الخوف والقلق النفسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر القائمين على هذا الموقع الذي ساعد الكثيرين ممن يعانون مثلي سأحاول أن أختصر قصتي وأرجو أن تعذروني إذا أطلت عليكم في الحديث
أنا محمد أبلغ من العمر 21 عاماً لقد كنت أعاني من مرض الخوف والقلق النفسي منذ أربع أو خمس سنوات ولم أكن أعلم أن هناك مرضاً بهذا الاسم أساسا فقد كنت أخاف الموت وأشعر بدقات قلبي وأشعر كأنني أوشكت على الموت وأنني سأصاب بسكتة قلبية ذهبت إلى أكثر من دكتور قلب وباطنة وقمت بعمل العديد من التحاليل ووجدت أن كل شيء سليم وأنني لا أعاني من شيء ولكن وأنا أتصفح النت بالصدفة وجدت شخصاً يعاني من نفس ما أعانيه ووجدته يطلق على هذه المعاناة مرض الخوف والقلق النفسي
وبالتالى اكتشفت أنني أملك هذا المرض فذهبت إلى طبيب نفساني رشحه لي أحد الأقارب وجلست معه وحكيت له قصتي فسألني هل شاهدت أحد توفي في وقت قريب أو هناك شخص عزيز عليك مات قلت له لا ولكني شاهدت فيديو لإمام يموت وهو في الجامع وأيضاً تأثرت كثيراً بوفاة أحد لاعبي كرة القدم وبالفعل قال لي الطبيب أن ما أعانيه هو مرض الخوف والقلق النفسي فصرف لي علاج وهو نوع لا أتذكره كبسولات العلبة بها شريط واحد 14 حبة وكتب لي Xanax 0.25 ملج قرصان باليوم واستمريت على هذا العلاج والحمد لله جاب معي نتيجة رائعة فذهبت له بعد أسبوع وقال لي استمر على العلاج لمدة شهرين ونصف آخرين فاستمريت على العلاج لمدة شهرين ونصف وتحسنت حالتي بشكل رائع جداً فتوقفت عن العلاج ولم أذهب للطبيب مرة أخرى وهذا الكلام كان منذ 4 سنوات تقريباً أو 5 سنوات
ولكن لا أعلم ما حدث لي هذه الفترة منذ شهر تقريباً عاد لي المرض وأصبح الخوف والقلق يسيطران ولكن هذه المرة لا أخاف من الموت !! بل حتى لا أعرف ما الذي يدفعني إلى الخوف ولكن تفسيري الوحيد هو خوفي من المستقبل وكثرة تفكيري فيه لأنني كثير التفكير ومنذ أن عادة لي هذه الأعراض ذهبت مرة أخرى إلى نفس الطبيب الذي عالجني في المرة السابقة وبالطبع لم يتذكرني لأنها كانت فترة كبيرة وتناقشت معه كتب لي علاج حبتان بوسبار 10 ملج يوميا بعد الأكل وحبة فيلوزاك بعد الإفطار وحبة زانكس وحبتان زانكس وقال لي أن أعود إليه بعد 10 أيام وعدت إليه بعد عشرة أيام وكانت حالتي قد تحسنت قليلاً ولكن هذه المرة أعلم أن زانكس إدمان وخفت أن أدمنه وأيضاً حتى لا يقلل من تركيزي لأنني في السنة الربعة كلية حقوق وهذه آخر سنة ويجب علي التركيز فيها
