حائر وأريدها من أعلام الأمة....!!
السلام عليكم ورحمة الله؛
أنا من متابعي موقعكم الكريم منذ أكثر من 4 سنوات وقد استفدتُ منه كثيرا ونقلتُ هذه الفائدة للعديد من معارفي وزملائي فجزاكم الله خيرا، وقد قرأت معظم مقالاتكم الخاصة باختيار شريك الحياة المناسب أنا الآن في السنة الرابعة في إحدى كليات الهندسة وباقي لتخرجي سنة واحدة بإذن الله ولكني محتار هل أقدم على الخطبة -وكتب الكتاب بالطبع- هذا الصيف على أن يكون الارتباط بعد تخرجي (وضعي المادي جيد بفضل الله وأهلي جزاهم الله خيرا سيدعمونني من ناحية إعطائي مسكنا مستقلا وفي المصاريف اللازمة للزفاف وهم موافقون على فكرة كتب الكتاب هذا الصيف) وبهذا أكون قد أحصنت نفسي واستقررت عاطفيا خاصة كوني أدرس في بلدي وأعيش وحيدا فأهلي يعملون بالخليج، أم أنتظر لحين تخرجي وإكمالي الدراسة العليا ووصولي للاستقرار الوظيفي واكتسابي لنضج أكبر وقدرة أعلى على تحمل مسؤولية الزواج وتكوين الأسرة؟ (مع تحملي لآلام الوحدة الصعبة بالإضافة إلى المخاطرة بالتعلق العاطفي بشخص غير مناسب نتيجة الفراغ العاطفي الكبير الذي أعيشه).
أمر آخر، أنا أريد مواصفات خاصة في شريكة حياتي فلا أريد إنسانة عادية ولكني أريدها من أعلام الأمة اللواتي يحملن هم الأمة ويعملن على حل مشاكلها كمستشاريكم على هذا الموقع، فلا أتوقع الارتباط بإنسانة همها الأكل والشرب والتسلية والعيش على هامش الحياة دون أن يكون لها قضية وهدف في حياتها، فكيف لي بالوصول إلى إنسانة كهذه خاصة أني سأرتبط مبكرا مما يعني انها ستكون ما زالت في مرحلة البناء والتأسيس ولم تصل لمرحلة العطاء بعد فهل من دلائل معينة تساعدني لتوقع أن تكون هذه الإنسانة كما أتمنى؟؟ (خاصة أن والدتي تعيش في الخليج ولا تنزل لبلدنا سوى في الإجازات مما يعني قلة معارفها وكذلك قلة الفترة المتاحة لي للخطبة - بالإضافة إلى أن عادات الأسر الملتزمة في بلدي تقضي بالخطبة القصيرة والمحدودة بعدة جلسات فقط-) وإحدى زميلاتي بالكلية تصغرني بعامين ورأيت كتاباتها بالمنتدى تدل على وعيها ونضجها بالإضافة إلى مساهماتها في بعض الأنشطة بالكلية العام الماضي وما سمعته عن نشاطها الديني في جماعتها بالمسجد، وكذلك فإن وضع أسرتنا الاجتماعي والمالي متقارب وشكلها مناسب لي مما جعلها المرشحة الأولى للارتباط بها ولكن هناك عدة أمور تشغلني:
1- كنتُ أتمنى الارتباط من فتاة دارسة لإحدى العلوم الإنسانية (كالشريعة أو علم النفس أو التربية) كوني أرى حاجة الأمة الكبيرة للمختصين العاملين بجد وحماس بهذه العلوم وكذلك كوني أهواها بشكل كبير (فقد كان حلمي دخول الطب النفسي ولكن لم يشأ الله لي ذلك فعوّضت هذا الأمر بمطالعة الكتب والمواقع والبرامج النفسية وعلوم تطوير الذات ونشر هذه المفاهيم بين من حولي) وأرى أن دارسة العلوم الإنسانية أنفع للفتاة ولأمتها من دراسة العلوم التطبيقية والهندسية خاصة أني لا أحبّذ أن تعمل لكون ظروف عمل تخصصنا في كثير من الأحيان لا يتناسب مع وضع الفتاة الملتزمة.
2- سيكون أمام الفتاة ثلاث سنوات لتتخرج فلا أعلم مدى قابلية فتاة متميزة مثلها للارتباط المبكر، رغم الفرص الكثيرة لها في الارتباط بعد التخرج.
3- الفتاة ملتزمة وتواصلها مع الشباب محدود جدا "بصراحة لم أرها تتكلم مع شاب" فهل من الأفضل فتح الموضوع معها بشكل مباشر أم أحصل على رقم هاتفها وأوكل المهمة لوالدتي.
4- أنا معروف بالكلية بفضل الله ولي الكثير من الزملاء في جميع الدفعات وهذا يزيد الأمر تعقيدا بالنسبة لي في حال قمت بالخطبة ولم يتم النصيب ويزيد من ترددي وخوفي.
5- حصل سوء فهم بيني وبين إحدى زميلاتها من دفعتنا، فقد توقعت هذه الزميلة أني أنوي الارتباط بها ونشرت هذا الموضوع بين زميلاتها -وبالطبع فقد وصل الخبر للفتاة المرشحة- ولكني قمتُ بتوضيح الأمر لهذه الزميلة ولكن بعد أن حصل كلام كثير بين زميلاتنا لم أعلم به إلا مؤخرا لكوني أنا وهؤلاء الزميلات ملتزمين وعلاقاتنا محدودة جدا بالجنس الآخر، فلا أدري مدى تأثير هذا الموقف على موضوعي
فما هي نصيحتكم لي جزاكم الله خيرا
(أحبّذ أن يكون الرد من إحدى مستشاراتكم في بلدي فأهل مكة أدرى بشعابها وأنا معجب كثيرا بأفكارهن وحلولهن بارك الله بالجميع).
