الوسواس الجنسي.. من قال قهري؟
يا دكتور بدايتي قبل قرابة 8 سنوات، كنت أرى مقاطع إباحية فترة "غفلة"، وقد وفقني الله ورزقني الالتزام بالصلاة جماعة، والالتزام بالآداب الإسلامية، ولم أعد أرى هذه الأشياء، ولكن يأتيني وسواس جنسي قهري قبل النوم، وأثناء الصلاة، وعند قراءة القرآن "طبعاً هذا ليس بشكل دائم ولكن بكثرة"، وذلك إذا حدث خلال اليوم منظر مثير، أو بسبب النظر إلى النساء، علماً بأن عملي يجعلني أحتك بالنساء بشكل لا بأس به، علماً بأني لا أرى الأفلام والمسلسلات والبرامج السافرة والمثيرة للجنس، وإنما متابعاتي إخبارية وثقافية ودينية.
يعلم الله أني أحاول غض البصر بقدر المستطاع، ولكن ما أراه خارج إرادتي...، لم أكن أعلم أن هذه "التخيلات" قد يكون وسواسًا قهريًا إلا بعد أن قرأت بالصدفة في أحد صفحات الانترنت أن هناك مرض وسواس قهري جنسي.
يجعلني هذا الوسواس ألجأ إلى العادة السرية، ولكني أحاول الابتعاد عنها بقدر المستطاع، أتعبني هذا الوسواس ويؤثر على نفسيتي ويعطلني عن بعض الأعمال التي أريد أن أقوم بها، ويجعلني أفكر فيه وأشعر بمرارة الذنب الذي أقترفه وأنا لا حول لي ولا قوة.
أريد المشورة من حضرتك بعد الاستعانة بالله، وهل الزواج سيبعد عني هذا الوساوس بشكل نهائي؟
وفقكم الله إلى كل خير...
28/04/2011
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "عبد اللطيف"، وأهلًا بك على صفحة مجانين؛
لا يبدو ما تعاني منه وسواسًا بالمعنى المرضي، وإنما هو مجرد إلحاح طبيعي للغرائز، يزداد ظهورًا عند وجود المثيرات المناسبة...، وتحت هذا الضغط والإلحاح، تلجأ إلى العادة السرية للتخفيف من معاناتك...
علاجك -ككل الشباب- لا يكون بالأدوية، وإنما بالزواج، وريثما يحقق الله تعالى لك ذلك، لا بدّ لك من الصبر على ما تضطر إليه من التعامل مع النساء، مع التزام الأدب الإسلامي في هذا التعامل، وتجنب المثيرات والفراغ... واستعن بالصوم كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ))، وكذلك أكثر من الدعاء، ومن الاستغفار فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ لَزِمَ الاِسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ)).
أعانك الله تعالى على ما يرضيه، ورزقك الزوجة الصالحة التي تعفك وتسعدك.