وبالفعل أقنعت الطبيب أنني لا أحتاج سوى حبة واحدة في اليوم من زانكس وكتب لي على تكرار العلاج مع تقليل الزانكس إلى حبة قبل النوم لأني لا أستطيع النوم من كثرة التفكير وقال لي أن أعود إليه بعد عشرة أيام وبعد أن قللت الزانكس ساءت حالتي مرة أخرى فاضطررت أن أزيد الجرعة من دواء بوسبار لأجعله 3 حبات يوميا حبة مع الفيلوزاك بعد الإفطار وحبة في منتصف اليوم وحبة مع الزانكس قبل اليوم ولكن وأنا حتى الآن ومنذ شهر وأنا مستمر على هذا العلاج ولكن أحس أنه لا يعالجني بل يذهب الخوف والقلق لفترة محدودة حيث أنني عند الاستيقاظ من النوم أشعر بنفس حالة الخوف والقلق وأيضاً قبل النوم يأتيني هذا الشعور ولكن بعد أخذ العلاج يذهب
وأصبحت الآن أنظر إلى شكلي بالمرآة وأقول ( إزاي أنا بتكلم وإزاي عيني بتتحرك وإزاي أنا عايش وأشياء أخرى أفكر بها) وأيضاً منذ أن عادة لي حالة الخوف هذه وأنا دائم المتابعة لدقات قلبي وأحس بها دائما لأنني نحيف وهذا أمر يضايقني كثيراً وعندما ذهبت إلى الطبيب في آخر استشارة قلت له أنني قد رفعت جرعة البوسبار إلى 3 حبات فقال لي لا توجد مشكلة وقلت له هل أوقف الزانكس لأنه كما تعلم إدمان وهكذا قال لي لا لا تقلق ما تتعاطاه جرعة صغيرة ولن تدمنه طالما قللنا الجرعة بعد انتهاء العلاج تدريجياً وأنه ليس إدماناً إلا إذا كنت تأخذ جرعات كبيرة وأنت لا تأخذ جرعات كبيرة وقال لي أن آخذ حبة قبل النوم فقط وحبة عن اللزوم في حالة شعور بالخوف والقلق بشدة وأنا بالطبع حتى الآن حتى إذا أتاني الخوف والقلق لا آخذها خوفاً من إدماني عليه وأيضا منذ أن بدأت العلاج منذ شهر وأنا أعاني من زغللة بالعين ورؤية خيالات الأشياء التي تقع عيني عليها...
فأرجو منكم إفادتي هل أستمر على هذا العلاج ؟؟
وهل سيزول مرضي بعد انتهاء فترة العلاج أم سيلازمني طويلاً وهل هذا المرض يؤثر علي بدنياً لأني أحس أن دقات قلبي مرتفعة منذ أن عاد لي المرض
أرجو النصيحة وجزاكم الله كل خير
14/04/2011
رد المستشار
الأخ الفاضل الحبيب
أهلا ومرحبا بك على الموقع وشفاك الله وعافاك مما تعانيه.
تعالى نناقش الموضوع من الأول لنفهم بعض المصطلحات ونصحح بعض المفاهيم .
ما الفرق بين الخوف والقلق؟
الخوف: شعور طبيعي يواجهه الإنسان عند تعرض الإنسان لمثير موضوعي مثل الامتحان أو الزواج أو غير ذلك ولا يصاحبه تغيرات فسيولوجية معيقة (زيادة ضربات القلب، ارتفاع ضغط الدم ، الرعشة ..........الخ )
القلق: أرى أن أفضل تعريف له هو قول العظيم نجيب الريحاني (حاسس بمصيبة جاية لي ) القلق لغويا: من قَلَقَ والقلق الانزعاج ويقال بات قلقاً وأقلقه غيره.
في الموسوعة العربية: القلق حالة نفسية غير سارة من التوتر العصبي تدل على أن المريض يتوقع خطراً في اللاوعي ويحدث عندما لا يستطيع المرء أن يتخذ إجراءاً إيجابياً تجاه هذا الخطر إما بمجابهته أو بالفرار منه .
فهو شعور غامض غير سار بالتوقع والخوف والتحفظ والتوتر مصحوب عادة ببعض الإحساسات الجسمية خاصة زيادة نشاط الجهاز العصبي اللا إرادي يأتي في نوبات تتكرر في نفس الفرد مثل السحبة في الصدر أو الفراغ في المعدة أو الصداع أو كثرة الحركة .
