السلام عليكم
يدرس معي في دفعتي في الجامعة شاب هو زميلي في عمل المجموعات، مؤدب ومحترم جداً معي، كنت أشعر باهتمامه بي والذي ربما ليس إلا اهتماماً أخويّاً بي كزميلة مؤدبة، لكني شعرت بالإعجاب نحوه. أظنه كان يوم 15 كانون ثاني/ يناير حين صادفته على "الفيس بوك" وبدأت أتابع صفحته وأطالع تعليقاته التي كانت جميعها عن مصر وشباب مصر وأنه يتمنى لو يستطيع السفر إليها ليكون معهم... هنا مشاعري تطورت وبت أراه إنساناً شجاعاً ورائعاً جداً، لا أدري إن كان هو الشخص الذي أحلم به أم مجرد تشابه؟!.
أنا لا أكلمه في الجامعة إلا في حدود الدراسة وما يتطلبه علمنا معاً في المجموعة ذاتها، وهو أيضاً لم يكن يكلمني الفصل الفائت إلا ضمن الحدود نفسها إلا أنه صار يتجنبني هذا الفصل! ربما يشعر بالخجل مني أكثر من باقي الطالبات لأننا المصريان الوحيدان في المجموعة!! ربما هي مجرد تخيلات عقلي يرسمها لئلا أشعر أنه حب من طرف واحد.
مشكلتي هي أني أفكر فيه طوال الوقت! لم أعد قادرة على التركيز في المحاضرات أو المذاكرة، ورغم أن ذهني في العادة يشرد قليلاً أثناء الدراسة إلا أن التفكير فيه زاد الطين بلّة. أحس بنوع من الحزن على نفسي؛ فأنا لم أتوقع أن أكون ضعيفة أمام شيء كهذا وأن أعيش في عالم الأحلام، كنت أظن في نفسي القوة وأني لن أسمح لها أن تحب إلا الشخص الذي يرغبني ويعجبني فكره ومنطقه... أنا لم أظهر له مشاعري ولكني أحس أني قللت من شأني لأني أضيّع نفسي في التفكير في شخص يصعب أن يتقدم لي من أساساً للأسباب التالية:
1. لا أعرف شيئاً عن مشاعره نحوي، والاحتمال الأكبر أنه يعتبرني أخته.
2. هو في مثل سني، 19 عاماً فقط.
3. ليس هناك ما يدفعه للإقدام على هكذا خطوة.
تعبت من نفسي، أريد التركيز في مذاكرتي وأن أتعلم وأحصّل درجات أفضل من الفصل السابق. أريد التخلص من مشاعري تلك، لأني لو فعلت ذلك متأخرة سأجرح، هذا وأنا أشعر أني مجروحة من الآن... كلامي غير مرتب!.
أعرف أن احتمال أن تساعدني في هذا الوقت هو احتمال ضعيف، فأظنك مشغول بما يحصل في مصر وليبيا، وأنا آسفة جداً جداً لأني أكتب مشكلتي في وقت غير مناسب كهذا.
23/2/2011
رد المستشار
صديقتي العزيزة؛
لست ألومك على تعلّقك بهذا الشاب لما ذكرته من أخلاقه وصفاته الجميلة، خاصة وأنكما المصريان الوحيدان في الغربة، والغربة تخلق داخلنا نوعاً من الحنين للتماثلات. لكن يا صديقتي تعالي نتناول الموضوع من وجهة نظر أخرى.
لو قلنا أننا سننظر لحياة الإنسان من أعلى ونقسمها كالفطيرة فسأعطي جزءاً لحياتي الاجتماعية، جزءاً لحياتي الشخصية، وآخر لعلاقتي مع الله فهو القوة التي أستند إليها في ضعفي ووحدتي، وسأخصص جزءاً لعائلتي، وجزءاً لدراستي، وجزءاً لي أنا: لطموحي وأحلامي وعذابي وآلامي ومخاوفي وسخريتي من نفسي. ما أود قوله يا صغيرتي هو أن حبك كان معذباً أم لم يكن، لا يجوز أن يؤثر على الجوانب الأخرى من حياتك، بل عليك أن تعطي كل شيء قدره، فهذا هو أهم ما يميّز الشخصية المتوازنة، حيث مهما تكن الصعوبات التي تواجهها في الحياة يجب أن تستمر الحياة وألا تنهار باكية وتعجز عن التفاعل مع الآخرين وإكمال الدراسة وتحقيق الطموح! وهذا فقط ما يفرّق الشخصية الناجحة عن تلك التي تسقط على هامش الحياة فلا يشعر بها أحد ولا تؤثّر إيجاباً على الآخرين.
أعرف أن ما أقوله صعباً وربما مؤلماً أيضاً، لكن ما هي الخيارات أمامك؟ هل ستستجدينه حبه؟ هل ستصغّرين نفسك أمامه محاولة للفت انتباهه؟ ألا تظنين أن كونك لامعة متفوقة لا تفارق الابتسامة شفتيك سيلفت انتباهه أكثر؟ وقد تفعلين ذلك كله ولا يحبك! أين إيمانك بالنصيب والقضاء خيره وشره؟.
في نهاية اليوم لن يساعدك على النوم بهدوء ورضىً إلا رضاك عن نفسك واختياراتك، وإن كانت مرّة.
ركّزي يا صديقتك على أولوياتك، فعليك السعي والرزق على الله.
والسلام.