الرجوع إلى الطريق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أجدد تحياتي ومحبتي لكم ولأشخاصكم الكريمة فردا فردا..... بداية أود أن أقص عليكم ما حصل معي في الفترة الأخيرة: يعني تكونت عندي تراكمات للتغيير على مدى السنين الأخيرة، وفي يوم من الأيام قررت أن أجعل من كل التراكمات دفعة قوية للأمام فقررت أن أتغلب على كل مخاوفي وفجأة جاءتني خاطرة أن أذهب إلى حرش قريب يعج بالوحوش وذلك لأعلن نهاية خوفي وضعفي بشكل "رسمي"... فعلا توضأت وذهبت إلى هناك عند منتصف الليل في حلكة من الظلام الدامس وصليت هناك ركعتين قرأت فيهما القرآن بأعلى صوتي ولكم تمنيت أن تستمر هذه اللحظات كل العمر من شدة حلاوتها ورونقها الذي تقف الكلمات عاجزة أمام وصفه.... وفعلا كانت هذه القشة التي قصمت ظهر بعير الضعف والهوان والذل فقد شعرت أني انتزعت كرامتي انتزاعا في تلك اللحظة....
وبعدها حصل معي موقف في امتحان حاول فيه المحاضر (ليس عربيا) أن ينال فيها من كرامتي لخطأ بسيط ارتكبته!!! فقمت ومزقت ورقة الامتحان في وجهه لأعلن رفضي لتلك العنصرية البغيضة، وصدقوني مع أني فشلت في ذلك الامتحان إلا أنني أشعر بسرور يغمرني بسبب جرأتي وعدم السماح له بالنيل من كرامتي مع كونه يتمتع بمنصب يمكن أن يضرني به.... وما كنت لأشعر ذلك الشعور لو سكت عن الظلم وأخذت علامة كاملة لأن كرامتي أهم بالنسبة لي من مجرد شهادات تزين الحائط... هذا الموقف هي واحدة من ثمرات جهدكم في هذا الموقع الكريم طبعا بعد توفيق المولى عز وجل فلا أدري كيف بإمكاني أن أجازيكم على ذلك (لا بأس أن تقترحوا علي إن شئتم... وأعدكم أني لن أبخل عليكم بشيء!!)
ابتلاني الله منذ سنة بمرض مزمن مما سبب لي في البداية العزلة وقد بلغ الأوج في الفصل الدراسي الماضي لدرجة أنني لم أكن أذهب للمحاضرات إلا نادرا وصرت بحالة نفسية صعبة إذ كنت مضطرا أن أبصق كل ما يقارب 5 دقائق أجلكم الله وعافاكم مما كان يسبب لي حرجا خصوصا أمام الآخرين.... لا أدري لعل الحالة النفسية ساهمت في زيادة المرض فجاءت النتيجة في هذا الفصل سيئة جدا بل إنه من أكثر الفصول تدنيا للنتائج الدراسية..... مما أصابني بحالة من الإحباط واليأس لعديد من الأسابيع وفي الحقيقة ما زال يعتريني ذاك الإحباط الذي يمنعني من مواصلة مشواري بتفوق كالسابق وكلما أحاول الرجوع إلى سابق عهدي في الدراسة تنتابني قلة تركيز تحول بيني وبين الدراسة فهل يمكن للحساسية في الجيوب الأنفية أن تسبب قلة التركيز أم أنه يمكنني التحكم بتركيزي؟؟!!
كذلك هناك جوانب أعمل على تحسينها في نفسي مثل التعبير عن مشاعري... يعني أجد صعوبة أحيانا في التعبير عن مشاعري وأحاسيسي خصوصا أمام عائلتي فما هي الخطوات للتحسين؟؟!!! تعتريني أحيانا لحظات أسميها بالجحود بمعنى أنه بالرغم من محاولاتي بعدم مقارنة نفسي بالآخرين إلا أنه تأتيني خواطر بشكل لا إرادي أحيانا فحواها أن فلان يتفوق عليك في كذا.... أحاول جاهدا أن أقاوم تلك الأفكار عندما أكون واعيا لها لكن أحيانا لا أشعر بها إلا بعد أن تصيبني بالإحباط والشعور بالفشل.....
في الحقيقة تنوع وجهات نظر المستشارين في ردود استشاراتي ساعدني كثيرا... فمن حكمة الأستاذة رفيف الصباغ إلى حنان وتشجيع ونضج الأستاذة أميرة بدران ومسك الختام مع النجم في تأكيد الذات الدكتور مصطفى السعدني.... أكن لكم جميعا تقديرا كبيرا في قلبي وأجلكم أيها الكبار.... أما بطل "مجانين" فله مني أجمل تحية على ما قدمه الموقع من فائدة لشريحة واسعة من مجتمعاتنا العربية فأصبحت يا دكتورنا وائل من الأوائل على مستوى الوطن العربي في هذا المجال ولذا أتوق إلى لمستك الساحرة على ما تقدمت سابقا.....
