وصف لبعض مشكلاتي..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أولاً جزاكم الله الجنة على هذا الموقع وكفاكم من كل شر.
مشكلتي الأولى هي الخجل من الناس؛ وأسوء الأوقات عندي هي الأعياد والحفلات والاجتماعات العائلية! حتى في الجامعة أرغب بمناقشة الأساتذة وسؤالهم والإجابة على أسألتهم لكن لا أستطيع، وإذا ما أجبرت نفسي خذلني صوتي فلا يُفهم مني حرفاً ويحمر وجهي وترتجف أطرافي ولا أدري لمَ؟!!! حتى أحياناً تسأل الأستاذة سؤالاً أعرف إجابته ومتأكدة ومتيقنة منها فإذا أجبت أجبت بخوف وخجل لا أعرف سببه! مع أني ولله الحمد لا عيب في نطقي ولا في خلقتي.
نفس المشكلة مع كل من يتكلم معي عدا الأشخاص المقربين مني، وأسوء منها إذا اضطررت لمخاطبة رجل كطبيب أو أستاذ وغيره.
المشكلة الثانية؛ عدم قدرتي على انتقاء الصديقات! أغلب صداقاتي فاشلة، فأنا لا أجد من تفهمني وتفكر بالطريقة التي أفكر بها وتهمها اهتماماتي، أغلبهن سطحيات لا اهتمام لديهن إلا بالمغنيين والممثلين وما يعرض على التلفاز، أو مهتمات بالدراسة فلا تصاحبني إلا لأنها قد تحتاج مني شيئاً يفيدها في التفوّق. وحدتي في الجامعة تقتلني؛ فأنا أجلس ساعات بمفردي، أريد ولو صديقة واحدة لكن لا أجدها، حتى ولو وجدت كيف أتعرّف عليها وهل ستتقبلني هي؟ صرت أكره الذهاب إلى الجامعة لهذا السبب.. وأكثر ما يحرقني إذا سمعت إحداهن تتساءل لمَ أجلس بمفردي؟ فتنظر إليّ بعين الشفقة، وبعضهن ينظرن بسخرية.
والثالثة؛ عدم قدرتي على المذاكرة! فمهما حاولت لا أستطيع إنجاز المذاكرة، وأغلب المواد أختبرها وأنا لم أكمل حتى قراءة المادة، فإذا فتحت المذكرة أو الكتاب بدأت الأفكار والرسم ثم التهرب والبحث عن أي شيء يلهيني عنها وأعود إليها قبل الامتحان بساعة أو ساعتين، أقرأ ما يتيسر لي ثم أدخل الامتحان بكل خوف وفزع. الحمد الله لم أرسب في امتحان قط، وأنا لا أحب المذاكرة مع أني أريد النجاح بتفوق وأحب كذلك التخصص الذي أدرسه، فما الحل؟.
أمّا الأخيرة؛ مشكلتي مع أهلي هي غضبهم مني إذا رفضت من يتقدم لخطبتي، فأنا لا أريد الزواج وهم يريدون ذلك لي، ولا يقدّرون رفضي! هذه المشكلة تسبب لي حالة من الخوف الحزن الشديدين.
شكراً لكم
وأعتذر عن الإطالة.
14/04/2011
رد المستشار
طيّب الله أيامك يا "ريمة" وأزاح عنك وعن شعوبنا كل الهموم.
أبدأ معك بالمشكلة الأولى وهي تشمل في محتواها على ملخص المشاكل الباقية.
صديقتي،
إن الثقة بالنفس لا تولد مع الإنسان إنما تغرس فيه بالتربية بداية ومن ثم بتدريبه لنفسه وسلوكه الاجتماعي عموماً، وعندما يحسن المرء التصرّف في المواقف الاجتماعية العديدة يكتسب المزيد من الثقة بالنفس وهكذا.
دعينا نرى كيف يمكن لنا في حالتك التحكم بالأمر:
أولاً؛ عليك أن تكتبي في قائمة- واكتبي بالفعل ولا تكتفي بإحصائها ذهنياً- المواقف الاجتماعية التي تزعجك ويصعب عليك التعامل معها.
