هل من علاج
أنا باحث شاب في أحد التخصصات السياسية دعيت إلى ندوة للتحدث في مجال تخصصي فلم أستطع الكلام أكثر من ربع ساعة وكنت (بقطع) طوال الوقت - هذه أول مرة لي - وأصبت بالإحراج بسبب هذا الموقف فأنا لست بخطيب مفوه حيث أعاني من تداخل بعض الحروف والكلمات والمخارج أحيانا كثيرة غير واضحة (أرجع البعض ذلك لأني أقرأ بسرعة 650 كلمة في الدقيقة).
ورغم أني محترف في مجالي فكثير جدا لا أستطيع توصيل ما لدي في أي حوار عام وأتعرض للكثير من الضغوط الإعلامية وأعتذر عن الظهور مما يسبب لي ذلك مشاكل كثيرة جدا.. ماذا أفعل؟؟ رغم أن مجالي يتطلب الظهور الإعلامي الدائم ما الحل لمشكلتي؟
وهل من علاج أم الحالة ميئوس منها، الحقوني
14/04/2011
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مرحباً بك وشاكرين لك حسن الثقة، وتواصلك معنا، الأخ الكريم، ذكرتني حول ما نقوم بتدريب بعض طلابنا عليه في بداية مشوارهم في العمل العلاجي، حيث أن البداية في جلوسهم مع مراجعين يخلق جواً من التوتر والإحساس بأنه يجب أن يؤدي بطريقة ممتازة، مع خوفه أن لا يكون كفاءة، أو أنه غير مستعد بعد، وهذا يصف جزءًا من الذي يحصل بشكل طبيعي مع أي منا في مواقف يشعر بها أنه محاط بالناس أو أن ((العين عليه)) كما نقول، سواء في الإعلام المسموع أو المشاهد، ولكن إذا زاد التوتر إلى الحد الذي يجعل الشخص يتجنب الموقف بسبب الشعور بقلق وخوف كبير؛
نقول هنا أن الأمر يحتاج إلى تقييم، فقد يكون شكلا من أشكال الخوف الاجتماعي، والذي نسميه (قلق الأداء Performance Anxiety)، وقد يكون صعوبات لغوية معينة عند الشخص ومع درجة من القلق أمام الجمهور تزيد هذه الصعوبة، مما يسبب للإنسان الخوف من التعرض للإحراج، وحكم الناس عليه، وهذا يوتره أكثر، وتزيد المشكلة عند تجنب هذه المواقف، والتي على العكس تحتاج للمجابهة لتقليل التحسس والاعتياد عليها، وتبقى مشكلة الخوف في هذه المواقف -ممكن بالنسبة لي- لكنها الأكثر بساطة في التعامل العلاجي، رغم درجة إزعاجها الكبير للشخص الذي يعاني منها، وفعلاً يشعر بأنها مشكلة مستعصية، لكنها بسيطة في إجراءات المعالجة السلوكية ونحن المعالجين نصفها (كالرشح أو الزكام) الذي لا بد منه لكل شخص، ولزيادة النجاح في حل هذا الأمر فأنت تحتاج أخي للعلاج السلوكي، ويهدف العلاج السلوكي إلى التدريب على المواجهة للمواقف المقلقة، بالتدريج على فترة زمنية واسعة، مع إجراء تمارين لخفض القلق و التوتر قبل وأثناء المواجهة للتعامل مع التوتر.
بالإضافة للتدريب ومهارات للظهور الإعلامي والتي من أهمها:
- تروى قدر الإمكان فيما تقول.
- أعطي المستمع فرصة ليسمع كل كلمة تقولها بهدوء فالمستمع لا يستطيع أن يستوعب أكثر من 100 كلمة في الدقيقة، فالسرعة تضعف الرسالة الإعلامية.
- دائماً حدد ما هي رسالتك التي تريد توجيهها في خطابك، فالمستمع لا يستطيع استيعاب أكثر من 3 رسائل أساسية في اللقاء.
- حدد رسالتك من خلال التحليل (بالأسئلة الظرفية) ومفاتيحها (متى؟ أين؟ من؟ لماذا؟ كيف؟)
لك منا كل الاحترام والتقدير، لا تترد في كتابة مزيد من التفاصيل، أو حتى الاستفسار أكثر، وفقنا الله أجمعين.
اقرأ على مجانين:
التأتأة ونقاط للعلاج
رهاب وتأتأة، علاج دون طبيب نفسي.. كيف؟
مثلث الكلام: ثلاثة أضلاع
ثلاث لغات والحظ هيهات
اللسان المعقود
لجلجة في كلامي: هذرمة ثم لجلجة
التعليق: أخى الكريم ,, أنا دارسة لإضطرابات اللغة والكلام وما تقوله هو مجال دراستى ,, لقد تحدثت عن مشكلة التأتأة أو كما قلت (بقطع) وهى تسمى (Stuttering) وذلك ما نطلق عليه إضطرابات الطلاقة اللغوية وكما قال أستاذنا الدكتور يوسف المشكلة فى القلق ,, كما ذكرت عرض آخر حيث أشرت لسرعة الكلام وهو كأن الأفكار كثيرة جدا وتريد أن تندفع جميعها ولذلك تخطلت مخارج الألفاظ وتحدث زلات اللسان وهو ما يسمى (Cluttering) ,, لذلك أرجو منك أن تذهب لأخصائى تخاطب وتواصل وسوف يساعدك كثيراااااااا فى التغلب على المشاكل المؤدية للتأتأة بتدريبات منظمة وأيضا سوف يساعدك لتحسين مخارج ألفاظك وأدائك فى الإلقاء ,,, وأشكر أ/يوسف جدااااا على نصائحه المفيدة التى أرجو أن تعمل بها إلى جانب الإستشارة وفقك الله وإيانا.