لا أجد طعمًا للحياة
السلام عليكم؛
جزاكم الله خيرًا جميع القائمين على هذا الموقع. صراحة لم أستطع اختيار عنوان مناسب للاستشارة، لأن مشكلتي غير منحصرة في شيء معين، وفي أوقات كثيرة أشعر أني لا أدري ماذا أريد، سأحاول كتابة ما أشعر به لعلني أجد إجابة شافية لديكم.
كل ما أعرفه أني منذ صغري لست راضية عن حياتي (منذ الطفولة) أشعر بكبت فظيع، كنت طموحة جدًا، ولدي طاقة، وحب المنافسة، لكن أشعر حاليًا بأني ميتة ولا رغبة لي في أي شيء، تحولت للنقيض تمامًا، كرهت الناس جميعًا وبالذات أهلي، لا أشعر بالانتماء للأسرة، باختصار: أشعر أني مجرد "كمالة عدد"، لا أقوم بشيء سوى الأكل والشرب والنوم، هذه الحالة كانت تنتابني من الطفولة، لكن الذي كان يخفف من حدتها انشغالي بدراستي، أو بمعنى أصح: كنت أتشاغل بدراستي لأهرب من شعوري هذا، وحققت تفوقًا دراسيًا، وكنت دائمًا ما أنعت بالطالبة المثالية من شدة اجتهادي وتميزي (لكن لم يكن هذا الاجتهاد والتميز إلا محاولة للهروب مما كنت أشعر به من نقص).
وعندما أكملت دراستي الجامعية ولم أحصل على وظيفة أصبحت فريسة للاكتئاب، لم أعد أجد طعم لأي شيء، وكلما حاولت أن أجد لنفسي نشاطًا لا أستطيع إكماله، أشعر بملل فظيع، حاولت تطوير نفسي في نفس تخصصي (برمجة كمبيوتر)، لكن كلما حاولت ذلك أتوقف، ليس لدي دافع لعمل شيء.
مشكلتي لا تنحصر هنا فقط، أساس مشكلتي هي مع عائلتي منذ الصغر، علاقتي بوالدي متوترة جدًا لا أحب مجالسته ولا الحديث معه، طبعًا السبب يرجع لأفعال يقوم بها تزعجني جدًا، أخجل من كتابتها، ولكي أتفادها أتجنب جلوسي معه، لكن هذا أثر في نفسيتي بشكل كبير، فأنا لا أشعر بأبوته، ولا أتعامل معه إلا من باب المجاملة والخوف من الوقوع في العقوق، وهو يشعر بذلك وقد صارحني به.
كما أن علاقتي بجميع أخوتي سيئة، أشعر بالانتقاص، دائمًا يقومون بأذيتي بالكلام والأفعال، طالما حاولت التقرب منهم لكن دون فائدة، كنت أغالط نفسي وأقنعها أن المشكلة نابعة مني، مستحيل أن أكون أنا على صواب وأخوتي كلهم على خطأ. لكن بعد أن تأكدت أن كل ما يقومون بفعله تجاهي عن قصد وحسد وغيرة بشهادة كثيرين، فضلت الانعزال، لأن نفسيتي تتعب عند مخالطتهم. أرى نفسي بلا أسرة، الشخص الوحيد الذي أشعر بحبه لي هي أمي.
كنت دائمًا لا أحب أن يغضب مني أحد، ولا أحب إدخال الحزن على أي شخص، ولا أتحمل فكرة أن شخصًا ما حزين بسببي، كنت شديدة النكران لذاتي، لكن الآن تحولت للنقيض تمامًا، لا يهمني أحد، ولا أسعى أبدًا لإرضاء أي شخص.
مشكلة أخرى تواجهني في خطوبتي، أشعر بفتور شديد بالنسبة للزواج، ولدي مخاوف من الفشل، ولا يعني لي الزواج شيئًا سوى أني من المفترض أن أتزوج وأبني بيتًا، خاتمي لا أحب ارتداؤه، أرى جميع الفتيات سعيدات بفترة الخطوبة والتجهيز، أما أنا لا أجد شيئًا مفرحًا، وكثيرًا ما كنت أفكر بفسخ الخطوبة.
علاقتي بربي سيئة جدًا، وأخاف أن أكون من المنافقين، أحيانًا أحافظ على صلواتي ووردي والذكر، وأحيانًا أترك كل شيء، حتى العبادة لا أستطيع الاستمرار عليها، وهذا يتعبني جدًا.
