أعد أعرف ما هو مرضي هل وسواس الحب أم هو ميول شاذة؟ هذا الذي أتوقعه! لكن أقسم بالله ليست عندي أي ميول شاذة تجاه الدكتورة لكن أحبها جدًا جدًا وقلبي ينتفض عند رؤيتها وليس فيه أي شيء جنسي. هي قلبها طيب والكل يحبها وهي ليس عندها مشكلة من تصرفاتي. أنا أحب أن أراها دائمًا وأحدثها لكني جعلت هذا مرة في الأسبوع بعد إذنها بذلك.
هذا الموضوع يزعجني وأريد العلاج البديل فأنا لم أوقف العلاج الأول لكنه يزيد من وزني وهذا يزعجني جدًا.
أرجو الجواب كنت قد أرسلت قصتي من قبل لكم لم أجد جوابًا. وشكرًا.
07/01/2011
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله؛
أعتذر وبشدة على تأخرنا في الرد عليك فمشكلتك كانت ضحية مشكلة تقنية متكررة بيني والموقع حيث أتهم كثيرا بوجود مشكلات متأخرة لدي دون أن تصلني وهي ما أطلق عليها الدكتور وائل اصطلاحا "ثقب في النت".
لديك اضطراب شخصية واضح، وما تعانين منه ليس وسواسا ولا ميول شاذة بل عدة سمات من اضطرابات الشخصية تمتد من الشخصية الحدية إلى غير الناضجة انفعاليا مع بعض سمات من الشخصية الاعتمادية.
وبغض النظر عن التشخيص والتصنيف العلمي لنركز على المختصر المفيد بأن لديك شخصية مضطربة ناتجة غالبا عن عدم إشباع حاجتك للأمان في طفولتك المبكرة وكل سلوكياتك ومشكلاتك تشير إلى سعيك الدائم للحصول على الحب والدعم والتقدير وليس النواحي الجنسية ويؤكد هذا وصفك لوالدتك بأنها طيبة ولكن غير فعالة ووالدك البعيد دائما، بالإضافة لعدم تعليمك بطرق مناسبة السلوكيات المناسبة والصحيحة لإشباع احتياجاتك العادية.
لست بحاجة إلى أدوية نفسية وكما لمست بنفسك فهي لم تترك أثرا كبيرا بقدر حاجتك لجلسات نفسية معرفية وسلوكية تغير أفكارك اللامنطقية وتكسبك قدرة على ضبط انفعالاتك ونزواتك فابحثي عن مختص نفسي ممن يقدمون هذا النوع من العلاج ومع ذكائك الواضح ستكونين حالة مثالية إن شاء الله للعلاج المعرفي.
أنت ناجحة وصادقة وما زلت صغيرة والتزامك بعملك وفرضك على نفسك نظام معين في زيارة الدكتورة الأخيرة التي تعلقت بها مؤشرات إلى أن درجة اضطرابك بسيطة واستجاباتك للعلاج ستكون سريعة إن شاء الله، وعندما تكتسبين قدرة على الاستقلال النفسي ستكونين من الشخصيات المعطاءة والمؤثرة فخبرتك الخاصة هذه ستكون رصيدا إضافيا لشخصيتك المستقبلية.
وحتى تجدي المعالج المناسب تذكري بأن كل ما تحتاجين إليه من تقدير وود ودعم لا يأتي بالضرورة من الآخرين فهم فقط مصدر من المصادر العديدة والتي أهمها هي ذاتك التي لا تفارقك فابدئي بتقدير ذاتك وثقي بقدرتك على الاستقلال ابحثي عن إيجابياتك وركزي عليها وحددي تلك النواحي التي تريدين التخلص منها.
* ويضيف د. وائل أبو هندي الابنة الفاضلة "مي" أهلا وسهلا بك وعذرا لتأخرك فالنت غالبا كانت مثقوبة عندما أرسلنا مشكلتك للمستشار د. حنان طقش، ليست لدي إضافة إلى ما تفضلت به مجيبتك سوى الإشارة إلى احتمال انطباق معايير تشخيص اضطراب التصرف Conduct Disorder في طفولتك ومراهقتك وهو ما كان إرهاصا لاحتمال اضطراب الشخصية الحالي، وكما بينت لك مجيبتك فإن نفع العقاقير في هذه الحالة ضئيل جدا وعليك أن تبحثي عن المعالج المناسب واقرئي على مجانين:
اضطراب السلوك المنحرف في الأطفال: هل له علاج؟
اضطراب السلوك (التصرف) Conduct Disorder
مدخل إلى الطبع والشخصية
أنواع اضطرابات الشخصية