السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
الدكتور الفاضل وائل أبو هندي لقد أرسلت لك في الماضي استشارة ورددت عليَّ مشكورًا حيث نصحتني بزيارة الطبيب لكني لا أستطيع أن أجد هذه الاستشارة الآن على الموقع، ولا أعرف لماذا؟!
لقد قمت بزيارة أحد الأطباء وشرحت له ما أعاني منه ووصف لي نوعين من الدواء من غير أن يفحصني سريريًا وهما (فافيرين 100مغ) نصف حبة بعد الغداء لمدة أربعة أيام وبعدها حبة كاملة يوميًا، والنوع الثاني (ليكسوبام 3مغ) نصف حبة صباحًا وحبة مساءً.
هذا اليوم الثامن من حيث بدأت أتناول الدواء، ولي موعد معه حدده لي بعد أسبوعين من بداية تناول الدواء. سوف أشرح مشكلتي كما شرحتها بالضبط للطبيب من خلال نقاط رئيسة مع بعض الأمثلة:
1- الرهاب الاجتماعي: وتتمثل في خجل من الصغر، وكثيرًا ما كنت منطويًا على نفسي خاصة في وقت الاستراحة في المدرسة، وأجد صعوبة في مشاركة أقراني اللعب إلا نادرًا جدًا بالرغم من أني كنت دائمًا الأول في صفي إلا أني أخجل من المشاركة والحديث في أثناء الدرس، وخاصة إذا ما تعلق الأمر بالكتابة على السبورة. في حصة الرياضة لا أشارك مطلقا لإقناعي نفسي بأني لا أعرف لعب الكرة وأنا كذلك بالفعل فكنت دائمًا أجلس جانبًا أثناء الرياضة.
ما زالت هذه المشكلة تلازمني إلى الآن حيث لا أستطيع مشاركة الآخرين الحديث إلا من خلال طرح الأسئلة وهذا ما يضجرني ويجعلني ممل. أصاب بالتوتر عند الاجتماع مع الآخرين حتى لو كانوا أقربائي ولا أستطيع التركيز أبدًا بما يتحدثون، وكأني في عالم آخر، وهذا سبب لي مشكلة في دراستي حيث سافرت لدولة أوروبية لدراسة الطب ولكني فشلت في اللغة حيث كان من الصعب عليَّ أن أركز في الامتحان وخاصة قسم السمع حيث إنه يجب عليَّ فهم النص الملقى على سمعي والإجابة على الأسئلة بالإضافة لكتابة بعض ما فهمته من النص، فهذه مشكلتي لا أستطيع أن أركز في السمع والكتابة معًا، وإن ركزت في السمع لأفهم أولاً فلا أستطيع تذكر إلا القليل القليل القليل.
أصبتُ بالقولون العصبي عندما سافرت حيث كنت أتوتر كثيرًا، ويزيد خاصة عند اجتماعي مع الآخرين في صلاة الجمعة مثلًا. أصبح صوتي ضعيفًا جدًا بسبب عدم كلامي، وكثرة حديثي مع نفسي من غير صوت وهذه المشكلة الثانية...
2- حديث النفس وأحلام اليقظة: بدأ معي مع انتقالي من الصف العاشر إلى الحادي عشر حيث كان يجب تغيير المدرسة، وهنا اضطربت مواعيد نومي حيث كانت المدرسة الأولى مسائية والثانية صباحية فكنت أذهب صباحًا للمدرسة شبه نائم، وهنا أيضًا المشكلة الرئيسة وهي انهيار مستوى دراستي وتركيزي حيث لم يعد لي أية رغبة في الدراسة. إذ أتكلم مع نفسي طيلة اليوم وأحلم طيلة اليوم وأستمتع بأحلامي (اليقظة) لأنها تعوضني عن انهيار مستوى دراستي وتركيزي وذكائي، فجل أحلامي في النجاح والإنجاز والامتياز. طبعًا أحلم وأتحدث مع نفسي في غرفتي والباب مغلق ويحدث أحيانا أن أضحك بسري أقصد من غير صوت أو تدمع عيناي حسب الموقف الذي أحلم به، وإن كنت مجتمعًا مع أحد فأتحدث أيضًا مع نفسي، وأحلم ولكن ليس كما أكون وحدي وهنا لا تظهر علامات عليَّ.
