وسواس أم جن أم نفسي أم حقيقة؟
في البداية أود أن أشكركم على هذه الخدمة التي تقدمونها، جزاكم الله كل خير عنها...
أنا هشام من الإسكندرية عمري 19 عاما، مسلم منذ عام تقريبا. كنت إنسانا طبيعيا جدا (عايش حياته ومفيش أي مشاكل)، وكنت أشرب الحشيش.
بدأت مشكلتي عندما كنت أشرب مخدرات مع بعض الأشخاص الذين لا أعرفهم، وفي منتصف الجلسة بدأت هذه المشكلة التي تطاردني منذ عام، وشعرت ببعض الأفكار الغريبة، وأحسست من كلامهم، ونظراتهم، أنهم يجلسون مع شخص شاذ! وأنهم يريدون أن يفعلوا شيئا معي! فأصبت بالتوتر والخوف الشديد، وفي النهاية رحلوا، ولم يحدث شيء.
وبعد فترة كنت أمارس العادة السرية، وفي لحظة شيطان وجدت نفسي، وقد أدخلت إصبعي في دبري...
ندمت بعدها ندما شديدا، ولم أقرب على فعل ذلك بعدها.
تخيلت أن ما حدث سببه المخدرات لذلك أقلعت عنها فورا. ولكن أريد أن أنبه إلى أني حدث وأن مارست الجنس مع أحد أقاربي وكنا صغارا، ولم أتذكر إن كنت الفاعل أو المفعول. وكنت قد نسيت تماما ذلك الحدث، ولكني تذكرته منذ بدأت هذه الهواجس، وربطت ما حدث قديما بالأفكار التي أتتني بما فعلته وأنا أمارس العادة، وبدأت تلاحقني وساوس قهرية!
1. فأشعر بالخوف عندما أنظر لأعين الناس، وخاصة الغريبين فأحس أنهم يقولون هذا شاذ.
2. وعندما أسير في الشارع أشعر بأن الناس تنظر لمؤخرتي، ويقولون هذا شاذ. ولذلك أصاب بالتوتر والخوف...
3. وعندما أكون جالسا أخاف من القيام حتى لا ينظر الناس لمؤخرتي، ويعلمون أني شاذ...
4. عندما يتحدث اثنان بجانبي بالألغاز أشعر أنهم يتحدثون عني (ولو أني متأكد مئة بالمائة أن كل هذه الأفكار غير حقيقية ولكني لا أستطيع التهرب منها)
5. لا أفضل الجلوس مع أشخاص لا أعرفهم، وإن حدث فإنني لا أستطيع التحدث، وأشعر بالقلق.
ولو في مرة شربت مخدرات تزداد هذه الأعراض بشكل مخيف، ويزداد معها التوتر والخوف، وتجعلني أبعد عن كل الناس، وأجلس لوحدي حتى أشعر بالأمان (هكذا تدور الأفكار في رأسي طيلة عام مع العلم أن ميولي الجنسية طبيعية، ولم يحدث أي شيء أكثر مما ذكرته)!!!
ومع العلم أيضا أن هذه الأفكار لا تراودني مع كل الناس، فأنا أعيش حياة طبيعية مع كل أصدقائي مع أني كنت أشعر بهذه الأفكار والهلاوس معهم، ولكنها زالت بالوقت تماما، فأشعر بها مع بعض الناس وليس طوال الوقت، فربما يوم تكون ويوم آخر لا تكون. وشعرت أيضا بها مع أفراد عائلتي، ولكنها بالوقت أيقنت أنها مجرد هلاوس. وأيضا موجودة الآن، وتزداد مع الأشخاص الذين لا أعرفهم، والغريب أيضا أنها تحدث في المسجد عندما أصلي فأشعر أن كل من بالمسجد ينظرون إلي!
كنت دائما أفكر مع نفسي لكي أضع حل لها، فكنت أقول: ربما هو جن أو شيطان لمسني، وربما هي هلاوس وأنا أحتاج لعلاج نفسي، وربما تكون هي الحقيقة وأنا شاذ...