ثانياً؛ رتّبي هذه المواقف من الأسهل إلى الأصعب، فمثلاً قد يكون الوقوف أمام الطلاب في الجامعة أصعب من الدخول لزيارة عائلة صديقة لكم.
ثالثاً؛ ابدئي بأسهل هذه المواقف وتخيّلي نفسك وأنت تواجهينه، كيف ستتصرفين؟ قيّمي تصرفك ثم حددي كيف يجب أن يكون تصرفك حتى يعتبر تصرفاً ملائماً ومقبولاً اجتماعياً، حدّدي نوعية الكلام المستخدم، تعابير الوجه الملائمة، هيئة الوقوف وحركة اليدين، وكل ما يرتبط بالموقف من إيماءات وتعبيرات وكلمات.
رابعاً؛ قفي أمام المرآة ودربي نفسك على القيام بما يجب القيام به لو وضعت في هذا الموقف في المستقبل.
خامساً؛ كرري الأمر عدة مرات، ومن المفيد أن تستعيني بمن تثقين به ليساعدك على التقييم كأختك أو أمك أو غيرهما. لا بأس إن لم تتمكني من الاستعانة بأحد فأنت وحدك قادرة على التقييم.
سادساً؛ استمري على هذا الحال إلى أن تشعري بأنك أتقنت التصرف.
سابعاً؛ وصلنا الآن إلى الجزء المتعلق بالتطبيق، يجب عليك خوض الموقف حقيقة وتطبيق ما دربت نفسك عليه، قد تواجهين صعوبة وقد يكون الأمر متقناً وسهلاً.
ثامناً؛ إن لم يجرِ الأمر على خير ما يرام، لا تحزني ولا تيأسي أعيدي المحاولة وستنجحين. أمّا إن نجحت فكافئي نفسك بأن تشتري شيئاً ترغبينه أو تصنعي لنفسك حلوى تحبينها... أي أمر يشعرك بالسعادة يعتبر مكافأة جيدة.
تاسعاً؛ المرحلة التي تليها ستكون الموقف التالي من حيث الصعوبة.
إن تطبيقك هذه المراحل بالتدريج له تأثير ممتاز وكبير ومباشر على تحسين ثقتك بنفسك وتحسين قدرتك على تقديم نفسك بشكل جيد اجتماعياً.
في المكتبات الكثير من الكتب التي تساعد وتقدم معلومات قيمة ونصائح مفيدة، حاولي اقتناء بعضاً منها واقرئيها وطبّقي ما تقرئين، فالحياة أمامك متسعة وفيها الكثير من المواقف والمهام الاجتماعية الجميلة التي تنتظرك.
ننتقل الآن إلى مشكلتك الثانية وهي الأصدقاء؛ إن تحسن نظرتك لنفسك اجتماعياً ستنعكس بشكل مباشر على قدرتك على اختيار الأصدقاء، لكن لا بأس من العمل على المستويين معاً. سأنصحك أيضاً باقتناء الكتب التالية أسماؤها: د. محمد الثويني له كتاب اسمه "كيف أختار صديقي"، ديل كارينجي له كتاب اسمه "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس".
أرى يا عزيزتي ألا ترهقي ذهنك بالمزيد من المشاكل وابدئي بحل هاتين المشكلتين، وسأكون بانتظارك لنكمل المشوار بعد أن نخطو خطوة للأمام فيما ذكرت لك.
أتمنى لك كل التوفيق، وأرجو أن تقرئي ما كتب في استشارات مجانين في الأبواب التالية فستجدين فيها بالتأكيد ما يدعمك:
نفس اجتماعي: الثقة بالنفس والتوكيدية
نفس اجتماعي: خجل اجتماعي
حبيبتي،
إن الاستعانة بالله والدعاء بإلحاح هو مفتاح كل نجاح، فاجعليه رفيقك واجعليه ملاذك الآمن من القلق والهموم.