مخاوف من الحسد والأعمال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا آسفة لأني سأتعبكم، ولكن لي زميلتان استشارتاني في أمور ونصحتهما بعض النصائح، ولكني أخشى أن تكون نصائح غير دقيقة وغير كاملة، فأردت أن أرجع إليكم لأستنير بآرائكم. فلقد استشارتني زميلة لي في أنها لديها مخاوف شديدة من الحسد عمومًا، ومن سيدة معينة على وجه الخصوص، وروت لي عدة حوادث تقارب عشر حوادث جعلتها تعتقد أن هذه السيدة -وهي قريبتها- تحسدها، فالتليفزيون الجديد الذي اشتروه من بضعة أشهر عندما دخلت قريبتها وقالت: "ياااااااااه دا كبير قوي ولا كأنه سينما"، في نفس اليوم عطب، ومرة ثانية قالت: "الخادمة دي ممتازة وأمينة وبتشتغل كأنه بيتها"، في آ خر اليوم حصلت مشكلة كبيرة معها، ورحلت من البيت، وكذلك زوج زميلتي هذه قالت لها قريبتها: "دا راجل ولا كل الرجالة واقف مع والدتك كأنها أمه بالظبط" في اليوم الثاني تعب وأجرى عملية، ومواقف كثيرة كهذه...
أنا قلت لها: إن هناك أشياء كثيرة في الدنيا تعتبر بالنسبة لنا غيبًا، ولأن الغيب لا يعلمه إلا الله فأنت لا يمكنك أن تعرفي أن قريبتك تحسدك، وليس معنى تزامن وجودها وكلامها مع هذه الحوادث أنها هي السبب في ذلك، وكل ما يمكنك فعله هو الالتزام بالأذكار، واليقين أن الله تعالى قادر على حمايتك، ولا يجب أن نؤمن بقوة الحسد، ونؤمن بقدرة الله تعالى على حمايتنا من الحسد، وقلت لها: تعاملي مع قريبتك بشكل طبيعي، فسألتني: هل أجعلها تأتي إلى بيتي وترى أولادي وأنا أخاف عليهم منها؟! قلت لها: استعيني بالله، واجعليها تأتي. أنا أخاف أن أكون نصحتها بشيء غير صحيح وعرضت أولادها للخطر فعلًا...
وأيضًا لي زميلة ثانية قالت لي هي تخاف أن تكون مسحورة، فقلت لها نفس الكلام السابق: هذا غيب ونحن لا نستطيع معرفة الغيب، لكن نستطيع اللجوء لربنا سبحانه وتعالى ليحمينا. فقالت لي: هل أذهب إلى الشيوخ؟، قلت لها: لا تدخلي نفسك في هذه الطرق. قالت لي: إن الرسول عليه الصلاة والسلام لما سحره اليهود، أخرجه سيدنا جبريل من المكان الذي دفن فيه، إذن علي أن أذهب أنا إلى أحد يساعدني على إخراجه.
أنا لا أدري! هل صحيح أن سيدنا جبريل أخرج السحر من المكان الذي دفن فيه؟؟؟؟ وهل دينيًا ينبغي للإنسان أن يذهب لشيوخ يرقوه، وإذا كان هناك سحر أخرجوه؟ أم يكتفي بقول الأذكار بنفسه والاستعانة بالله بدون وسيط؟؟؟؟
وجزاكم الله خيرًا
وأرسلت منى أيضًا تقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أ.رفيف ليس لدي سؤال محدد، غير أني أحببت أن أقول لك أني أحبك في الله، وأشعر براحة كلما قرأت ردودك، وأشعر أيضًا بالاطمئنان لأني بإذن الله إذا احترت في شيء فسأجد بإذن الله من يجعله الله تعالى سببًا في ذهاب حيرتي بمشورتك.
شكرًا لك ولكل من يقتطع من وقته لخدمة الآخرين ونصحهم، فأنا أعرف جيدًا مدى أزمة وضيق الوقت، وأعاني أيما معاناة من تسرب الوقت دون إنجاز كل المطلوب والمتراكم.
جزاكم الله كل الخير
وأكثر من أمثالكم
23/4/2011
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا "منى"
أحبك الله الذي أحببتني فيه، وأرجو أن تكون أسرة مجانين جميعها عند حسن ظنك..... إن الإصابة بالعين أمر ثابت ومعروف، ففي الحديث الصحيح، قال صلى الله عليه وسلم: ((العين حق)). فبعض الناس لنفوسهم خواص تجعلهم يفسدون الأشياء إذا نظروا إليها نظر إعجاب مع الغفلة عن ذكر الله، إذ ينبعث من عيونهم أشعة سامة تخترق ما أعجبوا به فتفسده وتؤذيه....، وضررهم هذا كضرر سائر الأشياء، بمعنى أن العين لا ضرر لها في ذاتها ولا تأثير، ولكن الله بقدرته يجعل لها تأثيرًا عند نظر العائن إلى ما يعجبه....، فكيف أن النار لا تأثير لها بذاتها في الإحراق، ولكن الله يخلق الإحراق عند ملاقاة النار للأشياء، كذلك الأمر هنا.... وطبعًا، ليس لكل الناس هذه الخاصية، بل ناس دون ناس، وبعضهم أقوى في تأثيره من بعض، فمنهم من يبلغ تأثير عينه إلى قتل المعيون، ومنهم من لا يتجاوز الأذى البسيط....