ولكن كيف؟ وأنا متأكد تماما من أني لست شاذا، ولن أكون شاذا.!
لا أعلم من أي شيء أعانى؛ لذلك أطلب من حضرتكم أن تمدوا لي يد العون، وتساعدوني على ما أنا فيه.
تحدثت إلى أحد الأطباء النفسيين على الإيميل، وشرحت له الأعراض. وقال لي: إني أعاني من مرض اسمه (الكانتولمين) وطلب مني أن أقوي ثقتي بنفسي، وأقوي صلتي بالله تعالى...
وقال لي: إنها وساوس دائما ما تأتي للشباب في سني.
وأنا أعلم تماما أنه وسواس، وليس حقيقة، والدليل على تأكدي أني لو شعرت بهذه الأشياء مع 10 أشخاص فإنني لا أشعر بها مع 90 شخص آخر! وإن كانت تحدث لي في ساعة فإنها لا تحدث في 9 ساعات أخرى!
ولكنى الآن أطلب الاستشارة من أهل العلم والثقة، فأرجو أن تصفو لي دواء أو أي شيء.
وأرجو أن يوفقكم الله في الرد. وأرجو أن أكون قد وفقت في عرضي، وشكرا.
17/02/2011
رد المستشار
وعليكم السلام، ومرحباً بك، وفقنا الله للمشورة الصحيحة، أشكر لك ثقتك بنا، كما أشكرك على صراحتك أخي الكريم، فأنت لم تجعل مجالاً للتكهن ما هي طبيعة حالتك، وكتبت كل شيء بصراحة وانفتاح، وهذا مؤشر ممتاز على الرغبة في حل المشكلة والرغبة في طلب العلاج، بالنسبة للسؤال المحوري الذي أرفقته في رسالتك وطرحته أكثر من مرة، (هل أنا شاذ؟)
وقد جاء هذا السؤال وتكرر أكثر من مرة بطريقة مباشرة أو ضمنية، رغم أنك أجبت على سؤالك بنفسك وأنا أدعم هذه الإجابة حيث أنها الحقيقة فأنت تقول:
1) (ولو أني متأكد مئة بالمائة أن كل هذه الأفكار غير حقيقية ولكني لا أستطيع التهرب منها)
2) (هكذا تدور الأفكار في رأسي طيلة عام مع العلم أن ميولي الجنسية طبيعية، ولم يحدث أي شيء أكثر مما ذكرته!!!)
3) متأكد تماما من أني لست شاذا ولن أكون شاذا
4) وأنا أعلم تماما أنه وسواس، وليس حقيقة، والدليل على تأكدي أني لو شعرت بهذه الأشياء مع 10 أشخاص فإنني لا أشعر بها مع 90 شخص آخر! وإن كانت تحدث لي في ساعة فإنها لا تحدث في 9 ساعات أخرى!
