تائه ولا أدري كيف السبيل لحلّ مشكلتي
السلام عليكم ورحمة الله،
أنا شاب مصريّ أدرس في الجامعة، أرجو مساعدتي.
عندي اعتقاد بأن أي فتاة تنظر إليّ تكون معجبة بي وتحبني!! مع أنها لا تتحدث إليّ ولا يحدث بينا أي شيء لكني أعتقد أن البنات كلها تحبني! برغم أني لستُ وسيماً. أنا لا أكلّم البنات إطلاقاً أحياناً بسبب الخجل وأحيان أخرى خوفاً من الإحراج. أهتم بنفسي جداً أمام الناس وأود أن أتحدث إلى الفتيات وأعتقد أني لن أجد فتاة تحبني وتقبل بي زوجاً لها.
كلما رأيت شخصاً وسيماً أغار منه جداً لأنه ربما يجذب إليه الفتيات الأمر الذي لا أفعله فأنا لا أريد الاعتقاد أن البنات كلهن يحببنني ومغرمات بي مع أني لا أتحدث إليهن على الإطلاق ومتأكد أنهن ليسن كما أعتقد!! مع العلم أني رومانسي جداً وخيالي بلا حدود، فأنا أتخيل الكثير من الأشياء التي يستحيل حدوثها على أرض الواقع، وأتخيل تصرفات كثيرة وأحلاماً كبيرة، وأخاف جداً ألا أجد فتاة تحبني لأتزوجها!
مع العلم أني لن أتزوج من فتاة إلا إن كانت تحبني وهذا عن فهمي لنظرة البنات لي أنهن يحببنني!.
أجيبوني جزاكم الله كل خير.
14/04/2011
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
عافاك الله من التوهان! ستجد راحتك إن شاء الله بالسير في أحد طريقين: الأول؛ هو مراجعة ما يوجد على الموقع عن الوسواس القهري لنتحقق فيما لو كان سبب معاناتك سمة من سمات التفكير الوسواسي، فسيطرة فكرة إعجاب البنات بك رغم اقتناعك باستحالة حدوث هذا دون تفاعل وكراهيتك للفكرة وعدم قدرتك على التخلص منها هي من أعراض الوسواس، قد لا يكون الأمر كذلك ولكنها مجرد طريقتك في التعبير هي التي توحي بذلك.
أما الطريق الآخر الذي سيريحك إن شاء الله؛ فهو تغيير طريقتك في التفكير وإيقاف أي فكرة تحمل في صياغتها كلمة "كل" و"جميع"! فهذا يسمى التعميم الزائد وهو تفكير لا منطقي، فلا أحد يحصل على إعجاب جميع أفراد الجنس الآخر! ومهما حرص واجتهد سيبقى هناك من يعجب به وهناك من لا يطيقه، إنها حكمة الله يا بني اختلاف الأذواق كي لا تبور الأسواق ويجد كل إنسان مهما كان من يعجب به، ولن تكون أنت استثناء عن سنة الله في خلقه، فقط تحلّى بالصبر حتى تجد من تبادلك مشاعر الإعجاب بالدرجة الأولى، وربنا يسهل في باقي مراحل الارتباط.
تعلم التمييز بين الخيال والواقع فلا علاقة بين رقة المشاعر والواقعية، الاستسلام لأحلام اليقظة والخيالات لن يساعدك في تحقيق أهدافك من عيش الحياة والتمتع باهتمام شريك مناسب، ولذا سأقترح عليك أن توسع دائرة اهتماماتك على حساب ألعاب الخيال الاليكترونية التي تمنحك انجازات وهمية لا تجد أثرها في نفسك في الحياة الواقعية، مارس مزيداً من الرياضة والحركة الحقيقية فهي تزيد من ثقتك وتخفف من توترك، وما اعتقادك بإعجاب البنات بك سوى استمراراً لأسلوبك في الحياة وهو الاعتماد على الخيال بدل الأخذ بالأسباب والعمل.
واعلم يا بنيّ، الفتيات يعجبن ويتعلقن بالشاب الذكي الناجح الواثق من نفسه أكثر من تعلقهن بالفتى الوسيم.