اعتلال شخصية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
ولا يوم بعمري توقفت عن الكلام مع نفسي، وخيالي مجنح ضمن الحادث، والبرنامج أو فيلم أو ممثل أو معلمتي.
أتفاعل مع الناس والحياة بتصرفات شاذة كركض بالطريق بسرعة، وأنفعل انفعالات شديدة مفاجئة لأسباب تافهة، مثلا: لأني سمعت اسمي.
بعمري لم أستجب بصورة ناجحة مثلا حركاتي بين الناس في الشارع شاذة يوجد شخص نفس حالتي في المنطقة، والناس يرونا في الشارع نفعل نفس الحركات. أشعر بمرضي فالناس ينظرون إليّ كالمجنون عندما أمارس الركض في الشارع أحرك يدي وأقدامي ورأسي ورقبتي. الناس ينظرون، ويقولون: مجنون!.
حاولت كثيرا أن أتخلص من مرضي لكن دون جدوى! أقصى مدة توقفت عنه يوما أو يومين كانوا يمرون عليّ كأنهم سنة من التوتر والحزن والحسرة والاكتئاب لدرجة لا أبتسم، وأكبت في نفسي كل شيء ويكون تافه.
لا أعمل شيء من الخوف المرضي مثلا إذا مسكت سكين أحس أنها تجرحني أو منجل يقطع أصبعي! إذا رأيت النار أحس إنها تحرقني! إذا وقفت في مكان عالي أحس أني سأرمي نفسي إلى الأسفل! عندما أمشي بالشارع ورأيت السيارات أتخيل أنها تدوسني!
- أنا أمارس الأفعال القهرية مثل الركض بالشارع والقفز بغرفتي وشرب المتة باليوم 30 مرة، لأنها تؤمن الطمأنينة لي. وأحيانا لا أشربها فقط أضعها أمامي.
- أنا غير راضي عن نفسي أكرها كثيرا.
- أنا لا أثق بنفسي، ولا بأحد. الثقة معدومة حتى الثقة بك يا دكتور لها علاقة مباشرة بالمرض. حياتي كلها توترات وصراعات مقترنة بمشاعر الذنب والقلق والضيق والنقص والرثاء للذات والألم الشديد.
- أنا غير متكيف مع نفسي.
- أنا أعاني من حرب مستمرة تدور بين جوانب نفسي.
- أنا قليل الحيوية سريع التعب وعاجز عن الإنتاج والاستمرار بأي شغلة بسيطة، وعاجز عن بذل جهد، وعاجز عن الثبات حيال الشدائد. وشغلات بسيطة أعتبرها أزمة الأزمات وخطيرة وصعبة ومستحيلة.
- أنا دائما مختل التوازن.
- وأنا لست متكيفا مع أحد فلا يوجد عندي صلات اجتماعية مرضية مع أصدقائي أو الذين أقابلهم في الشارع. صلاتي مع الناس يغشاها الاحتكاك والتشكي وشعوري بالاضطهاد وشعوري بحاجة ملحة إلى السيطرة عليهم أو العدوان عليهم بمجرد أحد يقترب مني. وأشعر أني بحاجة إلى الاستماع إلى إطرائهم واستدرار عطفهم علي، وطلب المعونة منهم. أثور لأسباب تافهة وصبيانية. وأعبر عن انفعالاتي بصورة طفيلة فجة، وأعامل الناس بطريقة تتأثر بتصوراتي وأوهامي عنهم. طول عمري أعيش ضمن دائرة شخص واحد، ففي الصف الخامس عشت في دائرة معلمتي أعمل التحقيقات عنها وأمارس الوهم والخيال والركض والقفز. منها أستمد مادة الركض.
وفي السابع عشت ضمن دائرة معلمة واحدة هي حياتي يعني أمارس طقوسي منها علما بأنه يوجد أكثر من معلمة في الفصل. وفي الثامن والتاسع عشت ضمن رفيقتي في الصف، عشقتها وهي محور الركض والفرح، كنت أتكلم معها بالهاتف ولا أقول اسمي، وأتكلم بكل شيء يخطر على بالي من السب والبذاءة بالكلام، وكنت أقطع الاتصال وأطير من الفرح وأركض بالمناطق المهجورة وأتخيل نفسي قوي وشجاع. وبقيت على هذه الحالة حتى افتضح أمري. ولكن يا دكتور لا تتخيل سعادتي وسرعتي بالركض عندما أسمع صوتها أو صوت أحد يخصها. كنت أعمل التحقيقات عنها وعن الذين يخصونها لأخذ مادة الركض.
