عايزة أم غيرها
مشكلتي أني شايفه إن أمي تعاملني بقسوة وبتعامل الناس كلها حلو إلا أنا وتحلل الأمور بطريقة تخليها تزعل مني وتتعصب عليا ودائما تظن فيا وحش أكون بعمل حاجه هي تفهمها حاجه ثانية خالص!!
يعنى المشكلة كلها إن إحنا 2مافيش حد فينا قادر يفهم الثاني مع العلم أنها فوق الخمسين فهي من جيل وأنا من جيل ثاني خالص وأنا شايفه إني مش بعمل حاجه تزعلها وعلى طول نتخانق ونادرا ما نكون متصالحين ده حتى كل الطلبة ما يصدقوا تجيء الإجازة ويفرحون أنا أول ما تبدأ الإجازة بيكون أول يوم في النكد ومشكلتي الكبيرة أني مش بعرف أحكي لأي حد مهما كان ومهما كان قريب منى يعنى مثلا الصبح لما تجيء تصحنني أنا نومي ثقيل هي مصممة تنده عليا مرة واحده واصحي لو ما صحيتش يبقى أنا المسئولة عن تصرفاتي!!
أكيد هتقول أمال فين بابا؟ بابا شخصيته ضعيفة قدامها لأنه طيب جدا، واللي مزود عندي الإحساس بالإحباط إني ماليش أصدقاء ليا أصحاب كتييييير أوي لكن صديقة ماليش وزى ما قلت لك أني مش بعرف أحكي لحد.
على العكس من كده فهي بتعامل أخويا كويس جدا جدا حتى لو شخط فيها مش بتكلمه ولما يكون في البيت تعد تتكلم معاه بكل احترام لكن أنا بالجزمه وأخويا مسافر وحصل مره انه كان عايز يكلمنا على ألنت وأنا كان عندي امتحان نصف السنة ثاني يوم قلت له بلاش تكلمنا اليوم ده لأني عندي امتحان وافق بعد كده كل شويه تقول لي أنت السبب ابني مش هيكلمنى ابني وحشني أنت مش بتفكري غير في نفسك.
وبس قلت لها أنت ليه مش مقدره أني عندي امتحان نص السنة قالت لي أوي يعني بتذاكري وهى عارفه إن أنا من أوائل المدرسة الابتدائي والإعدادي بس الثانوي لا لأنها مدرسة متفوقات فاختفيت وسطهم وتفضل تقولى انتى خيبتي وخلاص ما بقاش منك رجا.
أنا جايبه في الترم الأول في أولى ثانوي95من120 هو أيوه مجموع مش حلو لكن المواد كثير جدا وإحنا عندنا المدرسة مدرسة متفوقات أي نعم فيه مجاميع أعلى مني بس مش كثير وكل شويه تقطم في بالكلام لدرجه انى كرهت نفسي والعيشة اللي أنا عايشاها وكرهت الأمهات كلهم وصدقني لو قلت لك أني فعلا بدأت أكرهها مع إني زمان كنت بحبها جدا جدا كنت بحبها حب ما يتوصفش وكنت باحرص انى أجيب لها الهدايا كل شويه لكن دلوقتى عيد ألام ييجى ما يجيش مش فارقه لأني مش بجيب لها اى حاجه لو قلت لها كل سنه وانتى طيبه يكون كويس.
والمشكلة الأكبر إن ربنا وصى بالوالدين إحسانا لكن أنا مش عارفه أنا مش بحب النفاق وكل شويه تقول لي انتى من يوم ما اتلميتى على الشله بتاعتك دى وانتى أخلاقك باظت كل ده لأني بقيت أسمع أغاني وبقيت أضع الماكياج في البيت زى ما بتعمل أي بنت في سني هي مصممه تعاملني على أني طفله صغيره ومش مقدره أني في مرحلة المراهقة أنا عندي أصحابي أمهاتهم مقدرين كده كويس وبيتعاملو معهم وكأنهم أصدقاؤهم وأنا بجد نفسي في أم زى دول أعرف أحكي لها على كل حاجه دى أمي لو حكيت لها إن إحنا مرة هزرنا مع مدرس تقول لي بلاش قله أدب بنات مش متربية.