إذا جلست وأردت قراءة القرآن مثلًا فلا أستطيع أن أجلس هادئًا أبدًا بل لا بد من الحركة فأتحرك يمينًا وشمالًا على الكرسي الدَّوار أو إذا كنت جالسًا على فرشة فأحرك شيئًا ما أي لابد من الحركة وهذا ما يحدث عندما أريد أن أذاكر فلا أستطيع الجلوس لمدة ربع ساعة بتركيز كالسابق في أيام المدرسة الإعدادية حيث كنت أتم حفظ كتاب مثلًا في أيام الامتحانات في جلسة واحدة من غير تحرك أبدًا.
3- الوسواس القهري: بدأ عندما بدأت ألتزم في سن العشرين فبدأ بالطهارة والوضوء: فأطيل المكوث في الحمام وبعد الخروج لا بد أن ينزل قطرة أو بضع قطرات من البول (أجلكم الله) فأذهب وأدخل الحمام مرة أخرى وأعيد الوضوء، وهو مستمر إلى الآن ولكن الفرق في الماضي أن نقاط البول قليلة جدًا، ولكن الآن فهي أكثر بقليل وأُرجع السبب لأني كنت وما زلت أطيل المكوث في الحمام وأملس القضيب بيدي وبورق الحمام حتى أتأكد أنه لن ينزل بعد ذلك شيء، وهذا الوضع يكاد يقتلني. طبعًا حتى بعد علمي بحكم هذه الوسوسة، وكيفية التصرف معها إلا أني لا أقتنع لكثرة البول الخارج بعد انتهائي من التبول. وأيضًا بسبب كثرة تفكيري في الجنس فإنه ينزل في كثير من الأحيان المذي أو الودي لا أعرف.
ولدي حالة تكرار الكلام في ذهني وخاصة أغنية أو أنشودة حيث إذا كنت أستمع لأنشودة (أحاول ترك سماع الأغاني باستبدالها بالإسلامي) ولو ذهبت إلى النوم فبمجرد أن أستيقظ أبدأ بتردادها في ذهني. لدي أيضا ما يسمى باضطراب العرات ولكنها ليس شديدة جدا فهي موجودة عند أبي وأحد أخوتي بشدة.
4- طبيعي سينشأ الاكتئاب: حيث أنقل جملة لك قرأتها يومًا في خصوص الاكتئاب وهي سرعة الإحساس بالتعب أو زيادة الإحساس بالتعب بعد مجهود بسيط. وأيضًا ضعف التركيز كما قلت سابقًا. اللامبالاة: فأذهب لامتحان ما ولا أشعر بأني سأقدم امتحانًا حتى عندما سافرت لأول مرة لم أشعر بأني مسافر، وكأني متبلد الإحساس. الآن أنا في الأردن لسبب فشلي في اللغة منذ سنة ونصف وما زلت مصرًا وأحاول السفر مرة أخرى، وتم رفضي من قبل السفارة مرتين، وما زلت مصرًا على الحصول على الفيزا لأكمل طريقي التي بدأتها، ولكن ضعف الأمل في الحصول على الفيزا يجعلني أحس بالاكتئاب، أحاول مراجعة اللغة في البيت ولكن لا أستطيع. وبكل الأحوال إن لم أحصل على الفيزا للبلد التي سافرت إليها أول مرة فسأسافر إن شاء الله لبلد آخر، وأسأل الله التوفيق.
من الأعراض الجسدية التي أشعر بها: القولون العصبي, انتفاخ في الشرايين أو الأوردة لا أعرف في ذراعي الأيسر في كثير من الأحيان ولا أعرف السبب. اضطراب النوم فأنام لمدة 10 ساعات أقل شيء وخاصة وقت الصباح لا أستطيع الاستيقاظ. التجشؤ بعد الأكل كثيرا وهذا يزعجني جدًا ويحرجني إن كنت آكل مع أحد ما من غير من اعتدت عليهم. سخونة في الحلق دائمًا بعد الاستيقاظ. الشد على الأسنان دائمًا خاصة أجد نفسي كذلك عندما أستيقظ. الرغبة الشديدة في المشي والحركة عند المذاكرة فأظل أدور في غرفتي وأحلم وأحدث نفسي.
تثاؤب شديد ودموع غزيرة عند المذاكرة وإرهاق فلا أستطيع المتابعة حتى لو جلست نصف ساعة للمذاكرة فقط. جل اهتمامي الآن أريد أن أعود للمذاكرة كما في السابق فو الله قبل فترة قليلة أردت أن أقوم بعملية حسابية في الضرب مكونة من خانتين ولم أستطع إلا بعد أكثر من محاولة حيث نسيت جميع الأساسيات في التعليم سواء رياضيات أو فيزياء أو كيمياء....