ولأنك لم تعطنا تفاصيل كثيرة عن الأعراض فلا أعلم التشخيص بدقة هل هو القلق العام ( المتعمم ) أم الهلع أم هما معا
فالقلق العام يحتاج إلى
1.وجود قلق شديد و توقع مكروه حول إثنان أو أكثر من ظروف الحياة لمدة 6شهور أو أكثر وتكون الأعراض في أغلب الأيام.
2.يجد الشخص في نفسه صعوبة في السيطرة على القلق .
بينما الهلع عبارة عن فترة من الخوف الشديد أو الانزعاج تظهر فيها 4 أو أكثر من الأعراض الفسيولوجية بشكل فجائي لتبلغ ذروتها في خلال 10 دقائق.
وبالتالي يمكنك تشخيص ما تعانيه وإن كنت أرى أنك أقرب إلى القلق العام Generalized Anxiety Disorder - GAD .
وتتعدد العوامل التي تسبب القلق من الوراثة والعوامل البيولوجية والفسيولوجية وهو ما يغطيها بإجادة عالية العلاج الدوائي وهو ما حدث معك في المرة الأولى والثانية أيضا.
والسؤال هنا لماذا عادة الأعراض ولماذا لم تتحسن بنفس كفاءة المرة الأولى؟
هذا يعيدنا إلى التفسيرات النفسية المختلفة لاضطرابات القلق
فالمدارس التحليلية ترى أن هناك اتفاقاً بين فرويد وكل من هورني وفروم وسوليفان على أهمية العلاقة بين الفرد والمجتمع وأن تهديد هذه العلاقة يثير القلق في الفرد ولكن الخلاف ينحصر في طبيعة الدوافع التي تهدد العلاقة بينما نجد فرويد يهتم بالدوافع الجنسية أكثر ويعتبرها أهم ما يهدد علاقة الفرد بالمجتمع، وترى هورني أن الدوافع العدوانية الخطر الرئيسي الذي يهدد علاقة الفرد بالمجتمع، بينما يرى فروم وسوليفان أن الرغبة في إثبات إمكانيات الفرد في الاستقلال من أهم ما يثير القلق، أما عند أدلر فيعتبر القلق متضمناً الإحساس بالدونية ومن ثم الدفاع بالتعويض فتعويض موضوعي في الحالة السوية وتعويض ذاتي عند العصابي.
ويرى أصحاب نظرية التعلم أن القلق هو خوف مكتسب (حدث ارتباط شرطي من المواقف المختلفة التي تعرض لها من المثيرات الخارجية). ويتفق علماء السلوكية على أهمية التشريط في حدوث الاضطرابات النفسية عامة، وأن مظاهر المرض (الأعراض الاكتئابية، القهورات، تجنب المثير المقلق) عبارة عن رد فعل (دفاعات) ضد القلق الناشئ عن هذا.
ويرى أنصار المدرسة المعرفية أن المثيرات غير المحببة تؤدي إلى سلوك توافقي Adaptive behavior وأن التشوه المعرفي يمنع الاستجابة الشعورية والسلوك الطبيعي وهذا يؤدي إلى قوالب Schemas شبه جامدة وغير صحيحة مما يؤدي إلى ظهور العديد من الاضطرابات ومنها القلق.
لماذا صدعت رأسك بهذه النظريات؟ ليس لاستعراض المعلومات أو لملء المساحة ولكن لأعلمك بما ينقصك في خطتك العلاجية وهو العلاج النفسي (جلسات منتظمة أسبوعيا للوصول إلى الخلل سواء المعرفي أو التحليلي، وتعلم سلوكيات ضد القلق )
وهذا ملخص لما يمكن أن يقوم به المعالج معك... ففي العلاج يتم:
• إعادة تشكيل البنية المعرفية Cognitive Restructuring : يركز العلاج المعرفي على تصحيح التقييمات الخاطئة المتعلقة بالإحساسات الجسمية باعتبارها مصدر تهديد، وتطبيق الاستراتيجيات المعرفية والسلوكية.