بجد أنا مش لاقيه حل لمشكلتي ماما أروح لها يمين تيجى شمال أروح لها يمين تيجى شمال وكأنها مصممه تعاند معايا وتعاملني أسوأ معامله وكل شويه تقول لي بس تيجى الفرصة المناسبة علشان أضربك قدام أصحابك و أهزقق أدامهم قل لي اعمل إيه في أم زى دي؟؟؟؟ ؟؟؟؟ أرجوك أريد الحل في اقرب وقت وشكرا لأنك الإنسان الوحيد اللي يحلها لي شكرا جدا.
17/1/2004
رد المستشار
الابنة الكريمة: أهلا بك صديقة لموقعنا مجانين الذي يعتز بك وبثقتك فينا.
يا "مرمر" لو كنت تدخلين على موقعنا مجانين من بدايته، فسوف تجدين أن هذا هو "العادي" في حالة بنات كثيرات مثلك في العالم العربي من المحيط إلى الخليج.
والمشكلة تكون من الطرفين والفجوة بالتالي تتسع يوما بعد يوم، ودعيني أشرح لك كيف؟
من ناحية والدتك: هي مثال نموذجي للأم المرعوبة لأن عندها ابنة فتاة، والفتاة في ثقافتها عورة، ومشروع مصيبة وفضيحة... الخ، وأفضل شيء للفتاة عندنا أن تكون مثل قطعة الأثاث: وسادة مثلا، بحيث يضعونها ويرفعونها حين يريدون، وحيثما يريدون!!!
والتمييز لصالح الذكر هو الشائع، لأن الولد مهما عمل فلن يجيب لأهله مصيبة، والمصيبة مفهومة طبعا "يا مرمر" فالولد فاعل وإن زنا وإن سرق وإن انحرف، والبنت- في ثقافتنا مفعول به، وهي في تربيتنا وأذهاننا هشة وضعيفة وسهلة الانقياد لأي "ثعلب" "ماكر" يضحك عليها فتنجرف إلى الخطيئة وتجيب لنفسها وأهلها مصيبة.
والمصيبة الحقيقية والأهم أن كثيرا من البنات وبسبب تربيتهن السقيمة وفراغ عقولهن يصبحن فعلا تافهات وصيدا سهل لأي عابر سبيل، وبخاصة في حالة مثل حالتك، بمعنى الاحتياج إلى كلمة حلوة، وافتقاد الحنان والعطف.
ولذلك فإن التركيبة النفسية لماما مكونة من حب شديد جدا لك، وخوف أشد عليك ومنك، لأنك فعلا صغيرة، وهي للأسف لم تساعدك على أن تكوني أنضج، وبالتالي تضع يدها على قلبها، وتقمع كل حركة أو نفس أو حتى فرحة بريئة أو حركة مراهقة بدلا من أن تتفهمها وتستوعبها وتحتويها، وهي لا تتفهم ولا تستوعب ولا تحتوي لأنها تخشى أن يصلك من ذلك معنى أنها موافقة على الحماقات البريئة التي تحدث من فتاة مراهقة، وعندها يمكن -طبقا لإدراكاتها- أن تتمادى الأمور أكثر فتنتقل من الحماقات البريئة إلى المصائب الثقيلة، وتكون عندئذ شريكة في الجريمة، هذه هي تركيبتها النفسية باختصار فهل هي التركيبة النفسية لكل أم شرقية مثل أمك،
وألفت نظرك إلى أن الأمهات الأخريات قد يستمعن ويشاركن بناتهن ظننا أن هذا هو الأنسب بينما هو مجرد شيء يريح الفتاة وأمها، ولكن المطلوب من الأم وأي طرف يقوم على التربية هو أكبر بكثير من مجرد الاستماع والاستيعاب والمشاركة في سماع الأغاني الشبابية أو السماح بالملابس "الروشة"... الخ
التربية يا "مرمر" عملية شاقة ومركبة وأكبر بكثير من مجرد "السماح" أو التجاوب، وغدا تنجبين وتعرفين.
