أرجوكم أنقذوني من نفسي...........
عزيزي الطبيب وبدون مقدمات .... أنا في حالة نفسية سيئة جدا جدا ولست أدري ما سبب تلك الحالة ...ولست أدري هل هذه أنا ام أنني (أمثل) على نفسي.. كل ما أشكو منه أنني أصبحت أشعر بملل فظيع من الحياة التي أحياها .. ولا أشعر بأي معنى سواء لنجاح حققته أو فشل مررت به أو أيا كان الموقف .. لأني أفكر بطريقة (ثم ماذا) ؟؟ بمعنى ماذا سوف يحدث بعد ذلك .. الحياة تسير والنهاية الطبيعية هي الموت .... فلماذا أصبر ؟؟؟ أعلم تماما أنها أفكار شيطانية قد تخرجني عن الملة وهذا بالطبع يسبب لي الألم النفسي (فأنا أدعو الله أنني لو انحرفت عن عبادته ألا يدعني أحيا على وجه البسيطة لأن هذا ما لا أريده) .. وكلما حاولت الخروج من تلك الأفكار بأن أشغل وقتي بأي شيء آخر مثل مشاهدة الأفلام الكوميدية أو غيره أشعر بالملل السريع وبالتفاهة .. وأعود للحالة السابقة ....
أستمع إلى القرآن الكريم وأحاول قراءته ولكن لا أدري .... كنت أشعر بأعراض غريبة جدا ( مثل احتياجي لأكل التراب ) مع وجود شيء ثقيل يجثو على صدري ووجود ألم في ذراعي الأيسر ولكن نظرا لأن والدي طبيب اكتشف أن احتياجي للتراب هو أحد أعراض الأنيميا وفعلا بقياس الهيموجلوبين في الدم وجد أنه 9,6 .. ولكن لم أشرح له الأعراض غير هذا العرض الغريب جدا .. ولا أدري هل يوجد علاقة بين الأنيميا والأعراض النفسية السيئة ..أصبحت أشعر بأنني في حاجة إلى دواء يجعلني أنام باستمرار حتى ينتهي أجلي ولا أفكر في شيء .. حتى دراستي وعملي أشعر انه ليس لدي طاقه لهما مع العلم أني أحب عملي جدا ....
من الناحية العاطفية آخر تجربة مررت بها كانت منذ 3 أشهر تقريبا ( كنت مرتبطة بشاب ولكنه أصغر مني ب سنة و 8 شهور وبالرغم من وسامته وأخلاقه الطيبة جدا إلا أنه كنت كلما قابلته أشعر بهذا الألم في ذراعي وهذا الثقل في صدري وطالما ساورتني أفكار عنه مثل أنني كيف سأكمل مع هذا الشخص ( لأنه غير وسيم) بالرغم من وسامته في الواقع .. أو أن عقله أصغر من عقلي أو أنه غير طموح أو أو أو ....... وبالرغم من ذلك إلا أنه عادة لا تؤثر في التجارب العاطفية بهذا السوء لأني مؤمنة بأن الشيء ما لم يكن من نصيبي فليس لي فيه خير .........
بالنسبة لحياتي أنا أعمل في القاهرة ولكن أسرتي تعيش في محافظة أخرى لذلك أنا أعيش في بيت الطالبات .. وأنا على هذا الوضع منذ أن كنت في الجامعة .. هذه الحياة ليست سببا في هذا الإحساس وإن كانت معي رفيقة في الغرفة من الممكن أن تكون جزءا من تعبي لأن حياتها مختلفة تماما فهي تلعب كمحترفة في أحد النوادي بلعبة رياضية وعلى الرغم من ذلك هي دائمة السهر ليلا والنوم نهارا مما يجعل نظام الحياة بيننا متعارض ولكني تعودت لأني معها منذ قرابة العام ...........أمي متوفاة ونحن نعيش كأسرة واحده مع أبي وزوجته ..نحن أربعة إخوة أشقاء واثنان من أبي.. زوجة أبي ليست امرأة شريرة بل بالعكس (ست جدعة) و تحبني.. ولكن تظل هي زوجة أبي .... بالنسبة للدراسة فقد ابتليت بمشرفة أصابتني بالإحباط وأنا في الماجستير ولا أدري السبب وجعلتني أحصل عليه في حوالي 5 سنوات وهي الآن تحاول أن أعود للتسجيل معها مع وعود بأن أحصل على الدكتوراه في أقل من هذا ......وهي دائما ما تمتدحني وتذكر أنني عندما جئت لأسجل معها كنت قمة في النشاط والتفاؤل وحب الحياة ؟؟؟؟؟؟؟ ولكن طبعا طلبها هذا مرفوض وهي تعلم ذلك لذا فهي تفعل ما يشبه المطاردة بأن تتصل بي أو تسأل صديقاتي عني أو تتحجج بنسخ الرسالة وغيره ................ولكن هذا أيضا لا أظن أنه قد يسبب لي تلك الحالة البائسة الغريبة التي لا أتمنى أبدا أن تصيب أي شخص آخر كما لا أتمنى أن أظل عليها مدة طويلة .............
