إحباط!
أشعر بالاختناق.. أشعر باليأس والاكتئاب، لطالما كانت مشكلتي تكمن في هذا الشعور منذ الصغر لا في المشاكل ذاتها. قلما أشعر بالفرح والنشاط وإن شعرت بذلك أتتني موجه إاحباط أقوى كفيلة بمسح كل مشاعر الفرح.
أنا فتاة سعودية عمري 21 عاماً، عانيت من مشاكل أسرية كثيرة في صغري لكنها خفّت ولله الحمد، وهذا ما يثير استغرابي فبرغم ذلك لا أشعر بالسعادة! هل لأني قضيت كل تلك السنوات في هذا الشعور حتى لم يعد يألف عقلي الباطن غيره؟!.
لا أعلم! لدي كثير من العوامل تجبرني أن أظل في دوامة الاكتئاب، فلا سبيل لي في تغيير محيطي منها:
1- لقد كنت حتى وقت قريب مريضة بالرهاب الاجتماعي فلم أكوّن علاقات وصداقات.. وما زلت أواجه الصعوبات في ذلك مما يزيد من تعاستي.
2- أسكن مع والداي وإخوتي الذكور الذين هم غالباً في الخارج وذلك يشعرني بالوحدة أيضاً.
3- بحكم أني سعودية وعادات عائلتي ألا أخرج إلا برفقة أحد الأخوة، فذاك يحدّ من خروجي إلا لضرورة، والضرورة هي مثلاً الجامعة أو العمل وكليهما ليسا بشكل يومي ولمدة ساعات قليلة، وكل ذلك يجعل أمر تغيير الأجواء أمراً صعباً.
من سلبيات الاكتئاب لدي سوء تعاملي مع من حولي وأيضاً:
أ- عدم الاهتمام بمظهري كما يجب، وسلوك عادات غذائية سيئة في تناول ما لا يفيد وترك ما يفيد!.
ب- إن داهمني هذا الشعور أكون كمن يريد الخروج من هذا العالم! لا يكلمني أحد بتاتاً ولا أؤدي أي من واجباتي في المنزل، وهذا سيء لأني الفتاة الوحيدة مع والدين كبيرين في السن وهما في حاجتي.
ج- أصاب بالبلادة بحيث لا يؤثر فيّ ما يحدث حولي، على سبيل المثال: حدث عطل في أحد صنابير المياه وأحدث فيضاناً في المطبخ حيث يوجد أجهزة كهربائية لكني لم أحرك ساكناً لأنني لست في مزاج يسمح لأن أقوم بشيء!! حتى قام والدي العجوز من نومه ونظر في الأمر، وبما أن هذه الأمور تتكرر فأنا بشكل عام لا أبذل مجهوداً كبيراً في أي شيء، وإن فعلت القليل تعبت!! أهمل الأشياء من حولي وأتأثر بأقل الأحداث أهمية.
دائماً ما أفكر في المستقبل، ليس بسلبية وإنما بماذا أريد أن افعل؟ وما هو هدفي؟ ولكنني أشعر بالإحباط نتيجة ما أعانيه الآن.
ما رأيكم في أمري؟ وبم تنصحوني؟.
14/04/2011
رد المستشار
الأخت العزيزة الفاضلة؛
أهلاً ومرحباً بك على الموقع وأعانك الله على مشكلات حياتك ومعاناتك.
رسالتك أيتها الأخت الفاضلة تدق ناقوساً للخطر لا يجد للأسف من يلقي له بالاً؛ لقد تكرمت بعرض مشكلتك وقمت بالتشخيص (أشعر باليأس والاكتئاب)، بل وعرض الأسباب (عانيت من مشاكل كثيرة أسرية في صغري، وبحكم أنني سعودية وعادات عائلتي ألا أخرج إلا برفقة أحد الأخوة فذاك يحدّ من خروجي إلا للضرورة) بل وتحدثت عن الأعراض (لست في مزاج يسمح لان أقوم بشيء، أتأثر بأقل الأحداث أهمية، ولا أؤدي أي واجبات لي في المنزل، قلما اشعر بالفرح والنشاط وإن شعرت بذلك أتتني موجه إحباط أقوى كفيلة بمسح كل مشاعر الفرح).
