مشكلتي هي الرجال
مشكلتي هي الرجال، هكذا أحب أن أبدأ مشكلتي، ولكن في البداية أحب أن أعرفكم بنفسي أنا فتاة في الحادية والعشرين لدي أخ يكبرني بتسع أعوام وأخت تكبرني بعشرة أعوام، أمي في الخمسين ووالدي في السبعين ونعيش بالإسكندرية. وهناك حادثتان مررت بهما في طفولتي لكي أكون أكثر تحديدا ووضوحا الأولى عندما كنت في الرابعة، كان لنا منزلا في كفر الشيخ وكنا نذهب له بين الحين والآخر وفي يوم من الأيام خرجت لأشتري بعض الحلوى وفي طريقي للعودة اعترضني بعض الفتية تتراوح أعمارهم بين الثالثة والسادسة عشرة وبالنسبة لطفلة مثلي في الرابعة فقد كانوا طوالا جدا، اقترب أحدهم مني وقبضت يديه على ذراعي وقبلني من فمي، وعندما أفلتني هرعت جارية للمنزل وأنا اسمعه هو وأصدقائه يضحكون (ويعلم الله إنني وأنا أكتب ما أكتب لازلت أسمع رنين ضحكاتهم على الفتاة الصغيرة الضعيفة المذعورة) وعندما دخلت للمنزل كنت شبه في صدمة عصبية وكنت ارتجف جدا وأخبرت أختي وبالطبع أخبرت أمي وأمي قامت بدورها وأخبرت أبي، ونمت أنا، ثم أيقظني والدي ليريني بعض الفتية في الشارع ليسألني هل هو أحدهم؟ فأجبته بأنني لا أعرف، وأنا فعلا لا أعرف فعندما استيقظت نسيت شكله تماما كل ما أذكره هو طوله، ومرت الأيام وتلاشى الموضوع من ذاكرتي تماما تماما لا أذكره مطلقا، حتى أيقظت ذكراه أمي دون أن تدري وكنت حينها قد كبرت ومع ذلك عاودتني ذكرى ضحكاتهم وقبضة يديه وأنفاسه وهي تحرق وجهي.
الحادثة الثانية كنت حينها في الثانية عشرة أو الحادية عشرة تقريبا، المهم إنني كنت عائدة من المدرسة وكانت هناك مظاهرة تسد الشارع المؤدي لمنزلي وكنت ساذجة من هذا النوع الذي لا يعرف سوى شارع واحد مؤدي لمنزله... فوقفت عاجزة لا أستطيع المرور فجاء رجل في الثلاثين ملتحي وقام بجذبي وسط الجمع وهو في وجوم وقال "تعالي معايا أنا أعديك" واستسلمت ليده الموضوعة على كتفي ليقودني لأعبر، حتى الآن لا مشكلة، ولكنني فوجئت بيده تنزلق من على كتفي وتعبث بصدري في حركات سريعة وللحظات سريعة قصيرة وإذا بي قد خرجت من الزحام واختفى هو تاركا لي أسوأ ذكرى في حياتي، ألوم نفسي كثيرا لأنني لم أبعده، لم أكن صغيرة جدا ولم أكن فتاة الرابعة ولم أخبر أحد أبدا بذلك.
أبي... هو شيخ ومعلم أزهري ولا يمت للأزهر بصلة، فلم أره يوما يخطئ ويصلي، ولا مرة واحدة، سليط اللسان وتعودت أن أسمع شتائمه لأمي التي لم تكن ترد عليه في البداية ثم تحولت هي الأخرى وأصبحت ترد الشتيمة بمثلها وأشعر بأنني أكره الاثنين في هذه الأوقات فهم على حالين إما خرس زوجي أو شجار دائم وأنا لا أتحمل الصراخ وأكره الصوت العالي جدا، لم يكن له دور في تربيتي أنا وأخوتي سوى أنه صرف علينا، هو رجل انطوائي في غرفته دائما لا أصدقاء ولا أهل، أنه حتى لا يسأل على أخوتي بعد أن تزوج كل منهما، بل أنه يعتبر أن من يتزوج يسقط من دفاتره، ولا عجب، فلم يكن من الأصل يرغب بالأبناء فهو رجل حر تزوج ثلاثة وطلقهن قبل أمي وكان يطلقهن بعد أن يتأكد أنهن لسن حوامل، ويرميهن بعد أن يتنازلن عن جميع حقوقهن، وكانت أمي الرابعة والأخيرة التي حاول إقناعها عندما حملت بأختي أن تسقط جنينها ورفضت ذلك، كل هذا حكته لي أمي ولا أحد يعرفه من أخوتي.
