حاسس أن مستقبلي في خطر
أنا أحمد سعد عندي 24 سنة مهندس نسيج أشتغل حاليا في الصين، لدي مشكلتان:
الأولى: أحس أنه ليس لدي ثقة في نفسي، وأني لا أعرف أن أركز-أسرح كثيرا- وأني أقل من ناس كثيرين. الثانية: أعتقد أن سببها أني لم أتعالج مما كنت أحس به قبل ما أسافر. تم ترشيحي للعمل في الصين مع رجل أعمال فلسطيني، وسافر معي زميل يعمل نفس المهنة، ولكنه أكبر مني بـ3 سنين.
أحس أني ضعيف الشخصية، وليس لدي ثقة في نفسي، وأني أقل من أي شيء في الدنيا، وهذا عكس الانطباع المأخوذ عني حينما يراني أحد أو يتعامل معي.
حاليا أعيش فترة من الاكتئاب الحاد الذي يضطرني إلى البكاء في بعض الأحيان، وهو الشيء الذي لم أفعله من قبل. أبكي لأني أحس أني غير موفق، وأني ضعيف، ولا أثق بنفسي، ومقابل كل هذا ألاقي اهتماما من مديري في العمل، ودائما ما يسند إليّ مهام كثيرة أشعر وكأني أقل منها!!!
فيما يخص زميلي الذي سافر معي من مصر وبدأ معي نفس العمل، فهناك مشاكل كبيرة بيني وبينه نحاول احتوائها الآن معا -سبب المشاكل معروف- وهو اهتمام مديري بي أكثر منه، زائد أننا نعمل نفس المهنة، وكثيرا ما يتداخل الأمر بيننا لأن المفروض أن واحد فينا يأخذ قرار (والجدع اللي كلمته تمشي).
سيطرت عليّ فكرة في الأسبوعين الأخيرين أني أترك العمل، وأبحث عن عمل في مكان آخر، لأكثر من سبب: الأول الاختلاف في وجهة النظر الدائمة بيني وبين زميلي.
الثانية: أن عملنا فيه شيء من الضغط العصبي؛ لأن عملنا عبارة عن استقبال عملاء في المنزل عندنا، وبالتالي فإن اليوم كله شغل حتى في البيت. وأحيانا ممكن نشتغل أسبوعين متواصلين بدون إجازة أسبوعية.
أنا أريد أن أتعالج من الحالة النفسية التي أنا عليها الآن.
أريد أحد يسمعني ويفهمني ويساعدني.
أريد أن لا أشعر بغيرة من زميلي الذي أحس أنه أحسن مني في كل شيء.
أريد أن أكون شخصا ناجحا وسويا.
أريد أن أتغلب على الأمراض النفسية التي بداخلي حتى إذا أصبحت مسؤولا عن أسرة وبيت أستطيع أن أكون أبا ناجحا.
أريد مساعدة حقيقية، فكرت أنزل مصر لاتعالج نفسيا، وأتأهل نفسيا، وأبدأ من جديد، لكن أخاف إذا رجعت أخسر عملي.
أنا مؤمن وأصلي وأقرأ قرآن.
المشكلة بدأت منذ كنا في مصر، الرجل كان يريد مهندسا واحدا، لكن قابلناه وقرر يأخذنا معا. المهم أن عمر الذي معي جيد لكن بدأ معي غلطا جعلني آخذ عنه انطباع سيء. المهم قلت أتركه وأركز في شغلي فقط، ولما سافرنا إلى هنا، المدير لم يحدد مهام كل واحد منا وجعلنا نشتغل... ولكن ما المفروض أن يُعمل، الواجبات علينا ليست محددة! فظهر كأن طلبنا لنحمل الشغل كله!!!
الشغل كله جديد علينا، نحاول أن نعمل في ظل هذا التعليم، لكن تحصل صدامات بيني وبين عمر، صدامات سببها أن الشغل ممكن يعمله واحد فقط، فيحصل أن الذي يلحق يعمل شيء يعمله -بقى سبق- وأنت عارف أخوك طيب والجو هذا جديد علي. أنا متعود أشتغل شغلي وبس، لكن طلع شغلي كل شيء.
المهم هو بصفته أكبر مني ب3 سنين ممكن يكون عنده خبرة في التعامل مع الناس أكثر مني فتحصل أشياء منه مستفزة، وبنشد سوا، وفي الآخر بطلع أنا الغلطان!!!
صاحب الشغل تعب، ودخل المستشفى وأصبح كل 10 أيام بيذهب إلى المستشفى 3 أيام. الناس هنا تتعامل معي بحذر شديد، ومنهم من يفضل التعامل مع عمر. بقيت أحس أن مجرد خروج المدير من المكتب بقيت لوحدي في المكان، خصوصا أنه يحبني جدا، هذا كله زائد أننا شغالين في التصدير، وكل عدة أيام يأتي عميل، والعميل هذا يبيت معنا في البيت، وأحيانا يأتي أكثر من عميل، حتى 6 في وقت واحد، وتجد أن الدنيا (اتكركربت مرة واحدة) وأنك شغال كل يوم أكثر من 12 ساعة، وأحيانا بتشتغل يوم إجازتك كل هذا عمل عليّ ضغط عصبي، لأن العميل الذي أتي يكون مثل الفريسة يا ترى مين الذي سيستلمه ويشتغل معاه عمر أم أنا؟؟؟
31/03/2011
رد المستشار
أخي الكريم أهلا ومرحبا بك
إن كل ميزة تتوارى أمام عيب واحد وهو عدم الثقة وأرى أن عدم الثقة مصدره يأتي من الاهتمام المبالغ فيه بآراء الآخرين وتوجهاتهم نحوك ومن الأسباب أيضا التي تسبب فقدان الثقة بالنفس هو الرغبة في الوصول إلى الكمال. لو نظرت لنفسك نظرة إنسانية بحتة وعلى أنك إنسان يخطئ ويصيب له مميزاته وعيوبه مثلك في ذلك مثل كل البشر لرأفت بنفسك كثيرا.
يحب أن تسمع صوت عقلك واهتم برأيك قبل رأي الآخرين، وأرى أن سبب اهتمام رئيسك بك أنه بخبرته لاحظ اهتزاز شخصيتك ويعمل على دعمها من خلال الاهتمام والتوجيه وإسناد المهام لك علك تكتسب ثقة في نفسك ولن يستطيع أحد على سطح الأرض أن يعطيك ثقة في نفسك بقدر ما تستطيع أنت.
آمن بنفسك وبقدراتك فقد ميزنا الله بعضنا عن بعض ليس فقط بالصفات التشريحية والشكلية بل والنفسية والخلقية أيضا ثق وتأكد أن لك صفاتك المتفردة التي تميزك عن غيرك تماما مثل بصمة يدك...... فهل بحثت عنها؟
وأنصحك بأن تخط قائمة بالأشياء التي استطعت أن تنجزها في حياتك وسوف تُفاجأ بكم الأشياء. أنت لست مثل غيرك وقياسا على نفس القاعدة غيرك ليس مثلك فكفّ عن مراقبة عمر ورؤية الأشياء من خلاله، دع الحياة تسير كما يحلو لها، ولا تشغل بالك بالآخرين طالما تؤدي مهامك على الوجه الذي ترضاه، ونصيحتي لك قبل أن ترى نفسك من خلال عيوبك انظر لها من خلال مميزاتك فيكفيك شرفا أنك ناجح، ويملأ نفسك عزة أنك مؤمن بالله وبحكمه هو وحده مصرف الأمور..... وإلى مزيد من الرقي والتقدم يا "أحمد".