فانظر أخي الكريم إلى كلامك من جديد، وكيف تؤكد أن الأمر مجرد أفكار ملحة، وراقب ما تقوله فمن كلامك أنت تخاف أن تكون هذه الفكرة حقيقية، ولم تقل أنك تخاف من أحداث حقيقية تدل على الشذوذ، كما أنك تصف زيادة هذه الأفكار بزيادة التوتر والقلق، أو تحت تأثير الحشيش، وهذا يؤكد عدم صحة هذه الأفكار، وأنها مجرد وساوس،
وفعلاً فإن الوسواس يمكن وصفة كالنحلة التي تطن في داخل الرأس وتطن وتلح، ويصعب على صاحبها الهرب منها أو السيطرة عليها، وتسبب له التوتر والقلق مما يزيد من حدة الوسواس، ولكن الوسواس ليس أكثر من فكرة ملحة توتر صاحبها، وليس لها أي علاقة بالواقع الحقيقي، فمعنى وسواس أنه حديث النفس، أي كلام من داخل النفس، وأفكار مرتبطة بموضوع معين، وعند حضرتك هذه الأفكار مرتبطة بالتفكير (بالناس ينظرون لك وكأنك شاذ)؛
أما بالنسبة لما قلته حول تجربة جنسية في الطفولة، وحادثة إدخال في الدبر حدثت لمرة واحدة، فهذا غير كافي ولا يمكن ربط ذلك بما يحدث معك الآن بالضرورة، فالتجربتين عابرتين، يمكن اعتبارها غلطة عابرة، لكن ليس بالضرورة دليل على الشذوذ، ولو أعدنا ما حدث معك بالترتيب، فسنجد أن هذه الأفكار حصلت للمرة الأولى تحت تأثير الحشيش أو المخدرات، والأمر مثبت علمياً وبالمشاهدات مع مراجعينا، بأن الحشيش يحرش ويكشف ويزيد اضطراب القلق بأشكاله المختلفة لدى المتعاطين، فنجد أن بعض مراجعينا وبعد تناول الحشيش تعرض لنوبات فزع، أو زادت مخاوفه، أو عانى من الخوف من المرض، وكثير منهم حدث لهم ما حدث مع حضرتك من ظهور الوسواس بشكل أو بأخر، وبالتالي يعتبر الحشيش مثيرا يزيد من حدة وسواسك فنرجو أن تنتبه لذلك.
وأنت تقول (بدأت مشكلتي عندما كنت أشرب مخدرات مع بعض الأشخاص الذين لا أعرفهم، وفي منتصف الجلسة بدأت هذه المشكلة التي تطاردني منذ عام، وشعرت ببعض الأفكار الغريبة، وأحسست من كلامهم، ونظراتهم، أنهم يجلسون مع شخص شاذ! وأنهم يريدون أن يفعلوا شيئا معي! فأصبت بالتوتر والخوف الشديد، وفي النهاية رحلوا، ولم يحدث شيء).، فانظر إلى ما تصفه بالكلام بأنك أحسست من كلامهم ونظراتهم، وكأنك تقول بأنك تقرأ ما دار في عقولهم، تخيل أن الشخص تحت تأثير المخدر لا يستطيع أن يقرأ ما في دماغه هو نفسه بطريقة صحيحة، فكيف سيستطيع قراءة ما في دماغ الآخرين؟، كما تؤكد عدم حدوث أي شيء معهم، ولكن من ذلك اليوم أنت تقرأ اللي في دماغ الناس (الناس بتقول عني شاذ)، ولكن هذه الفكرة وسواس كما اتفقنا، لكننا نقول أننا نعرف ماذا بفكر الناس رغم أن الحقيقة أننا نتخيل أننا نقرأ ما في دماغهم فقط، لكن لو أحد موسوس في وسواس مختلف فسيقرأ ما في دماغ الناس حسب الوسواس اللي بيعاني منه هو، يعني كل واحد فينا يقرأ دماغ الناس حسب تفكيره هو نفسه.
أما النصيحة الختامية لهذه المشورة، فأنت طلبت (فأرجو أن تصفوا لي دواءً أو أي شيء)، وهذا يحتاج أخي الكريم أن تراجع طبيباً نفسانياً (الدكتور وائل أبو هندي) ليكون العلاج الدوائي تحت إشرافه، إضافة إلى حاجتك لمعالجة سلوكية-معرفية، من قبل أخصائي بالمعالجة، وذلك لضمان حسن المسيرة العلاجية والتقدم العلاجي، فالأمر وسواس وليس أكثر، ويمكنك قراءة بعض الاستشارات المشابهة لحالتك على موقعنا لمزيد من الفائدة، دمت برعاية الله، ومرحباً بك دائماً، ومستعدين للتواصل أكثر.
واقرأ على مجانين:
وسواس الشذوذ الجنسي: أنا شاذ أنا مثلي!
الشذوذ الجنسي والوسواس القهري: علاج وسواس المثلية
وسواس الشذوذ وسواس قهري م