ما هو التشخيص؟
حالة تتعلق بولدي عمره 20 سنة -طالب جامعي-، يدرس في كلية الصيدلة بسوريا، سنة ثانية، ونحن نعمل في السعودية، وهو سوري الجنسية، نشأ الشاب في مجتمع مغلق في دول الخليج ليس لديه أصدقاء. وهو الولد الثالث في الترتيب العائلي:
الأول: معاق بالكامل ويعاني من شلل دماغي منذ الولادة نتيجة نقص أكسجين أثناء الولادة.
والثاني: بنت سنة أخيرة صيدلة.
والثالث: هو هذا الشاب صاحب هذه القصة.
منذ الصغر كان الولد ذكيا جدا، ومتفوقا في دراسته وأكمل دراسته بشكل طبيعي، ولكن أثناء الصغر كنا نلاحظ عليه العصبية والانعزالية، وعدم تأقلمه مع محيطيه، وكنت ألاحظ عليه حركات غير طبيعية لأصابع يديه -أثناء نومه- كأنه يلعب بأصابع يديه وهو نائم إلا أن كل هذا لم يشكل أي مشكل لنا.
أوله: منذ شهرين، كان لدينا زيارة بالسعودية في عطلة جامعية، وحينما سافر إلى دمشق سقط منه جواز سفره بقاعة الترانزيت، وأقلعت الطائرة دون أن يأخذ باله من فقدان الجواز، وعثر على الجواز بعد إقلاع الطائرة، وأبلغ مطار دمشق بذلك إلا أن هناك إجراءات أمنية ووو... في مطار دمشق بسبب فقدان الجواز.
المهم تم التحقيق وتنظيم ما يلزم، وخرج الشاب بعد 3 ساعات من التحقيق حيث لا أدري عن تفاصيله، ويبدو لي أنها كانت صدمة له، وحينما خرج لم يجد حقيبته أيضا، ونظم ضبط مفقود ودخل الشاب بوثيقة دخول على أن يراجع الجوازات بموجبها بعد أسبوع. الذي حصل أيضا أنه فقد هذه الوثائق بعد 4 أيام أثناء سفره داخل سوريا، وكانت الصدمة الثانية له.
ومما زاد الأمر حدة بعد يوميين أيضا تخلى عنه صديقه الوحيد في الجامعة حيث يسكن في السكن الجامعي، بعدها ومن خلال اتصالاتي معه هاتفيا لمست لديه نوع من الهلوسة، والحديث عن مؤامرة من قبل الجامعة ضده، ويبدو فعلا أن الطلبة لاحظوا حالته هذه فسخروا منه، وهذا ما زاد حالته سوءا!
فما كان مني إلا أن اتصلت بالجامعة حيث لعبت دورا سلبيا تجاه هذه القضية. فبدلا من مساعدته بدأ عميد الكلية يجمع تقارير ضده تمهيدا لفصله. فقررت إرسال والدته له على وجه السرعة، وزارت الجامعة، وتعرفت على أساتذته والمخبرين، وقللت من الفجوة بينه وبينهم حيث تفهموا الأمر، وسارعوا إلى مساعدته... حيث إنه لا يعرف كيف يتعامل مع الآخرين، ويساء فهمه دائما، إلا إنه طيب القلب، ولا يحمل نوايا عدوانيه، إلا إنه عصبي المزاج، وسريع النرفزة، وهذا ما يؤدي إلى سوء فهمه.
كما قامت والدته بعرضه على طبيب داخلي متخصص بهذه الحالات، وأجرى له الفحوصات اللازمة، وتحاليل للغدد، ثم بدأ علاجا يتضمن دواء معادل ل زولفيت وفيتامين وبعد أسبوعيين أو ثلاثة بدأ الأمر أفضل حتى قبل بدء العلاج. وقد شكى الشاب أثناء هذه الأزمة من الأعراض التالية عرق، وازدياد ضربات القلب، وشد عضلي، وضيق بالتنفس، ووهن وعدم التركيز، حيث أجرى امتحانات بعد6 أسابيع من بدء هذا المشكل، وكانت نتائجه سيئة للغاية على عكس عادته.