كل هذا ليس هاما أنا أعرف إنه ليس زوجا مثاليا وليس أبا مثاليا... ولكنه ليس رجلا متحلي بالفضائل أيضا، شيخ هرم يشاهد الأفلام الإباحية وكلنا يعرف هذا، شيء فظيع محطم بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وكنت أتمنى أن نكون مخطئين ولكنه طلب مني أن يتعلم على الكمبيوتر وعندما فتحته وجدته لا يريد سوى الإنترنت فعلمته كيفية التصفح ووجدته يسألني كيف يشاهد الفيديوهات وكيف يطلب أفلام أجنبية وهذا دعاني للشك في رغبته وكذلك أحست أمي لأنه بدأ يفعل كالمراهقين ويجلس أمام الكمبيوتر في المساء عندما نكون نائمين (أعرف أنه ليس من حقي أن أحكم عليه وليس من حقي أن أعرف ما يفعل هو حر) ولكن دعاني الفضول ففتحت تاريخ التصفح لأتأكد، وتأكدت أنه لا يجلس سوى لمشاهدة الأفلام والمواقع الإباحية. وسقط من نظري تماما حيث لا عودة، وبدأت أتحدث معه بعصبية ولا أستطيع أن أعيد احترامه، انتهى... وكل هذا غير مهم.
المهم هو الحلم، الكابوس، أسوأ كابوس راودني، حلمت بأبي وأمي وكان يريد منها شيئا عنوة فذهبت أنا بدلا منها عن كراهة ففعل معي شيء سيئا جدا واستيقظت فزعة، أعرف إن هذا نتيجة لأفكاري التي أكتمها وأعرف إن عقلي الباطن وجد متنفسه وأنا نائمة ولكنني لا أريد أن أفكر ثانية في الموضوع ولا أريد أن أحلم به. وتتفاقم مشكلتي، أصبحت أكره كل الرجال على الأرض، ليس بسبب أبي فقط، بل بسبب أخي الذي زنا مع زوجته قبل الزواج، وزوج أختي (دلوع ماما) الذي أمره بابا بألا تعمل أختي فأطاعه وزوج خالتي الذي تركها وسافر ولا يأتي إلا كل فين وفين، وزوج خالتي الأخرى التي كانت تكسر الأشياء عندما يتشاجر معها فقال إنها مجنونة وأقنع أبنائها بذلك، وغيرهم الكثير، إما متسلط أو دلوع أو شبق أو قاتلي طموح. الآن حينما يتقدم لي عريس أرفض للرفض ليس أكثر ولا أقل.
أنا لا أريد الزواج أبدا ولا أريد الإنجاب أبدا أبدا، وأقول للجميع أنني لن أتزوج بل سأكمل الماجستير والدكتوراه وأعمل وهذه هي حياتي ولن أتزوج أي شخص يفرض نفسه على ويقتل طموحي. كل هذا يظهرني ضحية بريئة، والحقيقة إنني لست بريئة تماما، فمع كراهتي للرجال ومع إنني اخترعت نظرية الوهم (التي تقضي بأن كل المشاعر الإنسانية وهم وبذلك نستطيع التغلب عليها، فأنا أقوى من كل شيء، وكنت أطبقها على أشياء بسيطة مثل الحر والبرد والخوف وهي ناجحة ثم جئت وقلت أن الحب أيضا وهم فجادلتني صديقتي وقالت أن حب الأم لابنها ليس وهما، بالفعل ليس وهما فلا فكاك منه، فقررت إنني كنت أعيش في وهم الوهم، أي أنني كنت أقول أن الحب وهم لأوهم نفسي فلا أقع في هذا الحب أو هذا الوهم) المهم مع كل هذا وكل نظرياتي ومع إنني لم أحب أي رجل ولم أصادق أي رجل ولا حتى زملاء الجامعة، بل أنني إذا تكلمت مع شخص ما بشكل جيد لابد إن أتكلم معه بشكل حاد في المرة التالية فلا يكلمني ثانيا مطلقا ولم أكن أتعمد إنه شيء تلقائي وأنا سعيدة بذلك فالجميع (يعمل ألف حساب قبل ما يكلمني)..
