تأنيب ضميري واكتئاب
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته؛ أما بعد إخوة المنتدى والقيمين عليه، تحية طيبة أزفها لكم وألف شكر لكم على المجهودات المبذولة من طرفكم لتقديم يد العون، وكان الله معكم.
أما بعد أنا ع. ن شاب من الجزائر أبلغ من العمر 27 سنة متخرج من الجامعة منذ عامين تقريبًا ومنذ ذلك الحين بدأت حالتي تتغير، وهذه بعض النقاط: بدأت القصة عند دوار أصابني في المسجد وكدت يغشى عليّ منه، وقبلها مات قريب لي -لم يكن مقربًا لي بدرجة كبيرة- ولكن أصبحت منذ ذلك الحين أخشى أن يحدث لي ما حدث له خاصة أنه مات ميتة فجائية.
أصبحت أخشى الذهاب إلى المسجد، عانيت من رهاب الخروج من البيت، وكان السبب هلع كبير يصيبني، وتسارع دقات القلب، وضيق في التنفس خشية أن أموت مثله.
واستمرت الحالة حوالي من أربع إلى خمسة شهور، وحاولت التغلب عليها إلى أن خفت وتلاشت. طيب عدت إلى حالتي الطبيعية وإلى العمل في ورشة ميكانيكية.
بعد عام تقريبًا عادت بعض الحالات السابقة ولكن بصورة أخرى، أذكر أني لم أزر طبيبًا أو أخصائيًا نفسيًا من قبل وهذه بعض الأعراض:
1- أفكار تسلطية واقتحامية تعتريني وفحوى هذه الأفكار عمومًا (الخوف من الفشل، الخوف من الموت، أفكار في ذات الله والعياذ بالله، أفكار جنسية قوية تجرني إلى مشاهدة الإباحية وممارسة العادة السرية مع العلم أني غير متزوج).
2- الاكتئاب الحاد الذي عادة ما يأتي مابين العصر والمغرب ويستمر حوالي ساعتين إلى ثلاث ساعات ثم يزول تدريجيًا ويرافقه تأنيب ضمير قوي من حيث الإفراط في العبادة.
3- كلما حاولت التخلص ومقاومة هذه الأفكار زادت شراستها وزادت في عصبيتي.
4- نبض متكرر في سائر أنحاء عضلات الجسد وكأنه دقات قلب صغيرة.
وعندما أصبح الأمر لا يطاق علي قررت أن أزور أخصائيًا نفسيًا وعصبيًا، شخص الأمر على أنه وسواس قهري، طيب أعطاني دواء ولم يحدثني كثيرًا في ماهية هذا المرض.
أما عن الأدوية الموصوفة لي هي الأنافرانيل 25مغ بمعدل حبتين في النهار، والبرومازيبام 6مغ بمعدل حبة في النهار نصف صباح ونصف مساء. ومدة المعالجة تتجدد كل شهرين، كان هناك تحسن طفيف غير كلي.
قرأت منذ مدة مقال للدكتور وائل أبو هندي عن الوسواس القهري والالتزام الديني وأرى أنه ينطبق علي أي الالتزام يزيد من معاناتي الضميرية، أما عن الدواء: فالأنافرانيل يسبب لي نوع من النسيان واضطراب في الذاكرة وتلعثم في الكلام.
أما عن العلاقة الأسرية فهي -أثناء وخلال هذا المرض- غير جيدة خاصة أنهم لا يتفهمون مرضي. أما الطفولة: عانيت من قسوة وضرب الأب.
أرجو من أخصائي الموقع إفادتي بحالتي وطرق علاجها وهل من بديل للأنافرانيل أو أي وصفة يرونها مفيدة وأجر الجميع على الله
أرجو الحفاظ على خصوصيتي من حيث الاسم واللقب.
07/01/2011
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا "ع.ن،" وشكرًا على إطرائك وثنائك.
إن تشخيص حالتك كما ذكرت كان وسواسًا قهريًا، وللوسواس القهري ملفًا حافلًا على مجانين، ولو دخلت إلى نطاق الوسواس القهري، أو تصفحت الاستشارات التي تتعلق بالوسواس القهري لوجدت تفصيلًا عن حالتك وزيادة...، فحبذا لو ترجع إلى هذه المقالات والاستشارات وتقوم بقراءتها وبتثقيف نفسك جيدًا حول الوسواس فإن لهذا أثر طيب جدًا في العلاج.
