السمنة مجددا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بداية أشكركم جدا على مجهودكم المتواصل في هذا الموقع الممتاز، والذي من خلاله تعلمت كثيرا جدا عن النفس البشرية، وباختصار حرصا على وقتكم، أنا قرأت كثيرا جدا جدا جدا عن السمنة، ولكن لم أصل لأصل الإجابة التي يستكين لها قلبي، ويطمئن إليها حتى أمتنع تماما عن السمنة التي تدمر حياتي.
أنا وزني 110 وطولي 170. والسؤال: لماذا لا أحب أن أكون أفضل صحيا وشكليا؟؟ لماذا أفضل الطعام وأحبه أكثر من صحتي وجسدي؟؟
هذه هي باختصار رسالتي التي سأكتبها أسفل هذا السؤال، والذي إن لم تقرؤه نظرا لوقتكم وجهدكم، فإني أقدر هذا، وإن قرأتموه فلكم جزيل الشكر، وجزاكم الله خيرا.
مع الملاحظة أني قد راسلت الدكتور وائل من قبل ولكن لم أجد إجابة.... سأبدأ حواري سريعا: مشكلتي مع البدانة عمرها من عمري 24 عام، والآن ستدخل على عامها ال25، وأنا قمت بزيارة لعيادة الدكتور وائل من قبل ولكن الحق أقول لم يكن لقاءا مطولا، وأنا سافرت للكويت مع أهلي، وأيضا للبحث عن عمل.
تخرجت من الكلية منذ حوالي 3سنين، ومنذ هذا الوقت عملت أن يكون كل وقتي للتخسيس فقط، ولكن لم أكن أريد التخسيس السريع الذي كنت أقوم به كل عام. في كل عام كنت أقوم في إجازات الدراسة بعمل حمية قوية سريعة أصل فيها إلى أن أفقد من 20 لـ 30 كيلو وأستردهم ثانية في ما يقل عن شهر، لا يزيد عن شهر.
حاليا وزني 110 وأنا وزني المعتاد كان من 4 سنين 95 وطولي حوالي 170، كان أقصى معدل لوزني هو 110 الذي أنا عليه الآن, ولكن أحب أن أنوه إلى أنني عندما تخرجت كنت وصلت إلى120.
بعد التخرج قررت قرارا نهائيا أن يتم استئصال عملية السمنة من جذورها، ففكرت أنه يمكنني أن أجري عملية شفط الدهون، ثم تدريجيا سأحب وأعتاد على شكلي الجديد، وسأكره شكلي وأنا في حالة السمنة. وهذا ما أتمنى الآن أن أقوم به فعلا. ولكن حقيقة خفت جدا من القيام بهذه العملية لأني رأيت أمامي حالتين مقربتين أجرتا العملية في أماكن محترمة جدا أي مستشفيات خاصة جيدة جدا، ومع ذلك كان لها آثارها الجانبية الغير المطمئنة، فمعظم من عرفتهم أصبحوا في العناية المركزة ما يزيد عن شهرين، فصرفت النظر نهائيا عن أي عملية، وخصوصا أني كنت ذهبت لدكاترة باطنة، وقالوا إن جسمي لا يستدعي عمليات.
بحثت عن طريقة يقال وقتها لا يوجد لها أي آثار جانبية تماما بل بالعكس هي مفيدة للجسم وهي الميزوثيربي ولكن الحمد لله باءت بالفشل كعادتي..
أولا هذه الحقن لا يجب تماما أن تؤخذ إلا لمن لا يزيد أوزانهم عن 10 كيلو جرام أو أقل، حتى وللأسف كنت صرفت عليها مبلغ وقدره هو نفس المبلغ الذي كنت سأصرفه على العملية أو أقل قليلا، ومع ذلك لم يتحسن مظهري إلا بنسبة ضئيلة جدا جدا جدا.
ونصيحة لله أحب أن تنشر في موقعك يا دكتور، كان حقن فاشل، واكتشفت بعد سنة تقريبا من الحقن كتل بجسمي، واكتشفت هذا بأحد جلسات مساج تخسيس –والحمد لله- تم تذويبها.
ثم فقدت الأمل في كل العمليات الخارجية، وصرفت النظر عنها تماما، وخصوصا أيضا أن أهلي فقدوا الثقة فيَّ لأني بكل محاولاتهم الخارجية معي لم أكن أنوي تمامااااااا أن أقوم بأي حمية أيا كانت بساطتها، وذلك لعدم قناعتي الداخلية بها، ولمعرفتي التامة أنه مسكن ومخدر وقتي، سأرضي به أهلي أكثر مما أرضي به نفسي.
