أنا في حيرة
السلام عليكم؛
السادة الأفاضل، أنا سأسرد لكم قصتي، وأرجو منكم القراءة الجيدة والإفادة العاجلة جدًا جدًا جدًا.
أنا فتاة مسلمة وأحمد الله على هذه النعمة, عمري 25 عامًا، لقد بدأت مشكلتي منذ الطفولة، وكان عمري تقريبًا 4 سنوات، وكنت أقيم وأسرتي في بلد عربي حيث كان يعمل بها والديّ, بدأت المشكلة حين قامت بنت الجيران بتعليمي كيف أضاجع الوسادة، وظللت أمارس هذا الفعل منذ ذلك الوقت حتى التحقت بالمدرسة، وكنت أترك هذا الفعل تارة وأعود له تارة أخرى علمًا مني بأنه شيء غلط وحرام, في بداية الأمر كنت أجهل ما الذي أفعله ولكني كنت أفعله وأنا طفله لأنه فقط كان شيء يشعرني بالاستمتاع.
وخلال سنوات المدرسة مارست ذلك مع بعض الزميلات اللاتي لم أجد منهن معارضة للأمر, ثم وصلت لمرحلة الثانوية العامة وقد انشغلت تمامًا بالدراسة والمذاكرة. ولا أذكر أني مارست هذه العادة طوال هاتين السنتين.
ثم التحقت بالجامعة، وفي إجازة الصيف للسنة الأولى حيث كان عمري لا يجاوز 17 سنة بدأت أولى تجاربي مع زواج الصالونات، وبدأ الاحتكاك الحقيقي بيني وبين أهلي حيث ذهبت أنا وأمي لمقابلة العريس وكان الفرق بيننا 9 سنوات، وأريد أن أكرر: كانت هذه أولى تجاربي في الحب والزواج وكان شابًا محترمًا ذو وظيفة جيدة ومن أسرة كريمة، ولكنه يسكن في محافظة أخرى غير القاهرة, ومن هذه القصة بدأت كل مشكلة حياتي حيث ارتطمت بقسوة أبي، وتعنده الرهيب، واقتناعه الشديد بوجهة نظره فقط، ورفضه التام لهذا الشاب الذي أحببته من كل قلبي.
لم أعرف يا سيدي معنى الحنان واهتمام وخوف الرجل سوى من خلال هذا الشاب, لن أنكر أن أبي يحبني ويخاف علي ويحرص على مصلحتي، ولكن دائمًا برؤية أنني دائما سأكون مطمع للآخرين لما أملكه من مال، وأنه لا أحد سينجذب لي لشخصي، وإنما فقط لما أملكه. وعشت في صراع دائم مع أبي لمحاولة إقناعه بالموافقة على زواجي من هذا الشاب، ولكنه كان يزداد في الرفض وكنت أنا أتحدث مع هذا الشاب من خلال الموبايل بمعرفة أمي التي كانت مؤيدة لي، ولكن أمي لا حول لها ولا قوة، فدائما أبي يهينها ويضربها، وتمر الأيام والأشهر والسنين يا سيدي وأنا ابتعد عن هذا الشاب وأعود للكلام معه. وفي أوقات ابتعادي عنه أعود لممارسة العادة السرية وأشعر بعدها بالخزي الشديد، وأظل أبكي وأبكي وأتوجه لصلاة ركعتين لله ليتوب عني، وأظل أدعوه لكي ابتعد عن هذه العادة.
ثم حدثت الطامة الكبرى في حياتي حيث تخليت عن الشاب الذي أحب وتقدم لي شخص آخر ووافقت عليه، وتم كتب كتابي وكل ذلك في خلال 20 يومًا، وكان يعمل في بلد عربي، وقبل سفره طلب مني أن يمارس الجنس معي ووافقت لأني كان لي رغبة في ذلك، ولم أجد ما يمنعني حيث أنني أمام الله وأمام الناس زوجته. وبالفعل مارسنا ذلك سويًا ولكن الحمد لله بدون أن أفقد عذريتي، لأنه بمجرد سفره بدأت الخلافات تظهر بيننا، وبيني وبين أسرته -ولا أريد الدخول في تفاصيل لكي لا أطيل- ولكن كانت النهاية بطلبي للطلاق، وقد كان.