أختاه،
0 ما لا يعرفه الكثيرون أن منظمة الصحة العالمية تقدر بأنه يوجد ما يُقارب من نصف مليار شخص في العالم يُعانون من مرض الاكتئاب، وأن هذا -بحسب تقارير الأمم المتحدة- يُكلّف سنوياً أكثر من 92 مليون يوم غياب عن العمل، ومليارات الدولارات تخسرها أماكن العمل بسبب تغّيب مرضى الاكتئاب عن أعمالهم. كما أنه يمثل السبب الرابع للإعاقات في الوقت الحاضر. وتقول تقارير وتوقعات منظمة الصحة العالمية بأن الاكتئاب سيُصبح المرض الثاني للإعاقات في عام 2020بعد أمراض القلب. (Mendlewic et al 2009)
0 وفي المملكة المتحدة تكلفة الاكتئاب 300 مليون يورو كتكلفة مباشرة كل عام، بالإضافة 3 بليون كتكلفة غير مباشرة 155 مليون يوم عمل سنوياً (Chisholm D et al 2001).
طبعاً لا توجد لدينا إحصاءات عن حجم الظاهرة في العالم العربي، لكن يكفي أن نلتفت إلى صرخاتك أنت ومن هن في مثل ظروفك لنعلم حجم ما يعانيه أبناؤنا وبناتنا من هذا الطاعون الجديد.
ونأتي إلي طلبك وهو: ما الحل إذن؟
الحل النموذجي هو الذهاب إلى طبيب نفسي لتقييم درجة الاكتئاب لديك وإعطائك العلاج الدوائي وعمل جلسات منتظمة للعلاج النفسي، وهو ما أتوقع عدم قدرتك على فعله.
الحل البديل أن تعتمدي على نفسك اعتماداً كلّياً في تطبيق البرنامج العلاجي الذي يحتاج منك أولاً إلى أن تجبري نفسك على الالتزام به لأنك لن تستعيدي الرغبة الشخصية إلا بعد شهر على الأقل من التنفيذ.
1. أن تعتبري هذا البرنامج كلا لا يتجزأ.
2. أن تقومي يومياً بمجهود بدني منتظم (رياضة، تمارين) لمدة ساعة يومياً.
3. أن ترفهي عن نفسك لمدة ساعة (مشاهدة أو قراءة أو سماع شيء مبهج).
4. أن تتواصلي مع بعض صديقاتك لمدة ساعة هاتفياً أو عبر النت.
5. أن تقرئي يومياً لمدة ساعة قراءة متنوعة.
6. أن تكثري من أكل الخضروات الطازجة والفاكهة والأسماك وخاصة التونة.
7. أن تعملي كل يوم شيئاً جديداً يفيدك أنت فقط.
8. أن تضحكي يومياً لمدة 15 دقيقة بلا سبب.
9. أن تدع الله أن يكون معك ويساعدك.
التعليق: الحل البديل هو الحل النموذجي في نظري بما أني أعاني شخصيا من الإكتئاب
وأشكر الدكتور على هذا البرنامج وأنصحك أيتها الفتاة بالمداومة عليه وأعلم أن هذا الأمر صعب للغاية لكن بإذن الله سيصبح أسهل مع الوقت فلقد علمني الإكتئاب أن أجبر نفسي على فعل ما يُسعد حتى أسعد...
ولا أرى مشكلة في عدم القدرة على مراجعة طبيب فأنا أعيش في الأردن والكل نصحني بالأدوية ورفضتها لأنني لم أرَ أي مريض مستفيدا عليها أو لأكون دقيقة مفعول تغيير أسلوب الحياة أفضل وبدون آثار حانبية
وأيضا لم يعجبني الذهاب إلى شيوخ للقراءة علي !! فالقرآن الكريم يريح الصدور "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" ولكن صاحب الحاجة أولى بحملها فما رأي الدكتور علي بإضافة قراءة القرآن ساعة يوميا إلى البرنامج ؟ الله يبعد الإكتئاب عنا وعنكم