الندم والاكتئاب والوسواس القهري
مشكلتي هي أنني نشأت في أسرة وأنا أصغر إخوتي، ودائما كنت أشعر بالوحدة، لم يكن لي أصدقاء، وكان أهلي لا يشعرون بوحدتي بل على العكس تماما، دائما يرون أنني الابنة الدلوعة التي تعيش في أفضل حال! كان دائما أهلي يقولون (هذا عيب) و(هذا خطأ) دون أن أعرف السبب، لكنني لا أنكر تربيتهم لي، وخوفهم عليّ.
عشت هذه الحياة، ومرت سنوات حتى دخلت الجامعة، ذلك المجتمع المتفتح الذي يرتدي فيه الكل قناع ليس هو حقيقتهم!
كانت السنة الأولى في الجامعة كباقي السنوات الماضية، حيث كنت وحيدة أيضا، ثم بدأت في السنة الثانية أتعرف على زمايل وأصدقاء منهم البنات ومنهم الشباب. وكان أول شاب عرفته وصادقته أقنعني أن هناك صداقة بين الشاب والبنت، وصداقة قوية، لكنني رفضت، لكنه ظل يقنعني ويقنعني إلى أن صدقته، وأصبحنا أصدقاء، لكنه لم يكتفي بذلك بل أقنعني أيضا بصداقة البنت والشاب كالصداقة في الغرب، بدون حدود...
وللأسف أيضا مشيت وراء حديثه، وتخليت عن تربيتي، وصرنا أصدقاء كأصدقاء الغرب، وحدثت عدة تنازلات (قبلات) وتكرر هذا عدة مرات إلى أنني رفضت في يوم ولم أعد أراه، ولا أتحدث إليه.
ومرت سنة ركزت فيها على دراستي، والحمد لله نجحت وبتفوق. وفي خلال هذه السنة تعرفت على ناس كثيرين، وأصبح لي أصدقاء كثيرون، وفي السنة الثالثة تعرفت على شاب كان لي صديقا طيبا وحنونا، أحبني كثيرا، لكنني لم أحبه، تعاطفت معه، وصدق حبي له مع العلم أنني لم أحبه، حدث بيني وبينه كما حدث مع صديقي الأول، وتركته دون أن أفكر فيه.
الآن أنا على وشك الخطوبة من شاب متدين، يخاف الله، ويحافظ عليه. أنا أيضا ندمت كثيرااااا على ما فعلت، واقتربت من الله أكثر، ودائما أتذكر ما حدث، وأندم وأندم حتى صرت دائما حزينة، ورجعت إلى الوحدة، ولكن ليست كوحدتي الأولى بل هي وحدة موحشة، وصلت إلى حد الاكتئاب، وذلك لحب خطيبي لي، وأنا أيضا أحبه كثيرا، وأخاف عليه، لكنني كلما أتذكر ما حدث أشعر بأنني لا أستحق الإنسان الذي يريد أن يخطبني وأكون زوجته.
هو يثق في كثيرا، ويحبني كثيرا، وأنا أشعر بأنني لا أستحق هذا، ولكن أستحق الموت، فكرت مرارا أن أتركه، لكنني لم أستطع، فكرت أن أحكى له، ولم أستطع أيضا خوفا من أن يتركني. الآن أعيش حالة من الندم على ما فات، والاكتئاب الذي أعيش.
أما عن الوسواس القهري فهو بسبب أني أشك أن أحدا ما التقط لي صورة أو فيديو في الأماكن التي التقيت فيها مع ذلك الأول علما بأننا كنا نلتقي في المصعد الكهربائي.
دائما أشك أن هناك كاميرا في هذا المصعد وأنهم سوف ينشرون ذلك الفيديو في أحد المواقع الالكترونية، وسوف يراها خطيبي.
بالله عليكم ساعدوني، أشعر بندم كبير، ولا أعلم ماذا أفعل، هل أترك خطيبي أم أنني أنسى وأتعايش مع الواقع؟؟؟
دائما لدي إحساس أنني لا أستطيع التصالح مع نفسي، دلوني ماذا أفعل، بالله عليكم.
وماذا عن هذا الوسواس الذي يلازمني دائما؟ وهل أنا إنسانة سيئة كما أرى نفسي وأحتقر نفسي أم ماذا؟؟
أرجو عدم نشر إيميلي، شكرا لكم.
31/03/2011
رد المستشار
صديقتي العزيزة؛
من أكثر الأشياء التي تؤلم الإنسان الندم على أشياء فعلها, ويتمنى لو عاد به الزمن فلم يفعلها, أو لو كان يعلم ما يعلمه الآن فلم يفعل ما فعله، من أكثر الأشياء التي تفضح العلاقة التي يقوم أساسها على (التجاوزات) من أحضان وقبلات وما غير ذلك, كيف أعلم إن كانت العلاقة التي بيننا أساسها جنسي أم لا؟؟ كيف أمتحن الشخص الذي أمامي فيما يريده مني؟؟
بكل بساطة, إن أخبرته أنني لا أريد, أن ضميري غير مرتاح لما نفعله. أنني لا أريد أن أخون ثقة أهلي, فماذا سيحدث؟؟ هل سيتقبل؟ هل سيشجعني؟ هل سيسخر مني؟ هل سيضغط عليّ؟؟؟
يا صديقتي العزيزة إن أنهى ذلك الشخص علاقته معك بسبب ذلك, أو حاول الضغط عليك بأن تلك (احتياجاته) وإما أن توفيها له أو سيبحث عمن توفيها له فماذا سيكون ردك عليه؟؟ وهذا كان أساس علاقتك الأولى.. وأعطاك الله فرصة أخرى لتجدي السعادة مع شخص متدين ويحبك.. فلماذا تدعي الوساوس تفسد عليك سعادتك, إن إحساس الذنب المفرط والاكتئاب وفقدان الاستمتاع بالحياة كلها من أمارات الاكتئاب التي تحتاج إلى علاج نفسي حتى لا تتوقف الحياة بسببها.
هل لو قلت لك أن كل مخاوفك غير منطقية ويغذيها خوفك ستصدقينني؟؟ لا أعلم؟ ولكن ذلك ما أصدقه, إن ذلك الشخص الأول لو كان يريد فعل شيئا لفعله, ولو كان هناك شيء لظهر من زمن بعيد.. أسوأ سيناريو لقصتك أن يتركك خطيبك, وهذه النتيجة ستصلين إليها أسرع باكتئابك، ارجعي إلى الله وأحسني التوبة, هذا كل ما تحتاجينه لتستقيم حياتك..
لا أعتقد أن اعترافك لخطيبك سيجدي إلا في إسراع تلك النهاية, فلا يسامح الرجل الشرقي في ذلك مهما بدا لك متفتحا, إن خطأك كان مع ربك وليس معه..
والسلام..