لم أخبر أحدا بالذي سأخبرك به.....
أنا طالبة جامعية، حاليا نمر بأزمة مادية كبيرة جدا وأثارت كثيرا من المشاكل بين أفراد أسرتي لكثرة احتياجاتنا ولعدم قدرة والدي ووالدتي على تنفيذها جميعها، بسبب هذه المشاكل والضغوطات النفسية الكبيرة أثرت على مشكلتي الأساسية (وزادت الطين بلة).
مشكلتي هي منذ 4 سنوات تقريبا لم أعد أخرج من المنزل أبدا إلا إلى للطبيب أو نادرا جدا إن خرجت مع إحدى صديقاتي، إحساسي دائم بالغضب تجاه صديقتي لأنها تؤكد على الخروج، عدم خروجي كان بسبب أن أقنع والدي أو أحتج على ارتداء غطاء الوجه بعدم خروجي من المنزل وقتها ومع الأيام أصبحت لا أخرج أبدا علما أن الوضع الآن تغير وأستطيع فعل ما أريد....
أعاني من عدم الخروج من المنزل وعدم الاستحمام لفترات طويلة جدا، أعاني كآبة وقلق وتوتر ودائما، اخذ موقف الهجوم وعصبية وحزينة بل لو تسأل عائلتي تجدهم يقولون لم نرها مبتسمة يوما,,, أعاني الملل والروتين وعدم الثقة بالنفس بسبب مظهري وأعاني توترا وخوفا من الاجتماع مع الغرباء.
أشعر بالتوتر وأصبحت أنسى كثيرا، مؤخرا بدأت أشعر بالخوف من الأماكن المرتفعة أكثر من مرة أردت أن أذهب إلى طبيب نفسي لربما عدم قدرتي على الدفع أو الخوف من أظن أنني بدأت أفقد السيطرة على ذاتي وأنني أشعر بعدم استقرار, لم أذهب جامعة مباشرة بعد تخرجي من الثانوية العامة لعدم قبولي بأي مكان ولعدم استطاعتي على دفع التكاليف إلى 8 أو 9 شهور تقريبا السنة كلها، أثناء هذا الوقت والدتي لم تصمت مطلقا بل كانت دائما تؤنبني وتقارنني بغيري من البنات وتهاجمني بكلمات مثل فاشلة جاهلة وغيرها وسببت لي ضغطا نفسيا كبيرا.
وأيضا معاملتي سيئة مع من حولي من أهلي خصوصا مع والدي ووالدتي أهاجمهم وأدفعهم أحيانا وأشتمهم بالأخص والدتي أني عاقة وعلاقتي مع شقيقتي سيئة جدا دائما أتخاصم معها وأقوم بضربها, أحس بتأنيب الضمير والوحدة والألم والعجز بأن أفعل شيئا والكسل واللامبالاة وتأجيل كل شيء, وانتقادات والدتي لي الكثيرة تجعلني غاضبة جدا وانفعل، حتى النقاش أصبح عنيفا لدي لا أحس بشيء قلبي أصبح قاسيا لا أهتم لأحد ولا لشيء
وأعاني من مشكلة كبيرة بأني دائما أتخيل نفسي بأماكن ومواقف أخرى بعيدة عن الواقع وقمت باختراع شخصية وهمية لشخص وأتصور نفسي معه وحياتي معه ودائما أسرح للتخيل وأحلام اليقظة أصبحت حساسة جدا مؤخرا ولا أخبر أحدا بمشاعري خصوصا أهلي وأعني مشكلة وهي الخجل أو لا أعرف بالضبط ما هي لا أحضن أبي وأمي ولا أدعهم يقتربون مني ولا يلمسوني لا أشعر بالارتياح لفعلي ذلك بل بالضيق لا أعلم لماذا.
أحيانا أظن بأني أخجل من التعبير أو لا أحب لست ممن يعبرون ولا أقبلهم أو أقول لهم أحبك أبدا أبدا لم أقلها طيلة حياتي لوالدي ووالدتي ونادرا إن قلتها لأخوتي وتواصلي مع الناس قل جدا خصوصا مع صديقاتي.