28/04/2011
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
حياك الله وجعل شهادتك للموقع وعملنا في ميزان أعمالنا يوم القيامة إن شاء الله. أعتذر للتأخير وعن إجابتي لك فقد أحيلت لي المشكلة وغالبا دون الانتباه لتوصيتك النهائية وقد يكون نظر لي باعتباري من بلاد الشام أيضا رزقها الله وأهلها الأمن والآمان.
قد تظن خطئا أن مشكلتك ناتجة عن الحيرة في قرار الارتباط بينما أرى أن سبب معاناتك هي فكرة لا منطقية خفية تدفعك للبحث عن الحل الأمثل والكمال، وفي الحياة ضمن الحلال لا يوجد حل أمثل ولا ما يضمن للإنسان السعادة والاستقرار فلا تبذل كثيرا من جهدك في بلوغ الكمال وتجنب العيش ضمن إطار الأحكام المسبقة والمعممة والقطعية ذلك أن أشهر أفكار أليس غير المنطقية تنص على وجود حل مثالي لكل مشكلة لا بد من الوصول إليه، وكذلك التعميم الزائد الأكيد.
بما أنك متابع لموقعنا لا بد قد عرفت أن الزواج بناء على العقل وحده يشبع وقد لا يمتع وحيث أحد أهداف الزواج المتعة لا بد من إشراك هواك في الاختيار، وهواك قد اختار من هي ليست من التخصصات الإنسانية فلماذا الحجر عليه.
ولنتوقف للناقش فكرة أن العلوم الإنسانية أنفع للفتيات والواقع يقول أن العلم جميعه مطلوب، وللتفوق والتميز نحتاج لأن ندرس ما ينسجم مع ميولنا وقدراتنا سواء كان علمي أو إنساني، نريد في كل مجال من يخشى الله في عمله في التدريس والهندسة والطب، ومن لا يمارس قد يشرف أو يدرس أو حتى يستشار.
لا تعارض بين الطموح والمسئوليات، مع النضج ستتعلم أن حياة الإنسان لا تسير في خط مستقيم ووحيد بل ننخرط في خطوط متعددة ومتوازية مدى الحياة وفي لغة علم النفس توصف الحالة بتعدد الأدوار، والنجاح فيها يعتمد على طبيعة الشخصية ومدى الدافعية، ورغم وصفي للخطوط بأنها متوازية يحدث التشابك أحيانا بين هذه الخطوط وهو ما يعرف بصراع الأدوار أما كيف تتداخل المتوازيات فذلك لأن الحياة ليست مثالية ولأن البشر لا تنطبق عليهم القوانين العلمية تماما.
يبقى السؤال حائرا بين المختصين هل ننتظر أن ننضج لنعيش الحياة أم أن انخراطنا في الحياة ينضجنا، وعن نفسي أتبنى وجهة النظر الثانية، وعليه فإن زواجك وتحملك للمسئولية سينضجك وقد يكون دافعا في الحياة، عليك أن تختار الصعوبات التي تستطيع أن تتعايش معها فإن ارتبطت الآن ستكون لديك مشكلات تماما كما لو أجلت ارتباطك فاختر ما تستطيع تحمله.
وصفنا رب العالمين بأننا أمة وسطا والحل الوسط الأمثل في حالتك هي أن تقدم على الخطبة وكتب الكتاب وتؤجل الزواج لحين حصولك على عمل فأنا مع دعم الأهل في تأسيس البيت وتكاليف الزواج ولكني أرفض أن تمتد مهمتهم لمصروفات الحياة اليومية للأسرة الجديدة.
يمكنك استكشاف اتجاهات أي فتاة تتقدم لخطبتها من الحياة أثناء جلسات التعارف الأولية بسؤال عام وبسيط عن طموحها وأين تريد أن تكون بعد عشر سنوات من الآن، أو ما هي الأشياء التي تشغل الكثير من وقتها ومن خلال الإجابة يمكنك بذكائك أن تعرف توجهاتها الفكرية العامة مع الأخذ بعين الاعتبار صغر سنها وربما قلة خبرتها.
أفضل أن تترك لوالدتك مهمة التواصل مع أهل الفتاة فهذا من شأنه أن يجنبك بعض الإحراج إن لم يحصل القبول وهو أمر لا يجب أن يمنعك من المحاولة فكيف ستعرف إجابة السؤال إن لم تسأله وأفضل الأسئلة تلك الواضحة المباشرة، وتذكر إن لم تسر الأمور على هواك أنك قبلها تختار وأن لا مجال في الحياة لتجنب الألم فالاجتهاد والأخذ بالأسباب يقلل من درجته ويعلمنا التعامل معه ولكن لا يقينا تماما.
أرجو أن أكون قد شملت جميع أفكارك وتساؤلاتك، وسأكفر عن تأخري غير المقصود بالدعاء لك ولجميع شباب المسلمين أن يرزقكم الله الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يحقن دماء المسلمين في كل مكان وأن يؤمنا في أوطاننا.... آمين.
ويتبع >>>>: الحائر وعواقب ذهان الخطيبة م