أخشى أن أكون لم أستطع إيصال ما أشعر به، عندما بدأت الكتابة لم أستطع كتابة ولا عشر ما أشعر به وأعاني منه.
أنا فاقدة الأمل في أسرتي، ولم أكتب لكم عنها إلا لتتضح الصورة لديكم، كتبت لكم فقط لأني أريد حلًا لما أنا فيه من عدم استطاعتي لإكمال حياتي العملية بنجاح والمحافظة على علاقتي بربي. أرجو مساعدتي
ولكم جزيل الشكر
17/03/2011
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلًا بك يا زينة؛
قد استطعت إيصال معاناتك تمامًا لنا، معاناة مؤلمة جدًا، لكن حلها بسيط، أنت فتاة طموحة، وحساسة، رسالتك مليئة بالمشاعر الحزينة اليائسة الفوّارة، حتى خانات البيانات ملأتها بطريقة يائسة، وكلماتك تصف حالة من:
1- فقدان المتعة والأمل: (لا أجد طعمًا للحياة..، أشعر بفتور شديد بالنسبة للزواج..، أما أنا لا أجد شيئًا مفرحًا..، وكثيرًا ما كنت أفكر بفسخ الخطوبة، أنا فاقدة الأمل في أسرتي).
2- احتقار الذات: (كل ما أعرفه أني منذ صغري لست راضية عن حياتي..، لا أشعر بالانتماء للأسرة، باختصار: أشعر أني مجرد "كمالة عدد"...، لكن لم يكن هذا الاجتهاد والتميز إلا محاولة للهروب مما كنت أشعر به من نقص..، وأخاف أن أكون من المنافقين).
3- عدم الرغبة في العمل: (لكن أشعر حاليًا بأني ميتة ولا رغبة لي في أي شيء..، لا أقوم بشيء سوى الأكل والشرب والنوم..، وكلما حاولت أن أجد لنفسي نشاطًا لا أستطيع إكماله..، ليس لدي دافع لعمل شيء).
4- التردد: (أشعر أني لا أدري ماذا أريد).
5- أفكار سلبية عن الحياة والناس استرجاع الحوادث المحزنة والمؤلمة وعيش تفاصيلها: (العلاقة الأسرية لديك وسلبياتها كلها).
6- تراجع العلاقة مع الله تعالى: (علاقتي بربي سيئة جدًا، وأخاف أن أكون من المنافقين، أحيانًا أحافظ على صلواتي ووردي والذكر، وأحيانًا أترك كل شيء، حتى العبادة لا أستطيع الاستمرار عليها، وهذا يتعبني جدًا).
هذه الحالة التي تعانين منها تسمى الاكتئاب، وهو حالة من الحزن العميق، وفقدان الأمل، وزيادة الحساسية والتعب، وقلة الرغبة في أداء الأعمال، والتردد، وقلة الثقة بالنفس، ونقصان في الرغبة الجنسية، واضطراب الأكل والنوم...
ويبدو أنك على درجة من الاكتئاب تحتاج إلى استشارة طبية متخصصة، فلا بد لك من الذهاب إلى الطبيب، لإعطائك العلاج المناسب لتصحيح الاضطراب الحاصل لديك في الناقلات العصبية، وإخراجك من هذه الحالة، وسوف تجدين فرقًا كبيرًا بإذن الله تعالى بعد فترة قصيرة من انتظامك على الأدوية.
ومن المفيد والضروري، أن يكون طبيبك ممن يحسن العلاج المعرفي السلوكي، ليساعدك على التخلص من مشاعرك السلبية تجاه نفسك وأسرتك.
لا تخافي الآن من تقصيرك وقلة رغبتك في العمل والسعي والطاعة، فأنت في حالة صحية تعذرين فيها، ويطلب منك فقط السعي في مداواتها بذهابك إلى الطبيب، وحينما تتحسن الأحوال ستجدين نفسك تهبين للعمل وتعودين إلى ما كنت عليه من نشاط وهمة عالية.
اقرئي على مجانين:
القصة القديمة
لم أحصل ما تمنيت هل أنتحر؟ متابعة
مهندس مكتئب
يارا والاكتئاب المزمن
لماذا الزواج؟- مشاركة (3)
لماذا الزواج تعليق على مشاركة
عيب يا دكتور الاكتئاب له علاج
مع تمنياتي لك بالشفاء العاجل، وطمئنينا عن أحوالك بعد الذهاب إلى الطبيب.