لا أصلي دائما أنسى ودائما أستمع إلى الأغاني بشكل كبير بل وصلت إلى مرحلة الإدمان حتى برمضان وأخاف من الموت بأن أتعذب وكل ما رأيت نارا أو أحدا نطق بكلمة النار أذكر النار وأتخيل الوضع ويقشعر بدني وأخاف جدا من الموقف ولكن أرجع إلى النسيان والكسل ولا أؤدي واجباتي ولا أقبل النقد من والدتي ودائما عصبية.
أنا أعلم أني أعاني مشكلة ما ولكن لا أعلم ما هي؟ أنا بحاجة للمساعدة الرجاء الرد علي ونصحي وإخباري بما علي أن أفعل لأني سئمت من الوضع أريد التغيير أريد أن أصبح مقبولة وشخصية قوية محترمة أريد التغير.
أرجو أن تجيب رسالتي أنا أعلم أن هناك الكثييييييير غيري وأعلم بأن وقتك لا يسمح لك بالرد ولكن أرجو منك أن تخبرني بما أعاني وكيفية التصرف,
وشكرا
8/11/2010
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
ليس عندي أهم منكم -طالبي الاستشارة- مهما زاد عددكم وإن تأخرت فعذرا. الحقيقة يا عزيزتي ليس لديك مشكلة رغم ما ذكرت سوى نقص الإيجابية وغياب الهدف من حياتك. نقص الإيجابية يجعلك تركزين على كل أخطائك وتجمعينها لتبدو أمامك مثل جبل تعجزين بالتأكيد عن مواجهته وتخشين توابع انهياره عليك في أي لحظة، ولكن لو نظرت لكل خطأ بشكل منفصل ستجدين أن ما ذكرته من عيوبك أمورا عادية يمكن تجاوزها فمثلا الخلاف مع الشقيقات أمر شائع ولا يعني هذا الموافقة على تطوره لدرجة الضرب، وكذلك شعورك بالكسل كلنا يشعر به من حين لآخر وازدياد هذا الشعور عند غياب الهدف من الأيام والحياة طبيعي أيضا.
للخروج من حالة الكسل والضيق التي تعانين منها عليك وضع هدف لحياتك بصفة عامة بالإضافة لمجموعة من الأهداف الجزئية لكل يوم بيومه، اكتبي أهدافك اليومية على ورقة وتابعي إنجازك لها، لا تتوقعي أن تجترحي المعجزات في عمرك الصغير هذا ولكن أهم ما تملكينه الآن هو الطاقة التي لا يجب عليك هدرها واعلمي أن عدم استغلال طاقتك وراء انفلات شعورك بالغضب، لا تنتظري مني أن أخبرك فيما تستثمرين حياتك أو كيف تقضين أيامك فتلك مهمتك ولكني أوصيك بأن تجعلي لحياتك معنى ولوجودك في الحياة هدف، ولا تظني أن الضائقة الاقتصادية عائق كبير فوفرة المال قد تلهينا فقط عن الغوص في أعماق أنفسنا لاستثارة عزيمتنا لنستحق الحياة.
وقت الفراغ هو سبب إدمانك على الأغاني وأحلام اليقظة ولكن لماذا تضيعين وقتك في الأحلام بدل أن تعيشي الحياة بالفعل، اهتمامك بنفسك بعقلك ودينك سوف يوصلك للقاء هذا الشخص في الواقع ولكن كل حلم يبعدك عنه بمقدار استغراقك فيه، ابدئي بالقراءة عن التوكيدية في الموقع لتتعلمي التعبير عن نفسك مع أهلك وصديقاتك دون غضب وعنف، وأثبتي لوالدتك الصورة التي تعكسها لي سطورك شابة مليئة بالطاقة قادرة على الكثير من الإنجاز ولكنها لم تجد بوصلتها لتحدد وجهتها بعد، وتابعينا بأخبارك.
واقرئي على مجانين:
اسمعوا وتعلموا: شهرزاد تحكي عن نفسها
على مفترق طرق م
تأكيد الذات