ومن بعدها عدت لممارسة العادة السرية مرة أخرى إلى أن عاد الإنسان الذي أحببته للاتصال بي مرة أخرى، وحاولت مع أبي أيضًا ولكنه ظل مصرًا على رفضه لهذا الشخص لإيمانه الشديد بأن هذا الشخص لا يريدني لشخصي وإنما لما أملكه من مال وقد كما يقال بالعامية "سقت على أبويه طوب الأرض" لكي يقنعوه إلا أن كل ذلك كان هباء, إلى أن ابتعدت نهائيًا عن هذا الشخص لأني قد مللت وتعبت من الصراع الغير مجدي، وطلبت من حب عمري الابتعاد عني تمامًا وأن يسير كل منا في حياته، وبالفعل ابتعد عني وكان غاضبًا جدًا وتقدم لإحدى الفتيات الطيبات، وتزوج ورزقه الله الآن بطفل بارك الله له فيه.
أما أنا يا سيدي فدخلت في دوامة زواج الصالونات، وكل هذا والعادة مستمرة معي، فأتركها تارة وأعود إليها تارة أخرى، وكنت كلما أفعلها -كالعادة- أشعر بالندم الشديد والاحتقار لنفسي، وكل مرة كنت أعاهد نفسي وأعاهد الله بأني لن أعود إليها، ولكن كلما قفلت في وجهي الأبواب لا أجد نفسي سوى أني متجهة للانترنت للبحث عن المواقع الجنسية لأجد ما يثيرني لأمارسها والجدير بالذكر أني ابحث عن المواقع الجنسية للبنات مع بعضها فقط، لأني أجد في المواقع الجنسية للرجال والنساء كثير من العنف، والأفعال المقرفة التي تشعرني بالاشمئزاز، ولكني لا أنفر من مشاهدة المشاهد الرومانسية بين الرجل والمرأة التي يمارسون ذلك فيها برقة وحنان.
عودة إلى دخولي لدوامة زواج الصالونات، فقد تقدم لي شخص جيد ومحترم وذو وظيفة مرموقة، ومن أسرة طيبة وكانت الأمور تسير في مجرى جيد جدًا، حتى توطدت علاقتنا، وكنت أشعر بالارتياح الكبير له، وذات مرة كنا قد خرجنا سويًا فبادر بالإمساك بيدي ولم أمانع، ثم بادر بتقبيلي فلم أمانع أيضًا، وتوقفت عند ذلك طالبة منه بأن نكتفي بذلك وأني سأكون له بعد الزواج، واحترم رغبتي وتوقف، ثم تدهورت الأمور بعد ذلك، حين تحدث أبي معه في الأمور المادية حيث اختلفوا معًا على موضوع القائمة المشهور لدى عائلات شعبي، وانتهى الموضوع هنا.
وعدت مرة أخرى لممارسة هذه العادة، ولا أريد نسيان أن أذكر أني كنت أنجح كثيرًا في البعد عنها لشهور ولكني حين يحتد شعوري بالضيق من تصرفات أبي ومن شعوري الدائم بالوحدة، كنت أعود لهذه العادة.
ولكن ما يغضبني كثيرًا في الفترة الأخيرة أني أصبحت متبلدة الإحساس، حيث أمارس هذا الفعل السيئ كثيرًا ولم أعد أبكي ولا أستغفر الله إلا قليلًا ظنًا مني بأنه سبحانه وتعالى غضبان علي.
وبدأت أتكاسل في الصلاة ولم أعد أدري ماذا أفعل، فقد أصبحت عادة عندي أن أواجه كل متاعب حياتي بلامبالاة شديدة، واستسلام تام، ولكني أحاول أن أنخرط في أنشطة وصداقات لكي أعود لسابق عهدي الطفلة البريئة التي كانت تبكي من أقل شيء، مع العلم أني لست شخصًا سيئًا، وجدير بالذكر أن الإنسان الذي أحبه يحاول الاتصال بي رغم أنه متزوج، ولكني مستمرة في رفضي له، مبررة بأني لن أقبل أن أكون السبب في هدم حياة أشخاص لا ذنب لهم بتعاستي. يا سيدي ليتني أستطيع التواصل معكم بالحديث وجهًا لوجه، لكني أخجل جدًا من ذلك, ولكن أرجو إفادتي برأي الدين في حالتي وكذا رأي الطب النفسي. أرجوكم بالرد العاجل واعذروني على الإطالة وشكرًا. والسلام عليكم.