مع كل ذلك تتحكم في مشاعر خلقها الله في بحكم كوني أنثى، فإذا أعجبني رجل تخلو نظرتي من أي رومانسية ولا أعتبره إعجابا كما تقول الفتيات بل هي شهوة، شهوة صرفة تصرف عيني عن جمال عينيه وشعره إلى أشياء أخرى لا دخل لها بالحياء الذي أبدو عليه، واحتقر نفسي ونظرتي الرجولية للرجال أقصد نظرتي الشهوانية للرجال، بل إنني أصبحت أحب أن أرى مظاهر الشذوذ بين الرجال، فقط أن أرى رجل يقبل رجل بشهوة هذا يكفيني وربما أبحث بنفسي عن أي مظهر شاذ كهذا ولكنني لا أتمادى في الأمر فسريعا ما أشعر أن الله يراقبني وسريعا ما أشعر بالإعياء لأفكاري فأتركها، واحترت في هذه الرغبة واحترت لما تثيرني لهذه الدرجة بدلا من أن تثير في نفسي التقزز، ولماذا أفكر بتلك الطريقة التي تخلو من العفة وكيف أصل لعفة القلب؟؟ أعرف إن عفة اللسان والمظهر شكلية (والرك على اللي جوه) احتقر نفسي أكثر لذلك، احتقرها ثم احتقرها ثم احتقرها ولكي لا يذهب خيالك بعيدا فأنا لا أمارس العادة السرية... أخاف الله كثيرا، وأعرف أن عيني تلك التي رأيت بها هذه المشاهد اللحظية بين الرجال سيأكلها يوما ما الدود في التراب، هذا من جانب ومن جانب آخر أنا لن أدني بإنسانيتي وأفعل هذا الفعل المخجل (إن الحيوانات لا تفعله فما بالك بالإنسان!!)
ولأخذ العلم أنا لست من المتشددات دينيا أنا فتاة عادية أرتدي ملابس محتشمة وحجاب طويل وأصلي أحيانا وانقطع كثيرا. وأضف إلى كل هذا مشكلة الاغتراب، نعم.. قرأت عنها في كتب الاجتماع وهي أفضل ما يصف حالتي .. أشعر إنني لا أنتمي لهذا العالم ولا أريد أن أكون فيه. الجميع يقولون إنني وكأنني من العشرينات ولست من هذا الجيل، أنا لست أيضا من هذا المجتمع، كنت أقول لأمي إنني أريد أن أعيش في مدينة أفلاطون الفاضلة، ثم تراجعت عما قلته سريعا لأنها إن وجدت وعشت فيها سأكون أنا العنصر الفاسد الذي ينجسها وأشعر إنني أريد أن أسافر بعيدااااااااااااااااا جدااااااااااا.
وصفاتي كما يراها الناس مؤدبة، ذكية، جميلة جد، دمي خفيف، متفوقة دراسيا ويقولوا أنني مثقفة فأقول إن معرفتي بشيء لا يعرفه من حولي لا يعتبر ثقافة إنها محض الصدفة فهم أيضا يعرفون ما لا أعرف والفارق الوحيد أن معرفتي من الكتب ومعرفتهم من الحياة، قوية الشخصية جداااااا بل أحيانا يقولوا إنني شريرة كنوع من المزاح لجديتي في الأمور وتعاملي القاسي، يقول البعض أنني لست رومانسية بالمرة ويقول آخرون إن داخلي رومانسية مدفونة وأرى أنا أن الحب ضعف ربما ضعف لذيذ لكنني في غنى عن لذته تلك فلن أضعف أبدا.. وتقول أمي إنها تمنتني رجلا لأنني أقوى أخوتي في الشخصية وأصارحك أنا أيضا تمنيت أن أكون رجلا، طموحة جدا وأكتب الروايات (وهذه ليست إحدى رواياتي فأنا لا أتخيل ولا أصنع وهما وليس لدي وقت لأمازح أحداً)، عصبية وعصبيتي تجعلني أخطأ في من حولي، لست اجتماعية، مدللة من أسرتي، وربما مشكلتي هذه هي أحدث صيحة في التدليل وأعرف أن هناك من يعانون أضعاف أضعاف ما أقول، ولا أعتبرها معاناة بل مشكلة قد تعترض طريقي وقد تضللني عن الصواب، أريد تحليلا دقيقا لو سمحتم. أطلت كثيرااااااااااااااااااااااااا عذرا فأنا لن أحكي كل يوم حكايتي، وشكرا مسبقا للاهتمام.