لم يعد أهلي متحمسين لإجراء أي عملية جديدة، لأنهم وجدوا أني غير مستعدة حتى لعمل تمارين رياضية في كل هذه الفترة من البحث عن الكنز المفقود!!
يئس أهلي مني، وصمموا أن أخرج للعمل، وذلك لأني بمرور السنين سأصبح حالة ميئوس منها (زي مابيقولوا لا شغلة ولا مشغلة ولا عريس... من الآخر)، أحب أن أضيف أيضا لحضرتك أنه تقريبا لم أرَ وجه عريس يريد أن يخطبني أو حتى يسألوا ماما عليَّ!!!
وأنت ستتعجب لأنك ستقول هل حقا وزنها يمثل هذا العائق بهذا الشكل كل ال 40 كيلو الزائد بجسمي تقريبا متمثلين في منطقة البطن المنظر غير متناسق تماما. ولكن الحمد لله أنا مقبولة الشكل جدا. الآن يا دكتور لم أصل تقريبا لأرض ثابتة أستطيع من خلالها أن أقول إني حققت تغيير جذري في حياتي، وحقيقة غيرت أفكار كثيرة جدا جدا من داخلي تغيير جذري تماما، جعلتني أصل إلى حد الثبات على الأقل في الوزن فوزني 110 هذا وصلت إليه بصعوبة، واستمريت عليه الآن بعد تثبيت أكلي على عدد معين، والتخلي عن كمية السكريات الكثيرة مثلا، والتخلي عن الوجبات أثناء الوجبات، ولكن لم أتخلى عن هذا بسبب كرهي لشكلي، ولا لوزني، ولكن رأيت حقيقة عكست شيء مغروز داخلي وهي التمتع بالأكل، فكنت مثلا أستمتع جدا جدا بأكل طبقين مكرونة أو حتى وجبة العشاء المكدسة بجميع الأصناف.
وجبة العشاء هي التي كان يتمثل فيها الخطر كله كعادة السمان.. ولكن لم أتخلى عن عادات كثيرة حتى الآن مثل:
1- شراء الأكل من الخارج والشيبسي والحلويات، وكل ما يوجد في البقالة أو السوبر ماركت.
2- وجبتي الأساسية في أثناء الوجبات العادية تعتبر زائدة عن الحد المعقول تعتبر مثلا ربع طبق زائد.
3- وهذه هي النقطة الأهم، وهي عدم وجود محرك قوي يستدعيني أن أقوم بتقليل أي حميات أو أقوم بالرياضة بالرغم من معاناتي الشديدة من السمنة، والتي تتمثل في:
تعب دائم في العظام بل وكسر في إحدى الفقرات. وجع دائم بالقلب والصدر. عدم الاستراحة التامة في النوم...
ما أريده حقا يا دكتور هو السؤال الذي أبحث عنه للإجابة هو: لماذا أخس ما دمت مرتاحة نفسيا هكذا؟؟ واعتدت على هذا جيدا؟؟
أريد حقا الدافع القوي الحقيقي الأساسي بعيدا عن كل الكلام المعتاد عن أخطار السمنة لأنه لا تؤثر عليَّ كثيرا. فأنا أعلم جيدا أخطار السمنة وأخطارها الاجتماعية، وأعلم أنها يمكن أن تضعني في سجن مدى الحياة، وأن لا أتزوج، ولكن لست أدري ما هذه اللامبالاة التي بداخلي.
حاولت كثيرا أن أقرأ في حب الذات، ولكن لم أصل إلى النقطة أو الفكرة التي تغير مجرى حياتي. آخر ما استطعت التوصل إليه الآن أن أقاوم الطعام، ولكني أقاومه لأني مع والديَّ الآن، ولكن هذا الوضع لا يستمر كثيرا.
أنا أعلم أني أطلت جدا جدا، ولكني أعتذر جدا، ولكن أحب أن أوضح أني قرأت كثيرا جدا في موقعك، ولم أستطع أن أصل إلى هذه النقطة التي تحدثت عنها.
وقرأت عن التوق المُلِح للسكريات والصورة البدنية للجسد، وغيره كثيرا.
في النهاية أدعو لك الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه وآسفة على الإطالة جدا،
وأنا متابعة جيدة لأي شيء يتعلق بك شكرا كثيرا، وجزاك الله خيرا، والسلام عليكم.