R03; لا أدري إن كنت قد استوفيت متطلبات تشخيص الحالة .. ولكن أرجو الإفادة هل من الممكن أن أعود طبيعية كما كنت .. هل يوجد دواء ,,,,,,,,,
أرجوكم ساعدوني جزاكم الله خيرا
28/04/2011
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة الأخت "نيفين" حفظك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إبتسمي! أنتِ في القرن الواحد والعشرين! عصر الإنترنيت، والساتلايت، والهاتف المحمول. عصر السرعة. عصر الفقر والعوز، والتباين الاجتماعي. كما أنه عصر الزعماء الذين لا شغل لهم إلا عدم رعاية مواطنيهم...
يا آنسة نيفين! عندنا أسباب كثيرة لكي نسعد. ابتداءً من سرعة التواصل، إلى سهولة الاكتشاف، إلى الاقتراب الاجتماعي... كما وعندنا أسباب أكثر لكي نقع في الكآبة.
نعم، إنها الكآبة وعوارضها التي وصفتِ. فهي التي أوقعتكِ في الفخ. وما ألم الذراع، والثقل بالصدر، إلا عوارض تشنجية إنعكاسية للتوتر العصبي الذي تعيشينه، والذي طالما يرافق الكآبة مع الشعور باليأس، وعدم المقدرة على المواجهة، وحُب الإنعزال والقلق، أو النوم المفرط... وغيرها من العوارض الصارخة التي تؤدي عادة بالمريض لأن يعود طبيباً.
تصوري أنكِ كنتِ ترين حسنة أنك مرتبطة بشاب أصغر منك بسنة وثمانية أشهر سيئة لا تغتفر؟!
آنسة نيفين! الكآبة النفسية باتت مرض العصر، وقد وقع فيها الأوروبيون أكثر من شعوب العالم الثالث بكثير. وهم أكثر مَن يستهلك الأدوية المضادة للكآبة والمهدئات العصبية. فلا بأس أن نصاب مثلهم بهذا المرض. بل البأس بأن نبقى حيث سقطنا، وأن لا نأخذ العلاج، وما رسالتك اليوم إلا صرخة إستشارية للخروج من المأزق.
نعم، قد تكون أستاذتك قد أثّرت عليك بتأخيرك في الماجستير، فهنالك العديد من الأساتذة ممن تشعرين إلى جانبهم بأنك صغيرة، وآخرون قلائل تشعرين إلى جانبهم بأنك كبيرة ومهمة جداً. فعندكِ حلين: إما أن تحولي الأستاذ صاحب العقد إلى شخصية كريمة محبّة ومساعِدة؛ وإما أنن ترحلي بحثاً عن أستاذ آخر لا يأتي لكِ بالمتاعب، بعد أن تكثري السؤال عنه فتتسجلي عنده في الدكتوراه. وكم نتمنى لكِ الإسراع في اختيار الموضوع.
إذن، الموضوع بسيط وواضح، أنتِ كئيبة. وهنالك العديد من العقاقير التي يمكن أن تستعمليها، ولكن طبعاً بعد استشارة طبيب نفسي يتابع معك العلاج.
أما القسم الثاني من العلاج وهو العلاج السلوكي، والحياتي؛ فقد يكون للعلاقة السليمة بالباري عزّ وجلّ من صلاة ودعاء واستغفار دورٌ كبير في مساعدتك... كما وقد يكون للنظر في مشاكل الآخرين الذين هم دونك علمياً واجتماعياً ومادياً دور آخر في استقطاب الأفكار الإيجابية لننعم بالشكر وبالراحة النفسية
"نيفين": هذه هي الحياة! ألم يخبركِ أحد بأنها كلها متاعب وابتلاءات للمؤمن، وسهولة لسواه وبساطة وشكر للراضين؟
اقرئي على مجانين:
ما تود أن تعرفه عن العلاج المعرفي السلوكي
العقعقة Pica في نطاق الوسواس القهري
أكل الطين أكل الطَّفل كلها عقعقة!
ودمتِ
التعليق: شكرا د. قاسم كسروان ... لقد أعانني الله على الخروج من تلك الحالة وبدون أدوية أو لجوء للطبيب ... ولدي استفسار لو تسمح ... بخصوص الألم في الذراع .. فهو يراودني تارة بعد أخرى وخصوصا أنه قد تقدم لي خاطب يريد الزواج كل مواصفاته جيدة ولكني أراه قصير القامة وهذا شيء يضايقني .. كلما رددته (الخاطب) عاد مرة أخرى .. ومع التفكير في إمكانية الموافقة عليه يرادوني هذا الألم .... فهل هذا مرتبط بمخاوف معينة من تحمل المسؤلية .. أم أنه متعلق فقط بهذا الخاطب ؟؟؟ ولست أدري هل سيصبح هذا حالي كلما تقدم لي خاطب ؟؟؟؟ أفدني بالله عليك