على العموم أمك تحتاج إلى تدريب وتعليم لتصبح أما محترفة، وللأسف فإن هذا التدريب والتعليم غائب عن بيوتنا ومدارسنا وعن الإعلام... الخ فكيف ستصبح أمك كما ينبغي لها أن تكون؟! هل تتوقعين أن ينزل عليها وحي من السماء أو معجزة ترشدها إلى الصواب؟! ربنا يلهمها الرشد، ويرزقها مصدرا تتعلم منه، وكلنا نحتاج إلى تعليم.
من ناحيتك:
طبعا أنت مشكلتك الكبرى في الحياة هي أمك، ولذلك فإنك تحسبين تقريبا كل خطوة بحسبة ماذا ستقول ماما؟! هل ستسمح؟! كيف أستطيع فعل كذا؟! كيف أضحك عليها لأفعل كذا؟! ولا يخلو الأمر من عناد وتمرد على قدر الاستطاعة بوصف التمرد والعناد جزءاً من إثبات الذات في مرحلتك العمرية.
والمشكلة أن الأهم يضيع في خضم حدوتة "أنا وأمي والزمن طويل" التي تعيشها معك آلاف الفتيات العربيات. والأهم يا مرمر هو أن العمر يضيع دون أن تنضجي فعلا، ودون أن تكتسبي من المعارف والخبرات مايمكنك أن تصبحي معه إنسانة وزوجة وأم في المستقبل.
يضيع الوقت في لعبة القط والفأر، وأمي عملت أو قالت، وتضيع معه أحلى السنوات التي كان ينبغي أن تستثمر في القراءة ومعرفة العالم وإنضاج الشخصية...الخ
فيكون الحصاد المنتظر بعد سنوات: مجرد شابة عادية مثل الملايين لا تعرف إلا القشور عن الدنيا أو الدين، وحين تنتهي معركتك مع والدتك وهي حتما ستنتهي عما قريب بالزواج أو بغيره ستجدين نفسك في حيرة وندم على تلك الساعات والأيام والشهور والسنين التي ضاعت في معركة جانبية لا خاسر فيها إلا أنت للأسف.
والحل باختصار أن تنتبهي لنفسك وتأخذي حياتك بجد شوية في المذاكرة وغيرها، ويمكنك التماس الأذن المصغية والحنان المفتقد في خالتك أو عمتك أو أية امرأة كبيرة حكيمة تتوسمين فيها ما تحتاجين إليه، ومن ناحية أخرى عليك بالاهتمام بكل ما من شأنه تكوينك وتطويرك وتنمية شخصيتك، وهو بالتأكيد ليس بالماكياج والأغاني الشبابية، وإن كان مفهوما أن تعطي بعض الاهتمام والوقت لهذا أو ذاك، وأرجو ألا يكون وقتا طويلا، وتابعينا بأخبارك، وافهمي أمك في محنتها.. هي مسكينة وتستحق الدعاء... سننتظر منك المزيد.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: الابنة العزيزة السائلة أهلا وسهلا بك، وشكرا على ثقتك بصفحتنا استشارات مجانين، لقد كثف أخي وزميلي الدكتور أحمد عبد الله، رده عليك، وليس لدي من إضافة سوى إحالتك إلى ما قد يسري عنك من مشكلات لأخريات مع أمهاتهن أو أبائهن:
السير على حد السيف واستراتيجية ترقيق القلوب
الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة ، مشاركة
الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة
أبي خائن ... أصبحت أكرهه
وأسأل الله أن يعينك، وأن يوفقك إلى استعادة تميزك، وأهلا وسهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين، وتابعينا بأخبارك.