17/03/2011
رد المستشار
الأخت الفاضلة، أسمحي لي أن أرحب بك على استشارات شبكتنا، ممتنا وشاكراً لك صراحتك وتواصلك، ومشجعاً لك على البقاء على تواصل، وبالنسبة لما شرحت في وصف شكواكِ، فهي أوصاف ملفتة للنظر، خصوصاً عندما تصفي الطفلة البريئة ابنة السنوات الأربع، وما تعرضت له من إساءة، على الرغم من التفاتي لمعلومة هامة، وهي ما أود السؤال عنه، فيبدو أن والدتك تتعامل مع الأمور بشكل يترك عميق الأثر بك، ويبدو أن تجربة بنت الرابعة لم تترك لتذهب في حال سبيلها، فتعامل أمك مع خبرتك تلك، جعل لها أثر كان من الممكن أن لا يكون، فهل تؤكدين ذلك؟؟، لأن جوابك بنعم سيفسر الكثير مما تقولين وتوصفين، فهل طبيعة علاقتك بأمك تؤثر سلباً؟، أرجوا أن تنتبهي لذلك فقد يكون به مفتاح المشكلة.
أما بالنسبة لتجربة بنت الثانية عشرة، والتي قد تعتبر طبيعية في بعض الأحيان، ولكي أكون صادقاً معك، فهذا الأمر تمر به كثير من البنات، للأسف أن هذا صحيح، و أن هنالك تحرش في البنات والأولاد يتم في كل لحظة، وبعدد مؤسف، ولكنه واقع في مجتمعنا، ومن الممكن أن من يتعرض لذلك سيتجاوزه، خاصة إذا لم يعر الأمر اهتماماً كبيراً، لكن الواقع أن ذلك يترك الأثر الكبير للوم الذات، وقد يكون لوم الذات من أصعب المشاعر التي تترك الأثر الكبير في نفس الإنسان، وعلى الأغلب تولد الشعور بالاغتراب؛
نعم الاغتراب الذي تحدثت عنه ((كأنه نفسنا زعلانه منا)) فالاغتراب والغربة الداخلية، تأتي بعد صراع داخلي كبير، ولك أختنا الفاضلة، أريدك أن تتأكدي أن ما حدث لم يكن ذنبك، لقد كنتِ ضحية لعملية تحرش، ولأن الأمر فعلاً صدمة، وليس أمرا اعتياديا يمر به الإنسان كل لحظة، فاستجابتك بأنه لم تصدر ردة فعل هي استجابة طبيعية، فهذه صدمة للحظة لا تعطي الإنسان فرصة الرد، أو التصرف، لكنه حين يعاود التفكير بهذه الخبرة مرة أخرى ولا يكون تحت الصدمة اللحظية، نراه يستطيع التفكير بردود فعل، فيلوم نفسه لماذا لم يتصرف هكذا في حين لحظة التحرش، مع اتفاقنا أن هذه اللحظة لم تكن واردة في الحسبان حين واجهها، ولم يكن الإنسان قد أعد نفسه وحضر ردوده، بالإضافة إلى أثر الخوف، وحتى لو شعرت لحظياً بلذة في لحظتها فلا تلومي نفسك، فهذا قد يكون طبيعياً، والمهم هنا أنك الضحية، ولست الجانية، وأنك تفاجأت بما حدث وهذا ما جعلك لا تستطيعين الإتيان برد فعل مناسب، ونحن كاختصاصيين نسمع عن ذلك كثيراً نطمئنك بان ردة فعلك طبيعية، ولكن لا تلومي نفسك أكثر، فيكفي ما حدث في تلك اللحظة، ولا تتوقعي من نفسك وتفترضي أنك كان لزاماً عليك التصرف بطريقة ما فما حصل حصل وما كان كان، ومهما فكرت فلن يكون بغير تلك الصورة.
