تسيطر علي فكرة الانتحار
أنا طالبة في الصف الثاني الثانوي، كنت في البداية مجتهدة تمامًا ومستميتة في دراستي، لكنى الآن أشعر بعدم الرغبة في المذاكرة نهائيًا وأجد ضغطًا علي في المنزل، فقد شعورا بتقصيري. وفي هذه الأثناء ظهر في حياتي شخص تعلقت به كثيرًا هو لا يعرف ذلك، ولا أحد يعرف، أعلم أنني بمرحلة مراهقة، وكل ذلك سيزول بعد فوات الأوان، لكن كل تلك الاضطرابات داخلي جعلتني أبحث عن أسرع وسيلة للانتحار، وفى الفترة الأخيرة ابتعدت عن أصدقائي لعدة أسباب، ولكن هذا لا يهم فهم الخاسرون، ليس غرورًا ولكنني صدمت فيهم جميعًا.
2/4/2011
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا هاجر، وباستشارتك المقتضبة التي لم تذكري تفاصيل معاناتك فيها...
يا هاجر قد غادرت عالم الطفولة الوردي، ودخلت إلى عالم الكبار وإلى الدنيا بما فيها من حلو ومرّ، ومرها يزداد ويزداد، وتكثر الصدمات...، تصدمين من جهة الأفكار، والعواطف، ومن جهة العلاقات الاجتماعية، بل من جهة نفسك أيضًا...، وتكتشفين حقائق جديدة، وتفقدين العالم الوردي البريء... ومع فقدانه فقدت طعم الحياة إذ أصبحت عبارة عن غابة لا يحكمها قانون، ولا يجملها شعور، ولا يخفف من مرارتها صديق حنون... لكن هذه هي الدنيا!!
وإذا كانت كذلك، لماذا خلقنا فيها؟ ما الفائدة التي نجنيها من بقائنا أحياء في عالم بشع كهذا؟ هل خلقنا الله تعالى لنعاني ونتعذب؟
بالطبع لا فالله رحيم بخلقه، حكيم في فعله، وهذا علينا أن نؤمن به، يبقى علينا إذن أن نكتشف حكمته، ونتعرض لرحمته...
كنز جميل رائع، تحول بيننا وبينه جدران وأبواب وأقفال بديعة الصنع....، أمن الظلم في شيء أن تتحطم الجدران، وتكسر الأقفال ويصبح الكنز بين أيدينا؟...
كنز الحياة وجمالها هو معانيها التي تنبع من صلتنا بخالقها وموجدها، لكن يحول بيننا وبينه جدران وأبواب مقفلة من أعراض هذه الحياة...، ننشغل بها، نعجب بها، نضع آمالنا فيها...، نحبس أنفسنا خلف الجدران والأبواب، وننسى الكنز...
لكن الله يحبنا...، يريدنا أن نحصل على الكنز...، فيحطم الجدران من أمامنا...، فأما من حصر نفسه في تأمل الجدار، وزخارف الباب، وإتقان صنع القفل، فإنه يفزع لذهاب ما كان يتأمله، ويجد نفسه بلا شيء...، ويتمنى أن يتحطم هو أيضًا ويلحق بالجدران والأبواب.... وأما من يرفع رأسه، وينظر إلى الأمام، فينشغل بجمال الكنز، ويحمد الله على ما تحطم...
أفهمت علي يا هاجر؟
لماذا أجد نفسي تتكاسل عن الدراسة والعمل أحيانًا؟ لماذا أحاول أن أعيدها إلى سابق عهدها فلا أستطيع؟ لماذا يزداد الأمر فلا أرغب في أن أتحرك أصلًا فضلًا عن أن أرغب فلا أستطيع؟؟
أليس هذا ليحطم الله الجدار الذي بيني وبينه؟ جدار النظر إلى ذاتي وإنجازاتي، وجدار فرحي وإعجابي بذلك كله؟ أليس ليريني قدرته التي كانت تحركني من قبل، وليريني ضعفي، واحتياجي إليه، فأهرع للوقوف بين يديه، طالبة المدد، وإذ بي أتذوق طعمًا جديدًا كان إعجابي بنفسي قد حرمني إياه؟
لماذا يحال بيني وبين إرواء عواطفي ممن أحب؟ لماذا لا أستطيع البوح بما في قلبي؟ لماذا يخبو الحب الذي كان مشتعلًا دافئًا فإذا هو سراب بارد، وذكريات مؤلمة؟ أليس هذا ليحطم الله تعالى جدار الحب الزائف الذي أسعى إليه، وليجعلني أقوم فأبحث عن حب لا يخبو ولا يزول؟ عن حب أستطيع أن أناجي محبوبي فيه في أية ساعة من ليل أو نهار دون أن يشعر بي أحد؟ أليس لأبحث عن حب لا أخجل إن حدثت الناس عنه؟ أليس لأملأ قلبي بحبه سبحانه؟
والقلب الذي يحب خالق الكون، يحب الكونَ كلَّه لأنه خَلْقُ محبوبه...، ويحبه الكون كله مبادلًا إياه الشعور...
لماذا أصدم بأعز أصدقائي وأقربائي؟ لماذا أفاجأ بما يصدر منهم؟ لماذا أراهم مليئين بالنقائص بعد أن كنت أراهم غاية في الكمال والفهم؟ أليس هذا ليحطم الله تعالى جدار انشغالي بالناس، ونظري إليهم؟ فأرى كماله من خلال نقصهم، وأرى جماله من خلال قبحهم؟ أليس ليدلني على نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم الإنسان الكامل، الذي لا عيب فيه، فيعجب قلبي به أيما إعجاب بعدما أحسست بالفرق بينه وبين سائر الناس؟
أليس هذا كله لأعيش معانٍ حرم منها كثيرون؟ أليس هذا لأحصل على سعادة الدارين؟ هناك حكم كثيرة كثيرة، قد أشرت إلى جزء صغير منها، وحاولي أنت اكتشاف الباقي في تفاصيل ما يجري معك...
مصائب الدنيا تخبئ خلفها كنزًا عظيمًا، فابحثي دائمًا عن هذا الكنز وحاولي الحصول عليه...، وحينها يصبح للحياة طعم، ويصبح بقاؤك فيها نعمة وفرصة تزدادين فيها من جمع الكنوز، فلا تفرطين بها بهذه السهولة...
فهيا انفضي الحزن عنك، وانظري إلى الحياة على ضوء حقيقتها التي بينها الله تعالى لنا: خالق هو الله، مخلوق اسمه الإنسان شرفه الله تعالى بقابليته للعبودية له والحصول على الكنز...، مخلوقات أخرى جعلها الله تعالى لخدمة الإنسان في معاشه، وفي آخرته إذ تدله على الله تعالى بحلوها ومرها...
وأخيرًا أنصحك بالأخذ بالأسباب، والحصول على استشارة طبية نفسية مباشرة، فلعل في ذهابك خيرًا كثير لك، ومعونة على تخطي ما أنت فيه.
اقرئي على مجانين:
وحيدة وحائرة ومكتئبة! التفكير في الانتحار
مقبل على الانتحار: لا تنصحوني- متابعة3
محاولة انتحار أولى ولا تفاصيل!! مشاركة
زهرة البنفسج تريد الانتحار وكارول أيضًا
زهرة البنفسج تريد الانتحار مشاركة
أفكر في الانتحار وسأنتحر، ولكن
تمنياتي لك بانشراح الصدر وطول العمر مع حسن العمل...