17/03/2011
رد المستشار
ليس من المعقول يا "سمر" أن يكون الحل لمشكلة السمنة هو أن تقاومي الطعام، ولو حتى لمدة قصيرة وبالاستعانة بوجود والديك.... أو الاستعانة بأي شيء، مقاومة الطعام تعني أنك ستقاومين غريزة جسدية أساسية وأحسب أنك عرفت من قبل أن الدخول مع الجسد في نزاع هو الفشل ولو على المدى البعيد... وأنت تميزت معاركك بالفشل على المدى القريب غالبا، فأنت من الواضح أنك عانيت كثيرا من تأرجح الوزن..... وكنت كما تقولين: (في كل عام كنت أقوم في إجازات الدراسة بعمل حمية قوية سريعة أصل فيها إلى أن أفقد من 20 لـ 30 كيلو وأستردهم ثانية في ما يقل عن شهر، لا يزيد عن شهر..) إذن فشلت الحمية المنحفة معك وهذا هو مسارها المحتوم أن تفشل الحمية المنحفة كأداة لضبط الجسد تفشل الحمية وليس أنت يا "سمر".
ليس هناك شيء غريب ولا خبر غير متوقع يا "سمر" عندما تصفين الفشل تلو الفشل للأساليب التعامل مع السمنة سواء كان الميزوثيرابي Mesotherapy أو شفط الدهون Liposuction أو ما قد يخترعون في المدى القريب على الأقل.
عندما كان وزنك 95 كجم كان منسب كتلة جسدك = 32.87 كيلو/متر مربع وأما الآن فإن منسب كتلة الجسد لديك = 38.06 .... وهذا المنسب حسب خبرتي وملاحظاتي يحمل مخاطر صحية جسدية حقيقية اللهم إلا في الحالات الوراثية فهناك عائلات تثبت أحجام أصحابها وسلامتهم الجسدية أن البدانة ليست مرضا بحق، ولا أدري هل البدانة في حالتك وراثية أم لا؟ فإن كانت وراثية فلا تقلقي بشأن جسدك واعلمي أن محاولاتك لتقليل الوزن أيا كانت هي ما قد يسبب الضرر الصحي وليس البقاء سمينة مدى الحياة.
من الطبيعي أن التمتع بالأكل مغروز داخل الإنسان ولكن لابد من الاعتدال في الاستجابة لشهوة الأكل وإنما فقط نستجيب للجوع كما علمنا سيد الخلق صلى الله عليه وسلم فوصفنا بأننا قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع، ولكن معظم بني البشر يأكلون من غير جوع ويملئون بطونهم لا مكتفين بالشبع ولا متحرين له.... وليست في ذلك مشكلة أو لم تكن إلا عندما -خاصة في العصر الحديث- بدأت تظهر حالات إدمان للأكل التي يمكن أن تقرئي عنها على مجانين.
اضطرابُ القشم القهري Compulsive Overeating
إدمان الأكل (Food Addiction )
إدمان الأكل مشاركة
وأرجو ألا تعتبري ذكري للحديث الشريف معناه أن عليك أن تفعلي ذلك باعتباره سنة أنا هنا لا أقول لك افعلي ذلك فلا تأكلي إلا وأنت جائعة لأني أعرف أنك وغيرك تحتاجين لتدريب طويل.
ليست الحمية المنحفة وحدها هي التي يمكن اعتبارها "مسكن ومخدر وقتي" بل كل أساليب التعامل مع السمنة بما في ذلك حتى الجراحات..... في الغالبية الأعظم من كل الحالات تعود الدهون لتتجمع في الجسد..... فلا أسلوب ناجع تماما في حل مشكلة السمنة إلا تعلم قبول الجسد ثم الاعتدال في الأكل وفي التريض وتغيير أسلوب الحياة تماما..... الهدف المباشر لن يكون إنقاص الوزن وإنما الاعتدال وإصلاح العلاقة مع الجسد ومع الأكل واستعادة القدرة على فهم لغة الجسد وإحدى الطرق التي نصحنا بها كثيرا وكانت ثمارها طيبة بحق هي ما قدمناه في برنامجنا المقترح لإصلاح العلاقة مع الجسد والأكل:
جدد علاقتك بأكلك وجسدك (المرحلة الأولى)
جدد علاقتك بأكلك وجسدك(المرحلة الثانية)
نصائح لمتبعي برنامج جدد علاقتك بأكلك وجسدك
جدد علاقتك بأكلك وجسدك متابعة مشاركة
جدد علاقتك بأكلك وجسدك مشاركة2
نصيحتي أن تحاولي اتباع برنامجنا وتابعيني بالتطورات ثم بالنتائج الطيبة إن شاء الله.