04/02/2011
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله أختي الغالية؛
يظهر مما كتبت أنك منظمة وعاقلة، تضبطين عواطفك بعقلك..، وأنك تعصين بعقل، وتحجمين عن المعصية بعقل!
متى يتكاسل الإنسان يا ضي القمر؟ يتكاسل عندما يفقد الأمل وييئس ويقتنع أنه لا فائدة من العمل والمقاومة...، ويبدو أن الشيطان استطاع أن يقنطك من رحمة الله تعالى وفضله...
يا ضي إن ما تفعلينه من العادة السرية صغيرة من الصغائر ما لم تصري عليها، أما يأسك هذا فكبيرة من الكبائر العظام!!!
تسألينني لماذا؟ تخيلي –ولله المثل الأعلى- أن هناك شخصًا في غاية الأخلاق يكرمك ويتجاوز عن أخطائك، ويعاملك بأفضل معاملة، ثم أنت مع كل هذا تعتقدين وتعاملينه على أنه إنسان قاسي القلب، كثير البطش، ولن يسامحك مهما فعلت... ألا تكونين بذلك أسأت في حقه إساءة ما بعدها إساءة؟ ألا ترين أن ظنك هذا الذي هو مذمة منك -في الواقع- لهذا الشخص، هو ذنب أكبر من كل ذنب؟
مهما كثرت ذنوبك فالله بابه مفتوح يستقبل التائبين، ويقول لهم: ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) [الزمر:53]، وانظري كيف ناداهم: يا عبادي... وهذه الكلمة لا تليق إلا بالمؤمنين الذين قبلهم الله عبادًا له...
هذا هو الله، فعامليه على هذا الأساس...
إن من أخطر حيل الشيطان زجك في اليأس الذي يشلك عن العمل، ويبعدك عن التوبة...، فهو بهذا يضمن أنك لن تفكري بطاعة الله أبدًا، ولن تقبلي عليه...
فقومي، وحسني ظنك بالله تعالى، وارجعي إليه مهما أذنبت، وهو الغفور، والتائب من الذنب كم لا ذنب له، وفي الحديث الصحيح، قال صلى الله عليه وسلم: ((أذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْباً، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ الله تَبَاركَ وَتَعَالَى: أذنَبَ عبدي ذَنباً، فَعَلِمَ أنَّ لَهُ رَبّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأذْنَبَ، فَقَالَ: أيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبي. فَقَالَ تبارك وتعالى: أذنَبَ عبدِي ذَنباً، فَعَلِمَ أنَّ لَهُ رَبّاً، يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي فَلْيَفْعَلْ مَا شَاءَ)) أي مادام يستغفر ويتوب فالله يغفر له مهما فعل...
وستجدين صعوبة في بداية الأمر لأن ثقل الذنوب التي لم تستغفري منها يعيق حركتك، وسيزول هذا بمجرد البدء بالاستغفار، وبالعودة إلى الصلاة... واستعيني على ذلك بالوجود في أجواء روحانية، كالمسجد، وبالانخراط مع صحبة صالحة، فإن هذا يسهل عليك الإقبال على الله تعالى...
ثم أناشد عقلك الذي تملكينه أن تكفي عن إثارة نفسك بالمحرمات، وعن هذه العادة قبل أن تستعبدك، واستبدلي باللجوء إليها الوقوف بين يدي الله تعالى، وبث همومك له، وأنا على يقين بأنك تستطيعين ذلك...، واعلمي أن الله تعالى يضيق على العبد ليسمع صوته وهو يناديه، لا ليذهب عنه بعيدًا وينغمس في المعاصي!!
أخيرًا، ألمح في معاودة -ذلك الشاب الذي أحببته- الاتصال بك، صِدق ما حكم به أبوك عليه، فما الذي يدفعه الآن للاتصال -وقد استقر عاطفيًا وأسريًا- إلا شيء آخر يريده منك؟!
فاطوي الماضي بما فيه، وحاولي إيجاد تجديد في حياتك، ولو في أمر بسيط، واستعيني بالله ولا تعجزي، وفقك الله...