اللهم رب الناس أذهب البأس أشفي وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما... آمين.
أعتذر على الإطالة أعانك الله يا دكتور وبارك فيك وتقبل جميع أعمالك إن شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
07/01/2011
• ثم أرسل مرة أخرى وفي نفس اليوم يقول:
السلام عليكم دكتور وائل أعتذر أردت فقط إضافة شيء على استشارتي وهي النسيان المتكرر في الصلاة وفي جميع الأمور. أيضا وزني لا يزيد عن 50 كغ وطولي أعتقد 178 سم تقريبًا لم أقس طولي منذ زمن بعيد، وشهيتي للأكل منعدمة فآكل وجبتين يوميًا ونادرًا ثلاث، وأكلي قليل جدًا بالنسبة للنسيان أنسى عدد الركعات في الصلاة وبشكل يومي وبشكل أعم الذاكرة عندي تدهورت كثيرًا.
كما قلت في أول استشارة والتي أعتقد أنها كانت في شهر 6-2010 والله أعلم أني ورثت وسواس القهري وحديث النفس وأحلام اليقظة عن أبي 87عامًا ولكن ليس الرهاب والاكتئاب.
أتمنى أن أتابع علاجي مع الطبيب الذي زرته والمتابعة معك للاطمئنان.
وشكرًا وبارك الله فيكم
07/01/2011
رد المستشار
الابن العزيز "ب" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك، لعل أوضح أعراض خلطة القلق لديك هي الوسواس القهري ومن الواضح رغم وجود أعراض الاكتئاب الجسيم ودرجة من الرهاب الاجتماعي بعد طفولة عانيت فيها من القلق الاجتماعي الزائد إلا أنني أرى أن الوسواس القهري كان وما يزال أساس ولب المشكلة وعلاجه بالتالي هو مفتاح علاجك يا "ب".
أشكرك على الدوار الذي أصابني وأنا أبحث عن مشكلتك الأولى تلك ولم أجدها -سامحك الله- وأرى أن أعراضك الجسدية مركبة الأسباب والتأثيرات والمزعجة لك ولمن يعالجك تستدعي كثيرا من التأمل فهناك علامات على خلل الوظائف المستقلية Autonomic Dysfunction ليس فقط في الجهاز الهضمي وإنما أيضًا في الجهاز الدوري الطرفي فضلا عن خلل وظيفة الجهاز العصبي المركزي الواضح في التوتر المتعمم والتململ الحركي.... خلطة أعراض قلقية من العيار الثقيل عافاك الله.
أرى أن اختيار طبيبك النفساني لعقار الفلوفوكسامين Fluvoxamine اختيار موفق، لأن هذا العقار يفيد في علاج كل ما تشكو منه سواء كان الوسواس أو الرهاب أو الاكتئاب، وستجد نتائج جيدة ولكن تذكر أن الصبر على الم.ا.س يمحو الوسواس وأن الاكتفاء بالعلاج العقَّاري فقط ليس أفضل الاختيارات، وإضافة العلاج المعرفي السلوكي ستجعل قدرتك على إنهاء العلاج دون الخوف من حدوث نكسات أعلى بكثير من لو اكتفيت بالعلاج العقاري وحده، إضافة إلى ذلك فإن أعراض الرهاب الاجتماعي التي تقيدك ما زالت يمكن جدا أن تتحسن بالعلاج المعرفي السلوكي.
علاقة الوسواس القهري بأحلام اليقظة ناقشناها مرارا على مجانين وكذلك علاقته باضطراب العرات والاكتئاب وأنصحك بقراءة الروابط التالية من على مجانين:
وسواس وأحلام يقظة
الوسواس القهري وأحلام اليقظة!
أحلام يقظة أم وسوسة؟
الوسواس والاكتئاب إلى متى؟؟
الوسواس القهري والاكتئاب مشاركة1
إذن أنت بحاجة إلى الاستمرار على ما وصفه لك طبيبك المعالج وعليك كذلك أن تسأله عن إمكانية حصولك على ما تحتاج إليه من علاج معرفي سلوكي وأسأل الله أن يكون تحسن أعراض الاكتئاب لديك قد بدأ الآن فقد كتبت لنا من أسبوعين وكان ذلك هو اليوم الثامن لانتظامك على العقاقير.... إن شاء الله تكون بدايات التحسن ملموسة....
ونحن في انتظار الأخبار الطيبة.