والخلاصة يا "ع.ن،" الوسواس القهري عبارة عن مرض نفسي تتسلط فيه على الإنسان أفكار مزعجة لا هو مقتنع بها، ولا هو قادر على الخلاص منها، هذه الأفكار تسبب للموسوس قلقًا بالغًا وضيقًا، وغالبًا ما تدفعه إلى أفعال قهرية يقوم بها للتخفيف من حدة القلق الحاصل لديه، فيرتاح ارتياحًا مؤقتًا ثم ما يلبث أن يعود إليه القلق مرة أخرى ليدفعه إلى الأفعال القهرية مجددًا.
من وجهة طبية: هناك اختلال في الناقلات العصبية لدى الموسوس –وأهمها السيروتونين- ويتم علاج الوسواس من خلال علاج هذا الاضطراب، لهذا أعطاك طبيبك الأنافرانيل الذي يقوم بهذه المهمة.
ومن وجهة شرعية، بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الشيطان هو الذي يلقى الوسوسة، عندما سأله الصحابة الكرام عن الوسوسة في العقيدة، والصلاة..... ويمكنك الرجوع إلى مصدر الفكرة التسلطية الأولى، وإلى منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري (1) للحصول على التفصيلات. والدواء -طبعًا- يا ع.ن لا يكفي وحده، ولا بد معه من علاج معرفي سلوكي، لتصحيح المعلومات الخاطئة لديك، وطريقة تفكيرك كلها، وكذلك لتصحيح السلوكيات الخاطئة ولمنع استجابتك للوسواس بطقوس قهرية تقوم بها.
ملخص علاجك تجاه الأفكار الوسواسية أن تهملها فلا تناقشها أو تفكر فيها، بمعنى أنك تتركها تدور في ذهنك وتشاغب دون أن تلتفت إليها، وتشغل نفسك بأشياء أخرى، ومع الوقت ستذهب وحدها وتتلاشى، يعينك على إهمالها أن لا تخاف منها، وأن تعلم أنها ليست حقيقية، وليست نابعة منك، وإنما هي أفكار يلقيها الشيطان مستغلًا مرضك والخلل الموجود لديك. يمكنك التشاغل عنها بأي وسيلة تراها مناسبة لك، كالقراءة، أو بتغيير مكانك، أو بغير هذا.
وإذا كان هناك ثمة شبهات تحتاج إلى دليل (كما في الوساوس المتعلقة بذات الله تعالى) فلا بد من السؤال عنها أولًا، ولمرة واحدة، فإذا استمرت رغم اقتناعك العقلي بالجواب، فارمها مع مثيلاتها من الوساوس ولا تفكر فيها، فإنها لا تضرك ولا تخرجك عن الملة، وذلك لأنها خارجة عن اختيارك، ولا يؤاخذ الإنسان إلا على ما كان داخلًا ضمن وسعه.
أما دواء الطقوس القهرية، فهي مقاومة الاستجابة لها قدر الإمكان، ووقف العمل بها. سيكون هذا مقلقًا جدًا في البداية، ولكن القلق سيخف تدريجيًا ويزول بعد ذلك. ويمكنك على الأقل تأخير الاستجابة إن لم تستطع منعها نهائيًا بداية. ولعله من المفيد لك أن تطلع على برامج العلاج الذاتي التي كتبها الدكتور محمد شريف سالم على هذا الموقع، وعلى الاستشارات الشبيهة بحالتك. هذا هو ما يتعلق بحالتك بشكل عام، ولا بد لك أن تعود فتقرأ التفاصيل في مقالات أخرى كما نصحتك بداية.
بالنسبة لمعاناتك من الأنافرانيل، يمكنك أن تتفاهم بشأنه مع طبيبك المعالج، لاستبداله بآخر يناسبك، وهناك خيارات عديدة متوفرة، وإن كان الأنافرانيل عادة لا يسبب أعراضًا كالتي تعانيها. عافاك الله وشفاك، ولا تتردد بإرسال أي استفسار أو سؤال.
واقرأ على مجانين:
زوجي مصاب بالوسواس القهري والاكتئاب
الوسواس القهري والاكتئاب مشاركة
الوسواس القهري والاكتئاب مشاركة1
رهاب الساحة: وخلطة القلق والاكتئاب
الوسواس والاكتئاب إلى متى؟؟
ويتبع >>>>: وسواس قهري وخلطة قلق م