• إعادة التدريب على التنفس: في ضوء أن 50% إلى 60% من المصابين بالهلع يصفون أعراض إفراط التنفس بأنها مشابهة لأعراض نوبات الهلع؛ فإن تدريب المرضى على تنظيم التنفس يساعد في تقليل نوبات الهلع، وقد أجريت دراسات علمية عدة أثبتت ذلك.
• الاسترخاء العضلي Muscle Relaxation : تتمثل أهمية الاسترخاء العضلي في أن المريض يقارن فيه بين العضو في حالة التوتر والعضو في حالة ارتخاء وراحة، ويخبر هذا الفرق بصورة واضحة عبر أعضاء الجسم المختلفة، ويتعلم المريض أنه قادر على جلب الاسترخاء لنفسه من خلال سلوكه.
• مراقبة الذات Self Montoring : هي محاولة للتعبير الموضوعي الدقيق عن الحالة ( مثل: مستوى قلقي في الدرجة 5 ولديَّ أعراض رعشة، وداور، وقد استغرقت هذه النوبة 10 دقائق)، بدلاً من استخدام كلمات عامة فضفاضة مثل: أشعر بالرعب الشديد، هذه أسوأ لحظات عمري.. ويتم ذلك من خلال سجل لنوبات الفزع ، يتابع من خلاله المريض ما يجري له في يومه .
• التعرض التدريجي Gradual Exposure : في نوع " الهلع الموقفي" أو "الهلع المصاحب لرهاب الساحة" يكون التعرض التدريجي للموقف المخيف وسيلة ملائمة للتخفيف من المخاوف . ويقاس النجاح في ذلك بالاستمرار في موقف التعرض حتى ينخفض القلق.
اقرأ على مجانين:
الخوف من كل شيء؛ خلطة قلق
محمد وخلطة العصاب
وفي النهاية أرى أنك تحتاج إلى مصاحبة علاجك الدوائي للعلاج النفسي المرفق والله الموفق
التعليق: دكتور علي أشكرك على ردك وأحمد الله على كل شيء
لقد تابعت مرضي مع دكتور مشهور والحمد لله كتب لي في البدايه على ديبرام 20 ومعه xanax .5 لمدة 14 يوم ولكن بعد شهر طلبت منه التغيير إلى سيبراليكس 10 لأن الحاله المادية ميسورة
والحمد لله ولأني أرتاح له.. ولكن من قرائتى للنت ونظراً لأن الطبيب كل مرة أذهب له لا يتذكرني ووقته ضيق ويريد أن يتخلص من الجلسة بأسرع ما يمكن لوجود عدد كبير من المرضى كانت المره الثانيه للذهاب إليه هي الأخيرة.. وقلت لنفسي سأكتفي بالعلاج لأن مقابلة الدكتور لا تتجاوز 5 دقائق وتنتهي بتجديد الدواء لي وبالفعل التزمت بسيبرالكس والجرعة المحددة لمدة 6 أشهر ثم قللت الجرعة إلى حبة يوم ويوم لا ثم بعد شهر قللت الجرعة إلى نصف حبة يوم ويوم لا ثم توقفت عن تناوله
وأنا الآن الحمدلله تحسنت كثيراً بنسبة 90% ولا تراودني الأفكار إلا شيء واحد هو ما يقلقني ولا أريد التفكير به كثيراً وهو أنني مقتنع وعلى يقين أن هذا المرض المؤلم سوف يعود لي مرة ثانية بعد شهر بعد سنة بعد سنتين وأنني سوف أعود لنفس المعاناة مرة أخرى علماً بأنني لم ألتزم بالعلاج السلوكي لأن الطبيب الذي ذهبت له لم يوجهني...