وفي العاشر والحادي عشر عشت ضمن دائرة ممثل أعمل التحقيقات عنه وأجمع أراء الجمهور فيه وأقارن أيهما أحسن، هو ولا غيره؟ ولا تتصور فرحتي عندما أراهم يحبونه.
وفي البكالوريا عشت ضمن دائرة عالم ديني وأعمل التحقيقات عنه واشتريت 150 كتاب لعالم غيره لأرى اسمه وكلامه هو، وعندما قرأت كتابك يا دكتور ورأيت اسمه وثقت فيك وأحببتك. وقلت: دكتور فاهم وشاطر سأتعالج عنده. هنا وثقت فيك.
ومنذ ثلاث سنوات أعيش ضمن دائرة مذيعة ومازلت ضمن دائرتها عندما كنت في العسكرية وآخذ إجازة أول قدومي إلى البيت أشاهد القناة لأطمئن عليها. بقيت على هذه الحالة إلى الآن أجمع صورها، ولا أتابع القناة إلا إذا كانت المذيعة، منها آخذ الروح للقفز.
أنا أقرف من فضلاتي كل صباح لدرجة الجنون. أطول في المرحاض لفترات طويلة، أحيانا لساعتين!
أتجنب كل شيء الدارسة، والكمبيوتر، وأهلي، وكل شيء.
أشعر ببطء عجيب، فأنا لا أعمل شيء لأنه في نظري يستغرق الساعات الطوال. في نظري أموت وأهلي لا يعرفون شيئا عني مهما كان صغيرا، ومستحيل أن يعرفوا عن مرضي.
أشعر بروحي حبيسة لا أستطيع ثباتا في المجتمع وبين الناس، أنا انعزالي جدا. نفسي ألفت أحلامها. أتخيل ما يلذ لي وأطير إليه ملتهب العواطف من خلال منظر أو صورة أو كلمة، أي كلمة أي تصرف مع الآخرين يحتاج إلى وقت طويل جدا، لذلك أتجنبه علما لا أعمل شيء في صغري وإلى وقت قريب، لا ألبس ثياب لها أزرار، أقرف من الزر، ويشعرني بالاضطهاد.
وأشعر أهلي عندما يحتقرونني، ويصيحون علي، وأكون لابس قميص أخلعه من القرف والجنون. أنقهر مجرد أرى أحد يضحك، أعتبره عليّ يضحك، ويسخر مني ويحتقرني.
منذ صغري وإلى الآن عندما أسمع أغاني أفرح وأنطلق إلى الركض في الشارع، والقفز في غرفتي، وأتخيل شغلة في برنامج فيه جمهور، وأطبقه على نفسي (البطل، الفنان، الراقص، المذيع،...) شفت عمار البطل هذا رأي الجمهور في.
مرة كنت أشاهد فيلم قتال مع إخوتي، يتعرض البطل لضرب ذهبت إلى غرفتي النوم وفي الصباح استيقظت وصرت أتقلب كأن أحد يضربني مثل البطل، وأنا في غاية الفرح، بقيت ساعة على هذه الحالة، وكان أخي نائما على السرير الثاني، وفجأة سمعت صوتا من السماء يقول لي: (انتهوا الذين كانوا يضربوك) فإذا أخي صاحي، ويشاهدني من أول ما بدأت!! وهكذا حياتي كلها مواقف من هذا القبيل كلما تذكرت هذه المواقف أشعر بإحباط مزمن.
الأغاني تساعدني في الركض والقفز والحماس أمام الجمهور وأشعر بالمراقبة المستمرة علي من أي شخص لذلك أتصرف وكأنه معي، يمكن بسبب الركض في الشارع ومشاهدة الناس لي وأنتبه لهم فأتصرف كأني مُعصّب من أبي دائما. أقول: (نحن، نحن) وأخاف جدا من قول: (أنا) وأكون بمفردي!
أتخلص دائما من العلاقات مع الناس، وأهجرهم كي لا يكشفوا حقيقة مرضي.
كنت ألدغ بحرف الغين والخاء والقاف، والناس يضحكون علي مما دفعني لأتجنب الكلمات التي فيها هذه الأحرف فكنت مثل الأخرس، ولكن في تسميع المقرر أمام الطلاب أضطر لقولهم فيضحكون علي، وعندها أتدمر من الحزن والاكتئاب والقهر، وأخرج إلى الفسحة، وأركض بسرعة، وأنا أتخيل نفسي أقوى منهم، وأتكلم أحسن منهم.
الآن في 1 آذار عام 2011 لا أستطيع فعل أشياء كنت أفعلها من قبل مثل السباحة، وقيادة الموتور، أما قيادة السيارة فهذا حلم لا أجرؤ على أن أتخيله، وحسبي الله ونعم الوكيل.