والآن يبدو إلى حد ما هادئ إلا إنه يتسم بالصمت الشديد والحزن، علما بأنه هو من طلب الذهاب إلى الطبيب. وقد تم حل مشكلة الجواز مباشرة حيث قمت باستلامه بنفسي في نفس اليوم الذي فقد، وقمت بإرساله له إلى سوريا، أما الوثائق التي فقدت أيضا لم يعد لها قيمة كون الجواز موجود بقيت كما أرى مشكلة الصديق، والتي تبدو لي هي أصل المشكلة.
يرجى التوجيه، ولكم الشكر،
وهل يستطيع إكمال دراسته في الوقت الحالي؟ وما هي الحلول المقترحة؟
03/03/2011
رد المستشار
السلام عليكم، وحياك الله أخي الكريم، ومرحباً بك في موقعنا.
بالنسبة للاستشارة التي أوردتها سابقاً، ورغم كل ما ذكرته في الرسالة، فقد أشرت حضرتك إلى ما يلي في كلامك (بقيت كما أرى مشكلة الصديق والتي تبدو لي هي أصل المشكلة يرجى التوجيه ولكم الشكر وهل يستطيع إكمال دراسته في الوقت الحالي وما هي الحلول المقترحة)، فطلب حضرتك الاستشارة لموضع "مشكلة الصديق" التي لم تذكر عنها أي تفاصيل، حتى نسترشد قليلاً إذا ما كان ذلك أصل المشكلة أم لا.
الأخ الكريم، أنت وصفت الوضع الحالي للشاب بأنه (حيث إنه لا يعرف كيف يتعامل مع الآخرين، ويساء فهمه دائما، إلا إنه طيب القلب، ولا يحمل نوايا عدوانيه، إلا إنه عصبي المزاج، وسريع النرفزة، وهذا ما يؤدي إلى سوء فهمه)، كما وصفت أنه منذ الطفولة (منذ الصغر كان الولد ذكيا جدا، ومتفوقا في دراسته وأكمل دراسته بشكل طبيعي، ولكن أثناء الصغر كنا نلاحظ عليه العصبية والانعزالية، وعدم تأقلمه مع محيطيه، وكنت ألاحظ عليه حركات غير طبيعية لأصابع يديه -أثناء نومه- كأنه يلعب بأصابع يديه وهو نائم)، وكأنك تقول أن الشاب يعاني من هذه المشاكل من زمن الطفولة، وما يظهر الآن من نقص المهارات الاجتماعية ما هو إلا تتابع للأعراض التي كانت منذ الطفولة، وعندما ذهبت الوالدة لسوريا وعرضته على طبيب -ولم تذكر تخصص الطبيب أو تشخيصه– كان ذلك بناء على طلب ابنك، والذي يبدو عليه حجم شعوره بمشكلته، مع وصفك لأعراض ظهرت عليه في الجامعة بشكه أن هناك مؤامرة مدبرة ضده، ثم تقول حضرتك بأنك لاحظت عليه شيء من الهلوسة.
ولنعد لنقطة بداية شرحك للمشكلة، حيث أن هنالك سؤالا هاما: برأيك أن يضيع شخص ما جواز سفره ثم يضيع أوراق ووثائق بديلة لجواز السفر ألا يحمل ذلك دلالة على شيء ما؟
أما بالنسبة لإكمال الدراسة، فنحن بحاجة لتشخيص دقيق لما يعانيه ولدكم، والذي قد يكون على الأغلب أحد أشكال اضطرابات الشخصية، مع احتمال بأن يكون شكلا من أشكال الاضطرابات النمائية في الطفولة أو أطياف هذه الاضطرابات.
وبناء على معرفة التشخيص الدقيق، يكون التنبؤ بالمسار المرضي بما فيه المآل، وبالتالي معرفة مدى قدرة ولدكم على أكمال دراسته، وأسمح لي أن أشكرك كثيراً على التواصل معنا، راجياً أن تزودنا بمزيد من التفاصيل لحسن الاسترشاد بها، ووفقكم الله.