محتارة..!؟
أنا فتاة كنت في الماضي كأي فتاة في عمري أحب الدنيا جداً وأحب اللعب والمزاح، لكن منذ سنتين انتقلت مع أبي وأمي إلى ليبيا لضرورات تخص عملهما. كنت متضايقة جداً وأبكي كثيراً، وقد استغرق إقناعي وقتاً طويلاً جداً، ورغم ذلك لم أقتنع بخطوة السفر غلى هناك لكني فعلت ذلك لأن والدي قال لي: " أنت تتصرفين بأنانية؛ ففي سفرنا هذا فائدة نصيبها جميعاً". سافرنا ومكثنا هناك عاماً دراسياً كاملاً، مع العلم أني لم أذهب للمدرسة هناك، بل كنت أدرس في البيت وأمتحن في السفارة المصرية، وقد كنت متعلقة جداً بأصحابي في مصر وكنت أحدثهم دوماً على النت. عدنا في الإجازة إلى مصر وقضينا فيها شهرين قبل أن نرجع إلى ليبيا، وقد كانت نيّة والداي أن تكون هذه آخر سنة لنا هناك لأني وأخي كنا مكتئبين جداً.
المهم، حدثت ثورة 25 كانون ثاني/يناير وتسمرنا أمام شاشات التلفاز لمتابعة الأخبار، كنت أنا وأمي نبكي طوال الوقت، كانت فترة عصيبة- أنا مؤيدة لمبارك بشدة وحزنت كثيراً لرحيله. ثم اندلعت الثورة في ليبيا، ورغم انا كنا نقطن في منطقة لا نشهد فيها إلا المظاهرات المؤيدة للقدافي- كنا في بلد القذافي نفسه- إلا أننا كنا نسمع صوت ضرب نار، وقد كان الليبيون يعاملوننا معاملة جيدة- بعضهم الآخر كان يقول أننا السبب وراء تلك المصائب، وهو كلام سمعنا عنه ولم يتوجه به أحد إلينا-. واجهنا مشقة شديدة حتى بعثت الخارجية المصرية طائرة لنقلنا، وقد بتنا في المطار في جو شديد البرودة، شهدنا ليلة صعبة جداً، ففضلنا أن نرجع للبيت وأن نتوجه للمطار ثانية بعد ذلك، وطبعاً في الطريق مررنا بأشخاص يحملون رشاشات وخضعنا للتفتيش ومصادرة بعض أغراضنا.
المهم رجعنا إلى مصر ودخلت المدرسة مع أصحابي وعادت الحياة، لكني أحس أني لست كما كنت في السابق؛ فقد بت غير مهتمة بأي شيء- وهو أمر يزعجني بشدة- ومستواي الدراسي تراجع كثيراً بعد أن كنت من المتفوقات، شخصيتي تاهت ولم أعد قادرة على اتخاذ القرارات أنسى كثيراً حتى المذاكرة.
لدي مشكلة أخرى أنا أسكن وتربيت هنا في القاهرة لكن أهل والدي جميعهم في البلد، أنا ألبس بنطلونات وطُرح قصيرة مما يدفع بنات عمّي للإلحاح بنُصحي بأن أتخلى عن ارتداء البنطلونات، هم ليسوا بالمتشددين لكن ربما يريدون لي أن أكون محترمة... إلا أني لا أرى في ارتدائها عملاً مخلاً أو محرّماً! أحياناً أرغب في الأخذ بنصائحهم وأحيان أخرى أفضّل رأي أمي في أني ما زلت صغيرة- رغم اني لست مقتنعة تماماً بمسألة أني صغيرة هذه!.
منذ أن عدنا لمصر وأنا أحاول التقرب من الله أكثر، فقد كنت في ليبيا أستمع للأغاني وقد سمعت في برنامج ديني أن ارتداء البنطلونات حرام! فقررت التخلي عنها والتحوّل لارتداء التنانير، مما يشعرني براحة شديدة في اتخاذ ذلك القرار.
سؤالي هو: هل البنطلونات والأغاني حرام أم لا؟.
آسفة للإطالة وأرجوكم ردّوا عليّ في أقرب وقت لأني متعبة جداً.
14/04/2011
رد المستشار
صديقتي الصغيرة..
أهلاً ومرحباً بك معنا وأهلاً بك مرة ثانية في بلدك الذي اشتاق إلى أبنائه المغتربين، مصر..
حبيبتي..
إن المرحلة التي تمرين بها هي مرحلة تقلّب في المزاج واكتشاف حياة جديدة لمن يعيش في ظروف مستقرة، فكيف هي لمن جرّب تغييراً كبيراً كالذي اختبرته؟!.
أولاً؛ ضعي في حسبانك أن ما تمرين به مؤقت وبعد فترة ستشعرين بالاستقرار في بلدك وبين أهلك وأحبابك، وستصبح هذه ذكريات مرت وانتهت، وستبلين حسناً في دروسك ويعود اهتمامك بالدروس والمذاكرة. ستشعرين بعد قليل أنك تملكين الحيوية والنشاط وحب الحياة كما كنت سابقاً بل أفضل..
دعيني أحدّثك عن شعوري حينما أقابل فتاة في عمرك؛ إنني دائماً أقول لنفسي: "ما أجملها إنها كالفراشة، تتنقل بفرح وتزهو بروعة وصفاء عمرها"، الفراشة تقفز من كلماتك يا هناء رغم أنك تغلّفينها بالملل واليأس. خذي نفساً عميقاً ورتبي أفكارك وذهنك، انظري لما مرّ بك على أنه مرحلة مضت اكتسبت منها خبرات وصقلت تجربتك وجعلت منك فتاة أقوى.
بالنسبة للمشكلة الثانية؛ إن الحكم في أنك كبيرة أو صغيرة هو حكم الشرع، فإن أصبحت مكلّفة شرعاً فإن جميع الأحكام الشرعية الخاصة بالمرأة تنطبق عليك، ولا حكم يوازي حكم الشرع.
أتمنى لك الخير، وسأنتظر ما يطمئنني عليك من أخبار.. السلام عليكم ورحمة الله....