لا أستطيع الاستمرار في الحياة! أمل من كل شيء حتى شهادات النجاح التي أخذتها في المدرسة أحرقتها لا أستطيع التكلم بصدق وعفوية وواقعية حتى مع أقرب الناس إلي. أخاف من كل شيء حتى لا أسأل معلمي في المدرسة، أخاف أن يضحكوا الطلاب علي أو يسخر مني. مستقبلي ورائي عمري 24 عام. أنا أقلد الناس في كل شيء.
أطلب الاستشارة من الدكتور وائل أبو هندي حصريا في أسرع وقت، ممكن؟ ومتى نبدأ العلاج؟ وهل هناك أسئلة؟ ماذا أفعل؟ وكيف آخذ موعدا لبدء العلاج عندك يا دكتور وائل؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجوك رد عليّ بسرعة.
03/03/2011
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم، وحياكم الله، شاكرين لك ثقتك بنا، وبموقعنا، وبأستاذنا الدكتور وائل أبو هندي، وبالنسبة لطلبك المشورة، فاسمح لي أن ألخص ما أوردته بعدة نقاط كما وردت في رسالتك وبلغتك، فقد قلت حضرتك:
- إنك تعاني من ممارسة سلوكات غير مناسبة للموقف، وبطريقة اندفاعية.
- إضافة إلى مخاوف وأفكار وصور وسواسية.
- أفعال قهرية متعددة.
- نقص الثقة والرضى عن الذات.
- نقص الثقة بالآخرين.
- قلة الحيوية وسرعة التعب .
- مشاعر ملحة بالسيطرة أو العدوان.
- تعلق قهري في بعض المواضيع والأشخاص.
- البطء الوسواسي.
وعلى لسانك ورد التالي أيضاً:
- ((وأشعر أهلي عندما يحتقرونني، ويصيحون علي، وأكون لابس قميص أخلعه من القرف والجنون. أنقهر مجرد أرى أحد يضحك، أعتبره عليّ يضحك، ويسخر مني ويحتقرني))
- وأشعر بالمراقبة المستمرة علي من أي شخص لذلك أتصرف وكأنه معي.
- لا أستطيع التكلم بصدق وعفوية وواقعية حتى مع أقرب الناس إلي أخاف من كل شيء حتى لا أسأل معلمي في المدرسة أخاف أن يضحكوا الطلاب علي أو يسخروا.
ومن الواضح أخي الكريم، حسب ما ذكرت أن الأعراض في شكلها الأساسي، تعبر عن اندفاعات قهرية، وسلوك وسواسي- قهري، ولكن من الملفت للنظر تفاصيل أخرى ذكرتها حضرتك، وهي النقاط الثلاث الأخيرة التي كتبت لك قبلها أنها كما وردت على لسانك، فهذه الأعراض، وهذا الوصف، قد يدل على أن السلوك القهري تباع لاضطراب أساسي أخر، على الأغلب أنه من الاضطرابات التي تحتاج فعلاً لزيارة طبيب نفساني لتشخيصها، حتى لا نطلق أحكاما مسبقة دون الاعتماد على معلومات دقيقة.
وبالنسبة لطلبك موعد من أستاذنا الدكتور وائل أبو هندي، فسوف أحول الأمر لانتباه الدكتور ليقرر، أو يرشدك لمن تتوجه، مع تشجيعي لك، بأهمية الذهاب لطبيب نفساني لتشخيص شكواك بشكل دقيق، مع حرصك على ذكر كل التفاصيل التي شرحتها في رسالتك، وأكرر لك فإنه كما يبدو مبدئياً، أن الاندفاعات القهرية، ما هي إلا تعبير عن أحد أعراض أحد الاضطرابات الذي قد يكون الوسواس- القهري، مع ترشيحي أنه على الأغلب اضطراب آخر، وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى، شفاك الله وعافاك، ونلت مبتغاك، لك منا كل التقدير.
* ويضيف د. وائل أبو هندي الابن الفاضل أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك أ. يوسف مسلم، فقط أقول لك إذا زرت مصر فيمكنك أن تتصل بنا لتحديد موعد ولكنني أرى أنك تستطيع العلاج في سوريا فلديكم زملاء ممتازون في الطب النفسي يمكنك أن تعرفهم من تصفح المستشارين،
وأخيرا اقرأ على مجانين:
بين الوسواس والفصام تشخيص فارقي
بين الوسواس والفصام: وساوس عاطفية! متابعة2
محمد ما بين الاكتئاب والفصام
بين الوسواس والفصام والله أعلم!
موسوس تائه: بين الوسواس والفصام
بين الوسواس القهري والفصام
ويتبع ........: بين الفصام والوسواس وشرب المتة م