إخوة يبعدنا قلة التفاهم..!؟
أنا في الصف الثاني الإعدادي ولدي أخت توأم ونحن غير متفاهمتين على الإطلاق لا في البيت ولا في المدرسة وهي لا تهتم إلا لمصلحتها ولو مت أمامها لن تفكر في وحتى أنا عندما أناقشها أكون في غاية العصبية
لدرجة أنني مرة حصل معي شد في أعصاب الرأس وتعبت كثيراً ويؤثر هذا على مذاكرتي وتفكيري
وقد حاولت كثيراً التقرب منها لكنها تصدني بطريقة غير مرغوبة.
ماذا أفعل؟
2/3/2011
رد المستشار
أهلاً ومرحباً بك يا صديقتي معنا وأهلاً باستشارتك؛
كنت من فترة قريبة أقرأ في كتاب عن الصبر وقد أعجبتني فيه فقرة نقلتها الكاتبة عن صديقة لها أنها ممتنة لأختها ذات الأخلاق الصعبة جداً لأنها علمتها الصبر وزادت قدرتها على تحمل المواقف الحرجة ومكنتها من امتلاك فن قيادة الأزمات. أنا لا أقول أن الأمر بهذه السهولة لكن هذا كلام امرأة في الأربعين من عمرها قد تعلمت من الحياة الكثير ولا بأس بأخذه بعين الاعتبار..
عزيزتي، تذكري دائماً أن جميع المواقف التي نتجه فيها إلى أنفسنا بالاتهام ومحاولة الحل نجد لها حلاً أما المواقف التي نشير بأصبع الاتهام إلى الآخرين فيها فإنها تبقى بلا حل لأننا لا نملك تغيير الآخرين. حاولي أنت تحسين العلاقة معها وضعي في حسابك إن إعادة بناء الثقة يحتاج إلى وقت طويل فلا تيأسي. وابدئي بالأشياء الأبسط والأكثر تأثيراً كإحضار هدية لها تعرفين أنها راغبة بها ثم حاولي معاملتها بالتسامح حتى لو بدا ذلك صعباً إلا أنه بالتعويد سيصبح سهلاً عليك وسيكسبك درجات أعلى بين الناس لأن التسامح هو خلق الكرام. لا تستسلمي لأفكار مثل (لن ينفع هذا وقد جربت ولم أنجح) فالله تعالى يقول: (..... ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (فصلت 34، 35) فالحسنة تحول العدو إلى صديق ولكن لا يقدر على ذلك إلا ذوي الحظ العظيم الذين لديهم قدرة عالية على الصبر.
وتستطيعين بعد فترة من كسب الثقة وبعد تحسن العلاقة نوعاً ما أن تصارحيها بما ترغبين منها دون إشعارها أنها السبب في قلب حياتك إلى جحيم بل بإظهار رغبتك في التوصل إلى علاقة أمثل معها. وتذكري ما يقولونه عندنا في الشام (أنت تريدين العنب وليس قتل الناطور) فركزي على أنك تريدين تحسين العلاقة وليس إثبات أنها السبب في تردي العلاقة.
واستعيني طبعاً بالدعاء لمن بيده مقاليد السموات والأرض وهو الذي بين أصبعيه يمتلك القلوب.
أتمنى لك التوفيق وبانتظار متابعتك....