السلام عليكم
كل الشكر والتقدير للقائمين على هذا الموقع وجزاهم الله عنا ألف خير، لدي مشكله وبكل صراحة لا أعرف على من أعرضها ولقد حاولت القراءة لكي أفهم نفسي ولكني وجدت أني متشتت وذلك للكم الكبير الذي قرأته في شتى مجالات علم النفس لذلك أرجو منكم توجيهي إلى الطريق الصحيح وشكرا سأعرض مشكلتي من خلال نقطتين:
الأولى: أعتقد أنني شخص لدي ما يسمى بالرهاب الاجتماعي فأنا في بعض الأوقات أكون في حالات لا أستطيع الكلام فأخجل من نفسي حينما أقدم نفسي في بعض الاجتماعات وبالتحديد أخجل من صوتي وأحيانا لا أستطيع أن أنطق اسمي فأحاول التهرب من بعض الاجتماعات لهذه الأسباب وبالذات حينما يكون في هذا الاجتماع الكثير من الناس لأني أحس عندما أتحدث أن هناك أشخاص يضحكون مني ولا أدري كيف جاءتني هذه الأحاسيس فأجد نفسي أتلعثم وأتصبب عرقا وتتغير نبرة صوتي...
الثانية: في علاقتي مع أصدقائي أجد نفسي في بعض الأحيان لا أستطيع الرد على من يمازحني بكلمات قاسية فأغضب ولا أبين غضبي هذا بل لا أستطيع أن أبينه في الوهلة الأولى وإذا استمر ذلك الشخص بخفة دمه تجدني أنفجر عليه غضبا وأبدأ بتحويل الموضوع إلى موضوع جدي مما يجعل الناس تتضايق مني وفي نظري الشخصي إن سبب ذلك عائد إلى عدم سرعه البديهة لدي فلا أستطيع الرد على من يمازحني في الوقت المناسب وبردود تجعله يتوقف أو تحرجه بل يستطيع اصطياد زلاتي مما يجعل من حولي يضحك وهذا ما يغضبني.
أرجو توجيهي التوجيه الصحيح فأنا شخص أحب القراءة ولدي الكثير عن علم النفس وغيره ولكني أجد نفسي تائها لا أستطيع تحديد مشكلتي أو تدريب نفسي لحل هذه المشكلة أريد أن أعرف ما الذي أعانيه وأريد إعطائي أي حلول حول هذا الموضوع وسؤال أخير وهو هل هناك تمارين خاصة لاكتساب سرعه البديهة مع أن الكثير يصفني بأني ذكي أو حاد الذكاء ولكن في العلاقات الاجتماعية يغيب هذا الذكاء ولا أجد ذكائي إلا في أعمالي الخاصة أو الأعمال المشتركة بيني وبين عدد قليل من الأعضاء في عملي أو غيره.
28/04/2011
رد المستشار
الأخ الكريم، نشكر لك ثقتك وتوجهك بطلب الاستشارة من موقعك "مجانين"، من الواضح أنك قد قرأت الكثير حول مشكلتك، ويبدو أنك فعلاً قريب من التشخيص الصحيح، فالواضح أنك عندما تكون في تجمع اجتماعي تواجه أعراض قلق، لكن هذه الأعراض لها شكلان في العادة للتأكد من دقة التشخيص:
1) عبارة عن أفكار بأنك ملاحظ وأن الآخرين قد يلاحظون تصرفاتك فيسخرون منك أو ما غير ذلك، مع أعراض توتر طفيفة.
2) أفكار بأنك ملاحظ أيضاً لكن يرافقها درجة عالية من الأعراض الجسمية من زيادة ضربات القلب، صعوبة التنفس، الشعور بالخوف.
في الشكل الأول من شكل الأعراض يعود ذلك للمعاناة من أعراض اضطراب الشخصية القسرية، خاصة الأعراض الكمالية، أي الرغبة في الظهور دائماً على أعلى درجة من الجاهزية، وتوقع أرفع درجة من الأداء أمام الآخرين، أما في الثانية فهي تعبر عن أعراض القلق الاجتماعي، والذي يدور حول المعاناة من أعراض القلق الجسمية نتيجة الإحساس بالتهديد الداخلي أثناء مواجهة الموقف الاجتماعي، ورغم الفوارق البسيطة بينهما إلا أن التشخيص الدقيق يستدعي فيما بعد طريقة علاجية مختلفة لكل منهما، فأرجو من حضرتك الدقة في طريقة تحديد ما تعانيه على مستوى، ماذا يخطر ببالك من أفكار في لحظة المواجهة الاجتماعية، ما هي الأعراض الجسمية التي تشعر بها وكم درجتها، وما هي المشاعر التي تتولد لديك، كل ذلك يعطي الصورة الدقيقة لحسن التشخيص، وبالتالي القدرة على اقتراح البرنامج العلاجي الدقيق المناسب.
أما بالنسبة للتفاعل مع المواقف وما تعانيه من عدم القدرة على الرد، أو الانفجار بغضب، فهذا ما يسمى بتوكيد الذات، وسأرفق لحضرتك بعض الأوراق والأدلة المساعدة "للإرشاد والتوجيه الذاتي"
http://www.almanar.jo/AlManarEn/Portals/0/PDF/1393.pdf
http://www.almanar.jo/AlManarEn/Portals/0/PDF/1396.pdf
كما أرجو من حضرتك النظر في مدونات مجانين التالية:
مناطق التفكير
كل شيء أو لا شيء: التفكير القطبي
ما هو فقدان الأمان؟
الأفكار، التسمية وأخطائها
التغيير السلوكي؛ لماذا لا يتغير الناس؟؟؟
التدرج
أما بالنسبة لسرعة البديهة الاجتماعية فهي عبارة عن مهارات اجتماعية عالية المستوى، وهي الآن تحت بند "الذكاء العاطفي"، هذه إشارات سريعة، مع رغبتنا في السماع منك لاحقاً حول تفاصيل أكبر، وفقكم الله لما يحب ويرضى، ولك منا كل التحية.
التعليق: حاول أن تبين غضبك في الوهلة الأولى وأخبر صاحبك أنك لا تحب هذا النوع من المزاح، وإذا استمر حاول أن تتجاذب ثمار الحديث مع شخص آخر، ولا تلقى بالا للشخص الذي يحاول إغضابك بمزاحه، لأنه لا يحترم مشاعرك،
وأتفق معك في أن هذا الموضوع يرجع لسرعة البديهة، ولكن إذا وضعت حد limit ستجبر من أمامك على احترام مشاعرك وأحاسيسك.
كذلك إذا مرنت نفسك أنك تتحدث أمام الناس، فسوف يقل التلعثم وتصبب العرق، وتزيد خبرتك شيئا فشيئا.