العصبية الزائدة..!؟
أنا شاب عمرى24سنة كنت متزوجا وعندي طفل يبلغ من العمر 5 شهور.
مشكلتي باختصار هي أنني أعاني من العصبية الزائدة جدا فأنا سريع النرفزة من أقل شيء ممكن أن يثير أعصابي، وحاولت كثيرا ولم أفلح في تهدئة أعصابي وهذه مشكلة تهدد حياتي حتى في عملي،
فأرجو إفادتي بالحل.
18/1/2004
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك، علي موقعنا مجانين؛
قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران: 133،134) إن جزاء كظم الغيظ لشيء عظيم فقد جعل الله له ثوابا عظيما،
إن الغضب لا يضر بالآخرين فقط بل يضر أيضا بالذي يغضب، فالغضب قادر على أن يهدم أي شيء فهو مثل السيل يجتاح ما أمامه ومن منا يحب ذاك الإنسان العصبي الغاضب العابس؟! كل شيء يثيره ومن أبسط شيء، تتوالد شرارات غضبه الذي سرعان ما يتحول لنيران وبراكين تحرق كل من أمامها، والشخص العصبي كما في حالتك يخسره غضبه الكثير فواضح تماما من رسالتك أن غضبك كان هو السبب الأساسي وراء هدم بيتك وفشل زواجك بالرغم من سنوات عمرك التي لم تتعدَ الأربعة والعشرين،
إذن تمكن منك الغضب فأضر بك اجتماعيا وأيضا عصبيا فبلا شك أن جهازك العصبي يتأثر بهذا الغضب، وإن استمر حالك هكذا سوف يأتي يوم تصرخ فيه وأنت لا تدري أنها ستكون صرختك الأخيرة والشخص العصبي.
هو شخص عاجز يستخدم غضبه لأنه لا يجد وسيلة للفوز غير ذلك فهو شخصية غير ناضجة ولا متزنة يغضب لأنه لا يتقبل أن يسمع إلا صوته فقط، وواضح أنك عصبي لدرجةٍ تتطلب تدخلا طبيا لوقف هذه الحالة عندك فلا أجد حلا آخر أستطيع اقتراحه عليك غير هذا.
وأخيرا لا يتبقى أمامي غير ما نصحنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أوصانا بالتحكم في النفس عند الغضب عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يَملك نفسه عند الغضب" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن معنى الحديث لواضح، و أوصانا أيضا بما نفعل إذا شعر أحدنا بأنه غاضب فإن كان واقفا يجلس وإن كان جالسا يتمدد وأن يقوم ليتوضأ لأن الغضب من الشيطان ولا يطفئ النار إلا الماء،
فكما وصف صلى الله عليه و سلم الداء وصف الدواء ففي حديث رواه أحمد وأبو داود وابن حِبَّان أنه عليه الصلاة والسلام قال: " إذا غضب أحدكم وهو قائم فليَجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فَليضطَجِع" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حاول أن تسيطر على غضبك قدر الإمكان فإذا شعرت أن هناك ما سوف يثير غضبك حاول أن تبتعد عنه كأن تترك المكان مثلا أو تطلب ممن أمامك أن يصمت، وإن كنت أفضل أن تعرض نفسك على طبيب نفسي متخصص لأنه يبدو أن عصبيتك ليست بالشيء الهين وفقك الله وتابعنا دائما.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخ العزيز السائل أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، الحقيقة أن الأخت الزميلة أ.إيناس مشعل، قد أفاضت في الرد عليك، وأزيدك من حديث سيد الخلق قوله عليه الصلاة والسلام من صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه و سلم: أوصني، قال: لا تغضب، فردد مراراً، قال: لا تغضب صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أحيلك إلى رد سابق ظهر على صفحتنا استشارات مجانين بعنوان: أنا عصبي ! ماذا أفعل، وفقك الله وتابعنا بأخبارك.