ومع التجربة يمكن معرفة العائن، بتكرار الأذى منه، ولم يغفل الفقهاء عن البحث عن حكم أذية العائن، فضلًا عن بيان حكم الوقاية منه والعلاج، فذكروا أن العائن يغرم ما أتلفه بعينه، وأن للحاكم حبس العائن الذي عرف بأذيته للآخرين إلى أن يموت أو يتوب، ليكف أذاه عن الناس، وينفق عليه مدة حبسه من بيت مال المسلمين.....
والعين تختلف عن الحسد، إذ الحسد تمني زوال النعمة عن المحسود، ولا يكون إلا مع البغض من النفوس الخبيثة، أما العين فقد تكون من المحب وقد تكون من المبغض، لهذا قد تصيب الأم ابنها بالعين حين تعجب به....، والحسد يؤثر ولو على بعد، أما العين فلا تؤثر إلا عند رؤية العائن للمعيون....، وأسوأ الأحوال إذا اجتمع الحسد والعين معًا.
لكن الذي يحصل، أن كثيرًا من الناس يصبح الأمر عندهم وسواسًا، فيخافون من كل صغير وكبير، ويلصقون الحسد والعين بكل غادٍ ورائح، لهذا كان سد هذا الباب خير لهم، وينصحون بالأذكار وصرف الفكر عن التفكير بهذا....
وعلى هذا: على الإنسان أن يحصن نفسه بالأذكار الواردة، فهي تدفع عنه بإذن الله تعالى، وإذا تأكد من أن فلانًا من الناس عائن، بالتجربة المتكررة (وبغير وسوسة) أو باشتهار ذلك بين من يعرفونه، أو باعتراف العائن نفسه (إذ العائن يعرف نفسه، ويعرف أنه قد أصاب فلانًا بالعين حين يصيبه)....، فله أن يتجنب الاختلاط به دفعًا للضرر عن نفسه وحمايتها....، وإذا أصيب عالج نفسه بما ورد من العلاجات والرقى، أو طلب من غيره من الصالحين ذلك.....
وأما بالنسبة للسحر، فهو موجود وأثره ثابت أيضًا، وهو كالعين وسائر المضرات، لا تأثير له في ذاته وإنما بقدرة الله تعالى، والوقاية منه تكون بالأذكار والقرآن، وكذلك العلاج منه، وله علاجات أخرى –هو والعين- مبنية على التجربة..... وقد سُحِر النبي صلى الله عليه وسلم، وحديث سحره صحيح رواه البخاري ومسلم، وقد أرسل الله تعالى إليه فأخبره بأنه مسحور وبالمكان الذي دفن فيه السحر، وورد في أحاديث في غير البخاري ومسلم أنه أرسل من استخرج السحر من البئر، ثم نزل عليه سيدنا جبريل عليه السلام بالمعوذتين فقرأهما فبرئ بإذن الله تعالى...
وباختصار: يمكن للإنسان أن يذهب إلى من يرقيه ويفك السحر أو يستخرجه، لكن هذا ليس بلازم، فإن شاء رقى نفسه هو، وإن شاء استعان بغيره كما يستعين المريض بالطبيب. لكن بشرط أن يكون الراقي ممن اشتهر بالتقوى والصلاح والعلم، وممن يلتزم الحدود الشرعية في كل ما يتعلق بالعلاج....
فإن وجد مثل هذا الراقي فخير، وإن لم يجد فبقاء السحر خير من الذهاب إلى الدجالين، -حفظ الله الجميع وأبعد عنهم كل شر- ومشكلتنا الأساسية ليست في العين والسحر، فهما كسائر الابتلاءات، وإنما مشكلتنا في تعاملنا معهما، أي في نظرتنا إليهما، وفي الطرق التي نحمي بها أنفسنا أو نعالجها منهما....، والكلام في هذا طويل طويل، وأكتفي بهذا القدر....
واقرأ أيضًا:
التلبس بالجن مسرحية نعيشها حتى البكاء مشاركة3
الشخصية الثانية: والتفسير العهني مرةً أخرى
سحر!!..يا رجل! اتق الله..!!مشاركة
التعليق: دكاترة موقع مجانين أوجه لكم شكري الجزيل على ما تقدموه وعلى تقديم العلاج للأخت منى وأسأل الله أن يشفيها عاجلا غير آجل لكن أنا رسلت لكم مشكلتي منذ شهر تقريبا لم يتم الرد عليها حتى الآن فأرجوكم ردوا علي لأني كلما أزداد سووووء أرجوكم طالبة مجنونة