28/04/2011
رد المستشار
السلام عليكم، ومرحباً بك، نحيي فيك الاستمرارية والتواصل، ونكبر فيك الثقة بموقعنا وما نقدمه، ونشكرك على ما وزعت من ورود شهدت بها للزملاء المستشارين بالصدق بعذب كلامك، الأخ الكريم، يبدو أن هنالك ردود سابقة كثيرة، وأن استشارتك الحالية تعكس ما وصلت له من تقدم بعد عدد من الاستشارات، أما بالنسبة لما ركزت عليه بطلب الاستشارة الحالية فهو كما وصفت ((تعتريني أحيانا لحظات أسميها بالجحود بمعنى أنه بالرغم من محاولاتي بعدم مقارنة نفسي بالآخرين إلا أنه تأتيني خواطر بشكل لا إرادي أحيانا فحواها أن فلان يتفوق عليك في كذا.... أحاول جاهدا أن أقاوم تلك الأفكار عندما أكون واعيا لها لكن أحيانا لا أشعر بها إلا بعد أن تصيبني بالإحباط والشعور بالفشل))؛
ويبدو واضحاً أن الهدف هو التعرف على طبيعة هذه اللحظات التي وصفتها بالجحود، فتقارن نفسك بالآخرين، وتحاول جاهداً أن تقاوم هذه الأفكار، وهذا معناه أننا بحاجة إلى البحث في بنية الفكرة وتركيبها، فأرجو منك النظر في تركيبة هذه الفكرة لأن ذلك سيشخص طبيعة ما تعانيه، فالأفكار على عدة تركيبات بنائية، وعلى الأغلب فإنها تأتي بصورة تلقائية، أو لا إرادية لكن الذي يختلف هو مقدار الإلحاح في الفكرة، والقدرة على تفنيده، ومقاومتها:
1) هل هذه الفكرة ملحة، تصعب مقاومتها، ورغم معرفتك لتفاهتها فإنها تبقى في حالة من الإلحاح والتكرار، وبشكل إجباري، إذا كان ذلك فهذه تركيبة الفكرة الوسواسية.
2) هل هذه الفكرة منبعها نقص ثقتك بنفسك، وإحساسك بأنك أقل من الآخرين، وهي ليست إجبارية لكنها شعور داخلي بالضعف، وكأنها تعبر عن نظرتك لنفسك، إذا كانت بهذه التركيبة فهي على الأغلب فكرة منبعها نقص الثقة بالذات والإحباط، وتعبر عن مزاج اكتئابي، وتفكير سوداوي.
3) هل هذه الفكرة منبعها شعورك بأنك مركز اهتمام وانتباه الآخرين، وأنهم قد يلاحظون ضعفك، ويميزون بأنك أقل منهم، لذلك تقارن نفسك بما يملكون ولا تملك وهذا يدفع شعور الإحباط إليك؟ فعلى الأغلب ستكون من الأفكار المتعلقة بالكفاءة الذاتية، وهي على الأغلب تعبر عن درجة من المخاوف الاجتماعية.
واعذرني أخي للتفصيل، لكن من المهم جداً القدرة على التعرف على بنية الأفكار من هذا النوع لحسن التشخيص لطبيعة معاناة الشخص.
أما بالنسبة للإحساس بنقص الكفاءة الذاتية والإحباط، ورغبتك في تطوير قدرتك على التعبير عن مشاعرك، فأرجو منك النظر في الرابط المرفق أدناه، وهذا عبارة عن دليل للتدرب على توكيد الذات منشور على موقع المنار الأردني الوطني للتوظيف، وهو من أفضل أدلة الإرشاد والتوجيه الذاتي المنشورة باللغة العربية.
http://www.almanar.jo/AlManarEn/Portals/0/PDF/1393.pdf
http://www.almanar.jo/AlManarEn/Portals/0/PDF/1396.pdf
كما أرجو من حضرتك النظر في مدونات مجانين التالية:
مناطق التفكير
كل شيء أو لا شيء: التفكير القطبي
ما هو فقدان الأمان؟
الأفكار، التسمية وأخطائها
التغيير السلوكي؛ لماذا لا يتغير الناس؟؟؟
التدرج
أرجو من حضرتك أن تفرغ نفسك خلال الوقت المناسب لقراءة المرفقات، حيث أنها ستعطيك الكثير من التوجيهات التي نرجو أن تكون مفيدة، وكلما ساعدت نفسك بالتطبيق سيكون النجاح أكبر، أما بالنسبة للجيوب الأنفية وتأثيرها، فأنا شخصياً أعاني من نفس مشكلتك الصحية "الجيوب الأنفية" وهي فعلاً تأثر على التركيز أحياناً بسبب الأعراض والصداع أو ثقل الرأس المرافق لها، لكن أرجو أن يساندني الدكتور وائل أبو هندي بصحة هذا الرأي، ولك منا كل الدعاء بالعافية، وبارك الله فيك، ولا تتردد أن تتواصل معنا ومع أستاذنا الدكتور وائل أبو هندي في حال أي استفسارات.
التعليق: السلام عليكم أعتقد أن الأفكار هي خليط من النوع الثاني والثالث فأشعر بالضعف مع محاولاتي المتكررة بمخاطبة نفسي بأني قوي وواثق من نفسي إلا أن هناك قوى أشبهها بالثقب الأسود التي تبتلع كل تلك المشاعر الإيجابية والشعور بالقوة لتحولها إلى سلبية وشعور بالضعف...
أحاول جهاد نفسي مرارا وتكرارا وأنجح مرات وأفشل في أخرى ....... نعم هو شعور داخلي بالضعف مع أني ظننت أني بتلك المحاولة الجريئة مني الموصوفة أعلاه قد تخلصت من الضعف إلا أنه تبين لي بعد ذلك أنه تأثر أكثر بالثورات العربية وعندما هدأت الثورة بداخلي عاد الشعور بالضعف!!!!!!
وأيضا في شيء من الصنف الثالث وهو تخيل أن الناس يعرفون ضعفي ويراقبونني لذلك أفضل الانزواء والانعزال عنهم مع محاولاتي في المدة الأخيرة للتغلب على ذلك....