هما كلمتان:
وصلت لأن أفكر في الانتحار!
27/2/2011
رد المستشار
من منا لم تراوده أفكار الموت؟ أو عدم الرغبة في الحياة. وإن كان مؤمنا يقول بينه وبين نفسه (يا سلام لو تيجي من فوق, مش كفاية كده يا رب, بس أنا مؤمن مش هأعمل كده في نفسي). ولا يدري الكثير من الناس أننا نقوم بالانتحار البطيء فعلا.
من منا لم يمل من حياته, وهو يتساءل عن عبثية تلك الحياة, إننا نولد, نعافر أو نكافح, نأكل, نتزوج, نتواد ونموت؟؟
ألذلك خلقنا... هل هذه هي خطة المولى القدير لنا؟؟ هذا هو الفخ الذي يقع به مواطنون البلاد المتقدمة التي لا تؤمن بالله ولا بالبعث ولا بالحساب والجنة والنار.. إن منتهاه هي هذه الحياة التي يعيشها.. إنه يجد نفسه وقد حقق كل ما يريده من أموال ومنزل فخم ووظيفة بلغ فيها طموحه وعلاقات مفتوحة, فيقع في ذلك السؤال العبثي.
لماذا سأعيش أكثر من ذلك؟!!
وهذا هو الفارق بيننا وبينهم. إن ديننا يجعل لحياتنا هدفا أكبر من أنفسنا ومن حياتنا الضيقة..
قال تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر: 10] (مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) [الحجر:85]، وفي الحديث الشريف عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن لله عبادًا خلقهم لحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك هم الآمنون من عذاب الله)**. وغير ذلك الكثير الذي يجعل للإنسان المؤمن يعلو عن حياته الخاصة، ومتاعبه الشخصية، ويركز على الهدف الأكبر منه كشخص والغاية من وجوده كإنسان. (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات:56] وفي التوجيه النبوي أن العمل عبادة.
كل ذلك يدعوك صديقتي أن تكبري عن حياتك الشخصية وتركزي على الهدف الأكبر من وجودك، وقد قال المفكر الكبير مصطفى محمود "إن الحياة لأجل لقمة العيش عبث لا معنى له" وهو يريد بذلك أيضا تذكيرك بقيمتك كإنسان. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل ابْن آدم خطاء، وَخير الخطاءين التوابون) أخرجه الترمذي
إن وجودك في تلك الحياة ليس اختيارا.. ولكنك بالتأكيد تختارين كيف تعيشين, والسلام.
** الحديث ضعيف