أما بالنسبة لنظرتك للرجال، فمن الصعب أن ترى البنت نموذج الأب الحامي والمحتضن ومصدر الأمان والقدرة يسقط من نظرها، وهذا يترك عظيم الأثر في ردة فعلها اتجاه الرجال، فتلاحظ ما يحدث حولها، وتركز على كل ما هو سلبي في الرجل، وهنا نرى الصراع الدائر، بين رغبات الأنوثة، ورفض الرجل وذكورته، فردود فعلك النفسية على نموذج الرجل كبيرة، وحدية على ما يبدو، وصراعك مع أنوثتك التي تحاولين رفضها في داخلك يؤجج الصراع أكثر، فأنت كأي فتاة طبيعية لك شهوتك الطبيعية والتي هي حق لك، ولكن النموذج الذي من المفترض أنه من يجب أن يلبي هذه العواطف قد أسقطته من حسابك، وبالتالي لم تعودي تنظري لهذا النموذج على أنه الشريك الطبيعي، والراعي الطبيعي لمشاعرك، والمحقق الطبيعي لرغباتك؛
ونعود لأمك فيبدو أن كلامها يلعب دوراً كبيراً في حياتك، وأرجو منك ملاحظة ذلك، فهي كانت تريدك رجلاً حتى تمنيت أنتِ أن تكوني رجلا، لكن انتظري لحظة، أنت ترفضين أن تفكري بالرجل كطرف مكمل لك لقضاء رغباتك، لكن تريدين أن تكوني ذلك الرجل؟؟ الرجل الذي ترينه بعيون تجربتك ((إما متسلط أو دلوع أو شبق أو قاتل طموح)) هكذا وصفت الرجل، وأكرر على موضوع الشعور بالرغبة، فمن الطبيعي أن تشعر النساء برغبة تجاه رجل كنموذج رجل، ذلك شيء لا يمكن منعه، ومن يحاول منعه كأنه يطلب من شخص النزول في ماء البحر دون أن يبلل نفسه، فلا أحد يستطيع أن يمنع شيئاً طبيعياً من طبيعة الخلق و الخلقة، ولكن يبدو تناقض الرغبة ونموذج الرجل الذي سقط من عينك، قد لعب دوراً في تفسير توجهك تجاه الرجل، هل يجعلك تفكرين بالانتصار على الرجل من خلال رؤيته مع رجل آخر؟، أو أن تري الرجل في وضع يفقده الرجولة؟ هذه أسئلة تستحق الإجابة فقد تحمل تفسيراً للمشاعر المتناقضة.
ونقطة أخيرة، هل تميلين للتفكير بطريقة كارثية؟ أي تجعلين من الحبة قبة أحياناً، أكيد أنا لا ألومك لكن أدعوك للتفكير في طريقة تفكيرك تجاه الأمور، وخصوصاً بسبب طريقة وصفك للأمور خاصة (شيء فظيع محطم بكل ما تحمل الكلمة، إنني لا أنتمي لهذا العالم ولا أريد أن أكون فيه، وأرى أنا أن الحب ضعف ربما ضعف لذيذ لكنني في غنى عن لذته تلك فلن أضعف أبدا، أنا لا أريد الزواج أبدا ولا أريد الإنجاب أبدا أبدا)، وكأنك تقولين أن هذا العالم فظيع، وترفضين هذا العالم، وأن الحب ضعف، وترفضين الشعور به، وأن الزواج و الإنجاب كارثة الكوارث، لذلك عزفت عنه؛
لا نلومك فقد تترك تجارب الحياة عميق الأثر، لكن عميق الأثر ذلك قد يصبح سبباً في ألم أعمق حيث أنه يغطي عينينا عن كل شيء آخر، فلا نرى العالم إلا من نظارة تجربتنا، وتذكري مهما كان ما يفعله والدك، فهو خيارك، وقد رأينا والد إبراهيم عليه السلام يكفر بالله، ويحق ابنه في النار التي صارت برداً وسلاماً عليه، فالناس كما هم وليس كما نريد، ولهم خيارتهم وليس خيارنا نحن، الإنسان في هذه الحياة كلاعب كرة، أنت جزء وفرد من فريق لكن لكل لاعب من فريقك طبعه الخاص وطريقته، وهنالك دائماً في اللعبة فريق خصم، ويدور اللعب على أرض ملعب له قوانينه التي وضعت، ولا نستطيع دائماً تغييرها، كل ما في دنا زيادة لياقتنا، وشحذ مهاراتنا، واللعب بكفاءة، وتحسين شروط الفوز، أحداث الحياة كلها كرة مستديرة تتدحرج، من يصنع الهدف ليس الكرة، لكن اللاعب الذي يوجهها، فاحتمال أن تدخل الكرة بنفسها في المرمى شبه مستحيل، لكن اللاعب الكفء هو من يحقق أفضل أهداف من مهارته في التعامل مع هذه الكرة، أحداث الحياة كروية، ونحن لاعبون، فكيف نستطيع تحسين شروط اللعبة؟
اقرئي على مجانين:
مضطربة: عواقب التحرش الجنسي
ليلة دخلة لم تكتمل: عواقب التحرش!
سؤال مهم تحرش وعواقب!
وفقك الله وسدد خطاكِ، تواصلي معنا دائماً، مرحبين بك في أسرتنا في موقعنا، وخصينا بخالص دعائك.
ويتبع >>>>>>>>>>>>>: مشكلتي هي الرجال! ديني وقلبي وأسرتي م
التعليق: أرجو التواصل مع صاحبة هذة المشكلة بعد موافقتها إن أمكن فأنا أراها إنسانة ممتازة بمعني الكلمة وأريد أن أتقدم لها اسمي عمرو من الإسكندرية إيميلي .................@yahoo.com