الحزن والندم على ما فاتك بسبب الوسواس
السلام عليكم أعانى من الوسواس القهري من حوالي 10 سنوات وأتعالج من حوالي 5 سنوات، وأتعالج حاليا بلوسترال 50 وانافرانيل 75 ودوجمتيل فورت.
والحمد لله يوجد تحسن بفضل الله تعالى من فترة،
وأنا حزين بشدة على ما لم أعشه بسبب المرض، هذه الحالة من الندم والحزن تصل بي حتى البكاء، فهل هذا خطر أم شيء طبيعي؟
أدعو من الله أن يشفى كل مريض.
آسف على الإطالة.
السلام عليكم
29/04/2011
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا محمد
أرجو الله تعالى أن ينقل حالك من حسن إلى أحسن. سامحك الله يا محمد!!
أية إطالة تعتذر من أجلها، وما كتبت إلا ثلاثة أسطر؟!! مجانين يرحب بك وإن كتبت صفحات...، الموقع موقعك يا أخي ونحن لخدمتك وخدمة أمثالك...
أقدر معاناتك تمامًا، وأعلم أن عمر الإنسان غالٍ لديه، ويعزّ عليه أن يضيع بلا عمل يكون له أثر في حياته...، ولكن صورة التقصير هذه لا عبرة بها، فنحن يا أخي نعيش ونعمل لننال درجة عند الله تعالى في الآخرة، فإذا الله منحك إياها بغير صورة عمل فلمَ الحزن؟ أنت لم تخسر شيئًا في الواقع!!
قال صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا)) والحديث في صحيح البخاري. ثق تمامًا أنك لم تخسر شيئًا، بل كسبت أجر الصبر زيادة على أجر عملك الذي يكتب لك وكأنك صحيح معافى!!
فاحمد الله تعالى، هناك أناس يتعبون ويتعبون في العمل ويكون عملهم صورة بلا أجر ولا فائدة، وأنت تعجز عن العمل لضعف فيك فيكتب لك الأجر –بإذن الله تعالى كاملًا- وإن لم يكن هناك صورة عمل!!
قد يكون لك آمال حال مرضك دونها، وقد يكون لك طموح عجزت عن الوصول إليه بسبب معاناتك، لكن ما أدراك أن وضعك الآن خير لك من تحقيق آمالك؟... أما الدنيا فهي زائلة بإنجازاتها وبهارجها، وأما الآخرة الباقية فلم تخسرها...
هناك من الموسوسين –فعلًا- من يتملكه الحزن مثلك فيبكي ويبكي على حاله إلى أن يكتئب فيزيد الطين بلة، فأرجو منك أن تحمد الله تعالى على نعمه، إذ وجدت علاجًا، وإذ كان مرضك الوسواس فقط لا شيء آخر أشد منه، وما أكثر الأمراض التي تشل الإنسان عن العمل...، وكلما تذكرت عمرك الذي ضاع تذكر فورًا أجرك الذي بقي، وقل: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، لتكون ممن بشرهم الله تعالى بقوله: ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)) [البقرة: 155-157]
عافاك الله وبارك في عمرك وعملك، وعوضك خيرًا مما فاتك في الدنيا والآخرة.
واقرأ على مجانين:
الوسواس والاكتئاب إلى متى؟؟
الوسواس القهري والاكتئاب مشاركة1
زوجي مصاب بالوسواس القهري والاكتئاب
التعليق: شفاني الله وإياك ......................... أرجو التواصل مع الأستاذة رفيف الصباغ حالتي صعبة