فتاة ضعيفة ومهزومة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا فتاة عمري 27 متخرجة من الجامعة والتحقت بالعديد من الدورات، ولكن لم أحصل على وظيفة إلى الآن, ليست هذه المشكلة، بل هنالك مشكلة أعظم بدأت تظهر في الآونة الأخيرة، أجد نفسي ضعيفة مهزوزة أتأثر من أي كلمة، حتى أختي الصغيرة أتأثر من كلامها عندما تتكلم علي، وأذكر حادثة حدثت لي مع أختي: تشاجرنا أمام أخي وقلت لها كلمة: فهجمت علي لتضربني، فهربت وركضت خلفي إلى أن انتصرت..
لا زال هذا الموقف يؤثر فيّ، وخاصة أن أخي حكى ما شاهده وهو يضحك بالرغم من أنها هي الغلطانة. نعم أصبحت ضعيفة غيورة من أختي، حتى أني أخشى من أن تتزوج قبلي. لم يعد لدي ثقة في نفسي، عندما ألبس وأتزين ثم أراها أتحطم، لا أعلم، أصبحت أرى نفسي بشعة بالرغم -ولله الحمد- أنا متوسطة الجمال، ولدي مزايا لكن لا أراها، حتى مواهبي أحس ليس لها وجود، وأعتقد بأنها ليست مواهب...
أصبحت أتلعثم في الكلام، ولا أحب أن ينظر أحد إلى وجهي وأنا أتحدث، أخشى أن يرى الحبوب التي في وجهي أو يلاحظ ضعف وجهي. أعلم بأن كلامي غير منطقي، ولكن والله هذا ما أعاني منه. الحمد لله أنا محافظة على صلاتي ومتدينة، لكن هذا المشكلة تسبب لي أزمة فما هو الحل؟
03/03/2011
رد المستشار
الأخت الكريمة، السلام عليك ورحمة الله؛
لو لاحظت معي مرة أخرى بعض عبارتك من قبيل: "أجد نفسي ضعيفة مهزوزة"، "أتأثر من أي كلمة"، "عندما ألبس وأتزين وأرى أختي أتحطم"، "حتى مواهبي أحس ليس لها وجود"، "أصبحت أتلعثم في الكلام"، "لا أحب أن ينظر أحد إلى وجهي وأنا أتحدث"، "أخشى أن يرى الحبوب التي في وجهي أو يلاحظ ضعف وجهي".
تشير هذه العبارات إلى أنك تحتاجين إعادة النظر في ثقتك في نفسك، وانظري إلى وصف الكاتب "جيل لندنفيلد" في كتابة: الثقة الفائقة: أبسط الخطوات لبناء الثقة بالنفس حيث يصف ما تشعر به حين تكون ضعيف الثقة في النفس: العزلة والوحدة - الحرج - الخوف والضعف - الإعياء الجسدي والتوتر – الخشية من الواثقين في أنفسهم - عدم القيمة – الذنب - التشاؤم – الاكتئاب - أنه لا يفهمك أحد - الإحباط - الغضب. وهو ما تشير إليه عباراتك بقوة..
لذا أنصح لك بأن تعرفي صفات الشخص الواثق فهو يتصرف كما لو كان:
محباً لذاته - متفهماً لقدراته وأخطائه -يعرف ما يريد. ويضع دائماً أهدافاً جديدة -يفكر بطريقة إيجابية. ولا ينسحق تحت وطأة المشكلات - يتصرف بمهارة بما يلائم الموقف الذي هو فيه..
هل تريدين أن تكون الشخصية الثانية الواثقة في نفسها لو الإجابة بنعم، فعليك أن تحبي ذاتك.. وأن تنظري في المرأة وتقولي أنا جميلة لأني خلق الله عز وجل وأن الله خلقني على هذا النحو فله الحمد وله الشكر على أن لم يخلقني بشكل آخر.. وأن تسامحي أختك ثم تخرجينها من بؤرة حياتك واجعليها على الهامش..
وابدئي بالتعرف على صديقات جدد، واشتركي في أنشطة اجتماعية، ومارسي ما تدربت عليه من دورات في خدمة الآخرين، واعلمي أن الزواج رزق وهو قدر مقدر عند الله عز وجل وسيأتي حينما يريد الله فلا تنشغلي به ولا بمن تزوج أولاً، بل انشغلي بتحقيق باقي أهدافك في الحياة، أسعدي الآخرين تسعدي..
ولا تنسي نفسك من ركعات في جوف الليل، ومن دعاء مستمر، ومن القراءة الجادة في مقالات هذا الموقع المتنوعة، وتابعينا بأخبارك